بسم الله الرحمن الرحيم
جـولة في سـراديب الأحـلام والسراب !!
أصدقني القول يا ريم هل أنت ما زلت ذاك الريم أم أنت ذئب في قناع الريم .. وعهدي في الحياة كان الصدق ولكن الصدق اليوم جدل عقيم .. وبشائر الوجه أصبحت تخالف القلب ويشوبها التعتيم .. والبسمة في الوجه هل لصفاء أم لنقاء أم مثل ذاك الليث يبتسم وفي جوفه رغبة التحطيم والتهشيم .. وزلال الماء في جداول الينبوع قد يكون عذباً ولكن قد يكون في شربه التسميم .. والخل الوفي ذاك أصبح في ندرة الألماس وقد يكون في الحياة عديم .. وبراءة الأعين أصبحت تخيف ومن قبل كانت للسلم والتسليم .. وتلك الأيدي الممدودة للعناق قد يكون بين أناملها خنجر مسنون .. وأنا أصبحت أخاف من نفسي فقد لا أكون أنا ذاك الذي في المرآة يتيم .. فأنا غير أنا وذاك غير ذاك وهو غير هو والأسماء ليست بدليل .. تبدلت معالم الحقائق فأصبحت الدنيا ألغازاً تحير الألباب وللعقول تهين .. يا هذه الدنيا أفيقي وأسمعي وطفل المهد أصبح يخطط ثم تحت مأرب الأحلام ينوم .. وفي عينيه براءة الأطفال ولكن إذا ما دنوت منه فليس إلا لغم يفجر الأحلام ثم يقيم .. فليس الضعيف بذاك الضعيف وليس القوي بذاك القوي .. وما الأسماء إلا لرسم في القراطيس ولكن في الحقيقة هي تغليف وتخمين .. زمن لم يبقى من المسميات إلا رسمها ومن الوجوه ألا مظهرها ولكن في جواهرها أشباح وتنجيم .. والأحلام قد لا تصبح واقعاً ولكن الواقع يصبح أحلاماً يجادل العقل حتى يصبح العقل مجنونا . وتلك جولة في زمن يقاتل فيه الباطل الحق حتى كاد الحق أن يكون زهوقا .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد
ساحة النقاش