بسم الله الرحمن الرحيم
الآلام !!!
تلك التي تسقط من السماء لم تكن وروداً أو زهورا .. ولم تكن رزازاً من أمطار أسكبتها غيوم الخير والنماء .. ولم تكن قطرات ندى تغسل جبين الكادحين والضعفاء .. ولكنها قناديل موت تفجر الأرض والقيم من السماء .. فهناك جماجم الأطفال .. وهناك صيحات الأرامل .. طائرات أمطرت الموت فوق رؤوس الأصفياء .. وصواريخ هزت وأبادت ودمرت معاقل الشرفاء .. واختلطت لعبات الأطفال بجثث أصحابها الأبرياء .. وذاك القاتل يبكي لقلة صيده ولا يبكي لكثرة الشهداء .. عالم يرقص بلون الدماء وببكاء النساء .. تعود أن يسير فوق جثث القتلى بالنهار وبالمساء .. بعد أن مدت جسوراً دعائمها أجساد الشهداء .. متبختراً فوق بحور من دماء الأبرياء .. وفي الأجواء تلك التي تحلق ليست حمامات للسلام ولكنها شرارات للراجمات .. والديار ثكلى تقيم المقابر والمدفون فيها قد سبق الذي مازال يدفن وأمره مجرد الساعات .. ورائحة الموت أصبحت تزكم أنوف أجنة ما زالت تسكن الأرحام .. وهناك قاتل يعشق القتل وهناك مقتول يود أن يسبق الأجل وينتهي من الآلام .. تلك حالة أمة كانت يوماً ثم أصبحت في أهلك الأيام .. وجداول النبع في رياضها أصبحت تجري فيها الدماء .. ولحظات السعادة في ساحاتها هي صرخات موت وفداء .. فتن أصبحت كالحة وفي لونها فاقت درجات السواد والدهماء .. نسيت مجدها واحتمت بغير الله فأذاقها الله خزي الضعف والاستجداء ..
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش