بسم الله الرحمن الرحيم
القبطان الحائر !!
الملاح تائه فـي بحـار الشوق يجـاهر بالنـداء ..
والقبطان حائر يتحسس الدرب ويتخبط في الهـواء ..
تارة يقيس العمق وتارة يرصد نجمـاً في السـماء ..
وذات البيــن يضطرب وينـذر بعاصفـة هوجـاء ..
والحزن أمواج تلاطم الوجدان فيستغيث بالدعــاء ..
وهناك برق وهناك رعد ثم ليل يجاهر بظلمة دهماء ..
والشط بعيـد بعد العمق في القلبين بغير ذاك اللقـاء ..
والجرح عميـق ينزف بغير طـب وبغير ذاك الدواء ..
كان الحلم بشـط فيـه الروض وفيه دوحة فيحـاء ..
وعش سعد يجمع القلبين فـي رحاب الحب والهناء ..
ثم هاج البحر غضباً وتلبـدت غيـوم فـي السماء ..
ونالت الإعصار عهداً كان رفلاً وكان رمزاً للرخـاء ..
وأطلال الذكريات مزقت بكف ربان لا يحسن الإصغاء ..
وغريق في غياهب الموج يصارع الموت بجد وعناء ..
فوداعاً لشط صار بعـداً وهجراً لا يرى فيه الهنـاء ..
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش