الله الرحمن الرحيم
يشتـكي القــلم ؟.؟
القلم أمسك معلناَ لحظة العصيان .. وقال كفاني البكاء والسير في شوارع الأحزان .. وريعان عمري أفنيته وأنا أنقب في أسرار البيــان .. ألا تراني ذاك النحيل أعطي الخصال للناس لأشتكي أنا من النقصان .. وأجعل عصارة كبـدي ترياقاَ أداوي به جراح الوجـدان ..ودمعي للناس ذاك مـداد كمطر ينعش الإظماء في الوديان .. وأبكي حين أبكي بأحرف ترسل الأنات والآهات رتلاً من حنين وأشجان .. ثم أوجد برداً وسلاماَ لأفئدة أضناها الحزن بالهجران .. وأتقي بكفي نفحات الحزن والغم عندما تثور كالبركان .. أساجل الحسن بالحسن ثم أزيـل الشوائب ليستقيم اللفظ في اللسان .. وأوجد السجع مناراً فوق متن السطر لينير حسناَ دائماَ لا يختفي بنسيان .. والقول مني إذا كان بإحسان يجلب الفرحة ويجلب الثقل في الميزان .. والقول مني إذا كان بقبح ذاك جلل يجلب الحرب من أقرب الجيران .. وكم أهلكتني الخطوة في دروب الظن والشك وكذا دروب الجن والشيطان .. وكم جادلتني النفس بالبوح بأسرار تقتضي العفـة لهـا بكتمان .. حتى غدوت عليلاَ أنشد الدواء وأنا الذي كنت أداوي الناس بالحكمة والبيــان .. أنا القلم عيبي في سكوتي عن لوعتي وأبكي للوعة الإنسان . ليأخذني الإنسان عصارة ثم يرميني تفلاَ خال من المصران .. لأبكي له بعيوني وأحمل الحزن عنه إذا اشتكى من الأحزان .. فكم هو ظالم يمتطي الظهر فإذا عاندته ضاق الخنـاق علي بالبنـان . لأصرخ باكياً من ألم فإذا به يشرب دمعي ليثمل في نشوة السكران .
ــــــــــــــــــــــ
ساحة النقاش