بسم الله الرحمن الرحيم
تخيــــــل !!
على ضفاف الهم كان الخيار .. إشارات بالبنان .. ذاك الطريق وذاك القرار .. والقلب مضروب له ذاك المسار .. لا قيد يكبل المشاعر ولا بين يستلزم الانتظار .. نهاية درب لفصل ربيع ومن بعد الربيع سموم وشرار .. تخيـل .. كيف يكون مسار في ظلمة بغير أقمار .. وكيف تكون غابة بغير أشجار .. وكيف تكون جنات بغير أنهار .. وكيف يكون غيث بغير أمطار .. تخيـل .. أسر وحبس بقلعة النفس بغير إبحار .. محك من الأوهام أسكن قلباً في قفار .. وأوجد همـاً وأوجد ظلمةً في وضح النهار .. تخيـل .. محنة أشواق وذكريات كادت في انهيار .. تخيـل .. من يهـدم الأفـراح عناداً ليسكن في دمار .. تخيـل .. من يروم اللحن صمتاً بغير عزف وقيثار .. تخيـل .. من يمنع عبق المسك والطيب يفوح عطراً حول الديار .. تخيـل .. من يحبس دمعة الخـد تسيـل شجناً في انحدار .. تخيـل .. من يقتل الفرحة كمداً في عمق وأغوار .. تخيـل .. من يسكب السم في كاس الحب في جرأة وإصرار ..
كانت ينابيع حب تسقي ضفاف قلبين ليلاً ونهار .. فأصبحت ينابيع روافدها دموع العين في مدرار .. امتدت إليها صولة الهجران ظلماً وافتراء .. فظمأ بعد إنعاش وجدب بعد فيح واخضرار .. والقول ميسور بلسان ولكن الموت يكمن في ابتعاد وفرار .. ملاذ القلب أصبح مزاراً للذكريات وضفاف البين أصبح ذلك المشوار .
ــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش