بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الأكثريــة ليست بالضـرورة أنهـا علـى حــق ؟..؟؟

فرضيات لدى البعض هي قد تكون مغلوطة .. وأحكام خاطئة يضعها البعض من المسلمات والبديهيات التي لا تقبل الجدل  .. بل يبنون عليها نظريات خاطئة ويربطونها بمدلولات العقل والمنطق .. وهي ليست كذلك بالتأكيد .. فرضيات ونظريات يقبلها أصحاب العقول العادية على أنها حجة قوية لا تقبل النقض أو الأخذ أو النقاش أو الحوار  ..  فمثلاً في هذا الزمن نسمع كثيراً من البعض بأن رمزاً من الرموز هو على حق ما دام يجمع حوله الأكثرية الغالبة من الناس .. يؤيدونه ويؤازرونه .. ويقفون معه ويموتون من أجله .. وهم يظنون أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال للأقليات بأن تطالب ما ليس من حقها .. وليس لها أن تناضل ..    فهنا نرى خلطاً في الحقائق وخطئاً في القياس والمنطق .. والقول أن الأكثرية يقفون معه قد يكون حقيقة مئة في المئة  .. أو قد يكون مقارباً للحقيقة .. ولكن الخطأ  الكبير وعدم المنطق في القول بأن الأكثرية تؤازره وتقف معه لأنه على حق !! .. فهنا كلمة
( الحق ) كلمة مشبوهة تقبل الأخذ والرد .. وتؤخذ عليها الألف والألف من علامات الاستفهام .. وهي كلمة قد تكون غطاءاًِ وستاراً لكبيرة من كبائر الباطل  .. والأمثلة في التاريخ كثيرة .. ولو سايرنا تلك النظريات والفرضيات الخاطئة لقلنا  ( مثلاً  )  كان فرعون على حق لأنه كان معه الأكثرية من الشعب المصري في ذلك العصر .. ولم يكن موسى على حق لأنه كان معه الأقلية .. فذلك قول لا يجوز .. وكذلك يمكن القول كان المشركون في بداية الدعوة الإسلامية على حق لأنهم كانوا يمثلون الأكثرية الغالبة .. بينما كان تعداد المسلمين في بدايات الدعوة بأصابع اليد .. والأمثلة على ذلك كثيرة وقصص الأنبياء كلها تحكي أن الأغلبية والأكثرية دائماً كانت تجانب الباطل وترفض الحق .. بينما نرى أن معظم الرموز الطاهرة من الأنبياء والرسل أتباعهم على قلة وهم في الحقيقة على حق .. فإذن لا يمكن الجزم مطلقاً بأن مؤازرة الأغلبية لرمز من الرموز تعني أنه على الحق  .. كما أنه لا يلزم السكوت والرضوخ بحجة أن ذلك علامة فرضية من فرضيات الديمقراطية كما يزعم البعض .. فلم يسكت موسى بفرضية الأقلية والأكثرية بل ناضل حتى نصره الله .. ولم يسكت محمد صلى الله عليه بحجة أن الغالبية في كفة المشركين بل ناضل وأجتهد وقاتل كل من قاتله وأراد أن يقتل دعوته في مهدها وأخيراً كان النصر للدعوة من الله .. وعدلت كفة الميزان حيث أصبح في وقت لاحق أن كفة المسلمين هي الأكثرية .. وكفة المشركين هي الأقلية .. وهكذا فإن الغالبية والأكثرية ما كانت مانعة أو حجة ملزمة عند إحقاق الحق أو إبطال الباطل ..  ومعظم الرسل رغم قلة الأتباع وكثرة الأعداء لم يسكتوا ولم يرضخوا بل قاوموا وناضلوا وقاموا بواجب التبليغ حتى اللحظة التي يحكم الله فيها ..   فإذن جاء الوقت ليكون قياسنا على رمز من الرموز من واقع الحقائق والانجازات والفضائل والمحاسن بالمقارنة مع السلبيات والإخفاقات ورذائل الأمور .. وليس دائماًَ بحجة الأكثرية المؤازرة ..  تلك الحجة الخادعة التي تظهر وكأنها قوية مخرسة للألسن وهي في حقيقتها مضلله للحقائق ومضلله للمنطق .

ــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 388 مشاهدة
نشرت فى 24 سبتمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,743