بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبـاً بمقــدم أعظــم الشهــور !!
شهر رمضان .. شهر القرآن .. شهر التوبة والغفران .. شهر تعظيم وذكر وقيـام .. أقبل علينا شهر النور .. شهر عزيز إلى النفوس .. واستعدت بيوت الرحمن .. لجموع من رجال ونساء وأطفال .. شهر نحس بحلاوته وطراوته في الأعماق .. نعيش فيه لحظات عبادة هي من أعظم اللحظات .. أيامه كلها نفحة من نفحات الرحمة والتقرب .. القرآن فيه صحبة وتلاوة وحلاوة بالليل والنهار .. شهر عندما يدوم عشرته يتمنى المرء أن لا يغادرنا أبداً .. ويتمنى لو أن كل شهور السنة كانت رمضان .. شهر تقوى فيه عروة الأرحام .. ويكثر فيه الالتقاء بالأصحاب والجيران .. الأسواق فيه فيض من النعم .. والنفوس فيه أنوار من الطهر والعفاف .. فكم من تائه في أتون المعاصي قد أقبل تائباَ في شهر رمضان .. يرجو رحمة ربه بالتوبة والغفران .. ونرى في ذلك الشهر الجليل مظاهر التجلي والفيض بالصدقات والإحسان .. وبلاد المسلمين تأخذ زينتها جمالاً في شهر رمضان .. في النفوس وفي العمران .. تختفي في شهر رمضان مظاهر المبغضات من خمر وميسر وفحش المعصيات .. وغيرها من الموبقات .. وتلك المظاهر يجب أن لا تكون في رمضان أو غير رمضان .. إلا أن ذلك الشهر الفضيل يفرض بهيبته لزوم الاحترام .
ثم هناك أخوان لنا كنا نفتقدهم كثيراً في بيوت الرحمن .. وقد أتوا وتزاحموا الساحات والصفوف في رمضان .. وهم تعودوا أن يهجروا بيوت الله في غير رمضان .. ويتيهون بعيداً في أعماق الشهور ثم يقبلون إلى المساجد مع قدوم رمضان .. ونحن نحزن كثيراً لذلك المفرط الذي لا يعرف بيوت الله إلا في رمضان .. وهو ينسى أن رب رمضان هو رب باقي الشهور .. جاؤوا إلى المساجد فاكتست بهم الساحات .. وازداد بهم عدد الصفوف .. وفرحت بهم القلوب .. ما الذي أتى بهم إلى المساجد غير ذلك الشهر العظيم .. وهم يعلمون جيداً أنه شهر الفيض بالرحمة .. وشهر الأوبة والتوبة .. فيا ليتهم يبقون في المساجد في غير رمضان كما هو الحال في رمضان .
الأمة الإسلامية من أسرارها العظيمة ذلك الشهر الذي فيه ليلة القدر .. وهو شهر هدية من رب العالمين لهذه الأمة .. فيا لها من أعظم هدية .. فأهلاً بك يا ضيفنا العزيز .. قلوبنا في أشد الشوق للقيا بكم .. وأيام معدودات قد بقيت .. والكل يرجو من الله عز وجل أن يبلغه شهر رمضان .
ــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش