بسم الله الرحمن الرحيم
عادت السـفن ولم تجد مراسيها !!
أبحرت الذكريات بعيدةً في المدى وبعيدةً في الزمن .. وتجولت في ماضي حكايات كانت تلك العزيزة في العمر .. كانت قصة بمشوار سعادة ومقدار بعذوبة وحلل .. ولحظات تحلق في ركاب ملائكة دون حزن أو ملل .. في رياض سمتها حبور وسرور بغير علل .. مما أطمع القلب في ديمومة للأبد وللأزل .. في نعمة من الأحلام والأفراح بغير قطع أو زلل .. ولكن لم تدم تلك الأمنيات فكانت أضابير تلك المحن .. وحكايات وحكايات من ألوان الشجن .. وتلك ليالي البـدر التي زالت بأفول القمر .. ثم ضباب وقتام وظلام يعقب السحر .
دقت نواقيس الذكريات تنادي بماض وكوامن مدفونة في عمق ذاك البدن .. فتاقت سفن الشوق من جديد لبحور ذاك الوطن .. وأبحرت وخطواتها تتسارع شوقاً في سباق للزمن .. والقلب يتمنى عودة اللحظات كما يرسم الخيال بجمال وسحر .. ولكن أبحرت تلك السفن ولم تجد مراسي الشوق لترسو في مهـل .. بل بروق ورعود ووعود تنذر بالخطر .. سراب من الماضي وقفار وذكريات أزيلت من واجهات الجدر .. فذبلت تلك السفن وهي تطوي أشرعتها في حياء وخجل .. فيا ليت تلك الذكريات لم تعد لتترك بعدها فراغاً وحرباً في الجوف تشتعل .. ويا ليت تلك البواخر تاهت في متاهات نسيانها كما كانت من قبل .
ــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد
ساحة النقاش