بسم الله الرحمن الرحيم
عظمــة ملكـوت الله !
العقل مهما كان من الدرجات في استيعاب المعرفة والعلم إلا أنه معيار محدود .. وبالرغم من محدوديته فإنه أيضاً يدخل في ضمن الآيات التي تعظم مقدرة الله .. ولحظة تعمق وتفكر في عظمة ملكوت الله تؤكد مدى محدودية ذلك العقل .. وكل مخزون المعرفة مهما كان بالكم والكيفية التي يتعاظم بها صاحب عقل وفكر لا يعادل إلا نقطة ضئيلة في محيطات وبحار علوم الله .. وعندما يقف المفكر لحظة يفكر في عظمة ملكوت الله يعلن العقل فوراً بتواضعه .. ويعترف بمحدودية مواصفاته في استيعاب المزيد فوق طاقته من علوم الله .. ولو أتيح لصاحب أكبر عقل وفكر أن يأخذ حفنة صغيرة من تراب الأرض يضعها في كفه ثم يفكر فيها ملياَ .. فإنه أولاً يعجز في أيجاد بديل يوازيها من عدم .. ولو أقر بعجزه فإنه بالتأكيد سوف يعجز في أفناء تلك الحفنة من الوجود كلياً .. ولو شرع في دراسة تلك الحفنة من التراب من كل جوانبها من الخواص المادية والفيزيائية بجزيئاتها وذراتها وبرتوناتها ونيوناتها .. ثم في تحديد مصادرها وأعمار تواجدها في الكون ومعدلات التحول فيها عبر الأزمان فإنه أيضاً بعد جهد جهيد سوف يعلن في النهاية بعجزه .. تلك معضلة حفنة من التراب فكيف بكل تراب الأرض !! .. والأرض في حد ذاتها تمثل نقطة تعادل رأس الدبوس في كون شاسع .. وعلوم الله لا تحد بحد أو بعدد أو بكمية ( وسبحان الله ) ..
والتفكير والتعمق في عظمة ملكوت الله مطلوب من المؤمن من وقت لآخر .. وكل لحظة تفكير في ملكوت الله يوطد ويزيد الأيمان والخضوع لقدرة الله .. والعقل بالتفكير في عظمة الخالق كذلك يدخل في عبادة هو مكلف بها .. ولا يجوز أن يتواجد الإنسان بعقله فقط من أجل الدنيا ومشاكلها .. والحياة وتوابعها .. فتلك مجالات يشترك فيها الإنسان والحيوان .. ولكن الإنسان يحمل أمانة العقل ليسمو بالتفكير في عظمة الله .
ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش