بسم الله الرحمن الرحيم
يعيـنك الله يـا دكتـور مرســي !!
هي الخطوة الأولى في الأرض الوعرة .. وهي أرض الإنسان أينما كان .. أرض لا تقبل السير فيها باليسر والهوان .. مشى فيها قبلك العقلاء والحكماء والجهلاء وأهل الجبروت وأهل القمع والتسلط .. ولم ينالوا يوماً كامل الرضا والاستحسان .. وهي أرض مشى فيها كذلك الرسل والأنبياء .. وهم أيضاً قوبلوا بالرفض والامتناع وعدم الاستماع .. ولقوا من الإنسان كل أنواع الصد والصدود وكل أنواع الشقاء .. فما استكانوا لحظة وما وهنوا .. فإذا كانت للإنسان أسباب الجدل فيما أنزل الله من فوق السماء .. فكيف بك الحال وأنت تريد شملاً يغطي معاناة كل الفرقاء .. وتلك معضلة أعجزت كل من سار قبلك في تلك الأرض الوعرة .. ولم يستطع أحد في تاريخ الإنسانية أن يجمع الرضا والقبول في بوتقة واحدة .. فليس في الإمكان إرضاء كل إنسان .. ويقال في المثل إلزام حمر الوحش بإتباع نمط يرضيها بالتمام والكمال أشد هوناَ من إرضاء بني الإنسان .. فالإنسان كان أكثر شئ جدلاَ .. وكم من مجتهد في التاريخ أراد أن يجمع الشمل في قائمة توافق الأمزجة فإذا بالأمزجة كطرفي النقيض لا يلتقيان أبداً .. فثلة قد تكون في المعية .. ثم قليل تأبى تلك المعية .. أو قليل قد يكون في المعية وثلة ترفض المعية .. وتلك سنة كونية تغلب كل مجتهد يريد أن يجمع القلوب في إناء الوحدة والتوافق .. وهناك حكمة ربانية في تلك السنة يعلمها الله .. ويقال إذا توافقت أنامل الكف طولاً وعرضاَ وموضعاَ لما نالت الأداء بالكيفية المرضية التي نشاهدها وما نالت الجمال والاستحسان .. فلنترك الحكمة تجري بالمشيئة الربانية .. حيث لا تجري المقادير إلا بأمر الله .
ساحة النقاش