بسم الله الرحمن الرحيم
وهــل يرضــون له بذلك الكــوخ ؟.؟؟؟؟؟
ليهرب من آثار الشقاء براً وبحراَ وجواً لجأ لكوخ في قلب الصحراء .. يطلب الراحة ابتعاداَ من نكد الأحوال والأوجاع وسوء الأنباء .. والراحة تلك المفقودة منذ سنوات وسنوات في الأرجاء .. وتشتكي من ندرتها الأجيال والأجيال ثم الأبنـاء .. فأقام سياج الوحدة وِالإنفراد بعيداَ عن الرفقة والضوضاء .. هارباَ من صحبة ملل وكلل وكارهاَ المعية من البشر والأحياء .. توسد حجراَ لينام قليلاَ في رحلة عمر لم يهنأ فيها بالرخاء .. فشكرته الحواس لترتاح قليلاَ من كثرة الهموم والشقاء .. ونامت عيونه وهي التي لم تر النوم منذ وعد بلفور والعملاء .. وحضنته النفس بالفرحة لأنها لم تذق نعمة الفرحة والنصر منذ عهد الرسول ( ص ) و منذ عهود الخلفاء .. وأخذ نفساَ عميقاَ طويلاَ لتنتشي به الرئتان وتتنفس الصعداء .. وطرد الهموم والأحزان بالزجر والطرد من ساحة الذهن ومن ساحة الإصغاء .. والأمل يحدوه بأن لا تعود أقدامه لزمن ولديار تحمل أحزان كربلاء .. ليكون الكوخ هو الأمل الباقي لرحلة عمر يشارف على الانتهاء .. وليكون الكوخ صومعة صمت يراقب محنة أمة مالت هامتها من الإعياء .. وليكون الكوخ ستاراَ لعزيز قوم يبكي ودموعه تجري في الخفاء .. وليكون الكوخ قبراَ لفاقد أمـل أسلافه الأبطال في الماضي فكم أرعبوا الأعداء .. ذاك الماضي الذي كان من فوارسه الأيوبي بعقيدة لا تعرف الانحناء .. ثم الآن كوخ يمثل قبراَ لأمة يمتطي الشتات في غفلة وغباء .. وحتى ذلك الكوخ رغم هزاله وتواضعه فهناك أعين تراقبه من السماء .. فقد يكون فيه صاحب لقب يجاهر بالحرب ويجاهر بالعداء .. يحمل اللقب بالإرهاب وقد كان في الماضي يلقب بالمجاهد بطل الفداء .. ينال الرفعة بشرف العز والجهاد ويقابل بالانحناء .. والآن هو قد يشكل هدفاَ وبإشارة من طرف البنان يكون الكوخ عدماَ من الوجود اندثاراَ وهبــاء .
ساحة النقاش