بسم الله الرحمن الرحيم
بحـــرنا عميــق فأبتعــد !!
يا من تخاطر بالمساس كن حذراً .. ويا من تعاتب أمة الإسلام كن يقظاً .. فأنت في حضرة خير أمة أخرجت للناس .. هم روافد الطهر والأخلاق .. ومنابع القيم والشهامة .. والصيت لهم عالياً فوق الآفاق .. لا تنحني قاماتهم إلا للواحد الخلاق .. تريد أن تقارع بالحجة والبون شاسع في القياس .. الحجة لديهم كتاب منزل من رب أوجد الأجناس .. ودرر من القول لرسول هو أكرم الخلق في الناس .. أمة تعاف الرزايا ولا تضع أقدامها في أوحال المعاصي .. الطفل فيهم في طهر من الوسواس .. وفي الوزن هو أفضل من ألف من الأنجاس .. وفطرة العفة فيه نقاء في البدن وفي اللباس .. كيف نقارن الحجة بمن يتطهر في اليوم خمساً وخمساً .. وفي ساحاتكم نرى الكبار في أدرانها الانحباس .. كيف نقارن الحجة بمن يقف في اليوم خمساً بين يدي الواحد القهار .. يتسامى بالروح مقاماً ونقاءً وتعففاً من شهوة الأهواء .. وهناك في دياركم القوم في تيه الضلال وفي غياهب الرمضاء .. سبل الحياة في أرضنا التسامي بالعفة والنقاء من الدنايا والابتعاد من الخطايا .. والشرع فينا يأمر بالصدق والعدل والقسط والإنصاف .. وينهى عن الفجور واللغو والانحلال .. والشرع في أعرافكم حرية الانفلات .. حيث لا قيود تمنع الانحلال إذا توافقت الأهواء .. والمثلي بالمثلي خلل في الفطرة العليا ولكنه مباح لديكم بقوانين تكفل الانحلال .. انهارت جدر الأخلاق لديكم منذ قديم الزمان .. فكل قبيح من ربا وزنا وخمر وقمار وفجور والتعدي على الأبرياء ثم القتل والدمار والنهب والسلب وعدم الانصاف أصبحت كلها شعاراً لحقوق الإنسان !! .. تعالت حضارتنا قديماً وجديداً بمكارم الأخلاق .. وشانت حضارتكم قديماً وجديداً بأقبح الإجرام وفي أدني سلم الأخلاقيات .
الأمجاد نحن روادها .. والأخلاق نحن صناعها .. ونواصع التاريخ من فحول الرجال نحن قوادها .. والعدل والإنصاف شعار ديننا .. وقد ندرت في ساحاتنا تلك الأمراض الفتاكة التي أخذت بكل سكان المعمورة .. إلا ما كان إلحاقاً لنا ضمن تلك المصائب التي ترد من ساحاتكم بطرق شتى .. فنحن عندما التزمنا بتعاليم ديننا لم نقع في أمراض الرذائل كما وقع غيرنا من أهل الهوى والانحلال .. ومع ذلك كله فنحن لا نركض خلف الدنيا كما تركضون .. ونعلم أنها قليلة العطاء وقريبة الفناء .. ونعلم أنها زائلة .. ومهما أعطت فهي ليست باقية .. وبحرنا عميق بالأخلاقيات والفضائل .. وبحركم يعج بمباهج الشيطان والمعاصي ومحفوف بغضب الرحمن .
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد
ساحة النقاش