بسم الله الرحمن الرحيم
التحــول والتبــدل !!
الرحلة منذ الطفولة .. حيث الحدود المتاحة المباحة بتأشيرة البراءة .. والنوايا الملائكية التي لا تعرف غير لعبة وضحكة .. وركض ثم إطاحة ثم إعادة .. فلا إرباك في حسابات التلاقي .. ولا خطايا في تجاوز خطوط التلامس .. والضحكة صادقة إذا كانت .. والبكاء صادق إذا صادف .. فلا أحد في ذلك العالم يضحك في الظاهر ويضمر في الباطن .. عالم كلها صدق وطهارة ونقاء .. تواجد بصدق ومحبة .. وفراق بصدق ورغبة .. و قواميسهم خالية من المكائد .. وبعيدة من محطات الغدر والخيانة والشرور .. ثم تتوالي خطوات العمر .. وكل يوم يأتي بالجديد .. وصفحة البياض تبدأ بنقاط من رشاش وسواد .. وتصر بالصحبة نفس وإبليس .. ثم يبدأ صفاء الماء في التعكير .. ويبدأ نقاء السريرة في التعتيم .. والنظرة السابقة بعين الحمام والسلام تأخذها غشاوة في الإمعان .. وتعمق في الأسرار .. واليد التي كانت تمسك من قبل في براءة وحسن سجية .. ليست كما كانت .. وقد لا تمسك وإذا مسكت ليست بتلك البراءة .. وفواصل في اللقاء .. وإضمار في النوايا .. وكل يوم تزداد أسوار العادات وتتباعد مسافات التواجد .. ثم في مرحلة لا تكون تلك المسافات إطلاقاً .. والخطوط الحمراء تظل قائمة . لم تتغير الأسماء ولم تتغير الأشكال .. ولكن تتغير الرغبات .. وتنعدم الثقات .. وتحكم الفرضيات .. وتجول العادات .. وتتوجب فروض العقائد .. وتلك سنة الكون في التحول والتبدل .
ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش