بسم الله الرحمن الرحيم
ممنـــوع لوجهتهـا الإبحـار !!
لم يأتي ليبكي خلف جدارهم .. فكم من جدر توشحت بها الأمصار .. إنما جدل يدور في القلب والنفس تهوى بما حكمت به الأقدار .. نبض ينازع الموت في الأعماق .. بفاتنة جادت بها الأنهار .. سليلة أباطرة الزمان تلك التي في أصلابها الأسحار .. تجلت بروعة حسنها وكم في حسنها الأسرار .. وحيداً يكابد الهوى وتلك ملكة الصيت تحجبها الأسوار .. وقلوب تسورت محرابها وتراجعت لما أصابها الإبهار .. صغيرة لم تخدش سهام الود شغافها ولم تسكن في جوفها الأوزار .. في ترف تجول بريئة وما في قلبها أسرار .. قباب العز موطن أهلها وجداول الينبوع بأكتافها الأزهار .. رشا كحيل عينها نجلاء والخد تنازع نوره الأنوار .. شعرها ذهب يسيل تدفقاً ويجادل سكبه الإصرار .. خصلاتها مزجت جدائلها فتلاً وإبراماً به السمط والمعيار .. هي منارة الحسن جاهاً وأصلاً وتكامل في وصفها المقدار .. أبداً بعيدة فوق الثريا والناس يورقها الانتظار .. يا قمراً متى يكون هلالكم ومتى يكون الطل والإشهار .. تهيم بها القلوب بعيدةً وممنوع لوجهتها الإبحار .. خيالها أيسر رؤيةً من رؤية يحكمها الإبصار .. وسورها حائط للمبكى يقف عنده نائح جعـار .. وفي العمق جاهلة لا تدري ماذا يخبئها الجدار .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش