بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كل شـئ أصبـح  فـي الماضـي !! 

لقد تبدلت الأحوال  .. وبدأت القلوب تشتكي من كثرة المظاهر والإدعاء .. ثم تابت وتوقفت عن ذلك المشوار .. واكتفت وامتنعت عن مسارات الغش والخداع .. ولا تريد المضي بعد اليوم في عوالم الأسرار والغيوم .. تلك الغيوم الزائفة التي بدأت ترحل بعيدة عن ساحات الخيال .. كانت الخطوات كاذبة غير صادقة منذ الانطلاقة والوهلة الأولى .. تفتقد الإخلاص وتفتقد ثوابت الجذور .. مبطنة بالرياء وموبوءة بالمظاهر والغرور .. والقصة كانت مجرد لوحة جميلة بأبعاد وواجهة مزيفة ومقلدة .. يحيطها إطار من الشكوك والمكر والدهاء .. مشاعر زائفة تمثل نقوشاَ فوق صفحات الرمال .. تلك النقوش التي تتلاشى حين تداعبها رياح الضمير وتجادلها نزعات الإخلاص بصدق المقال .. عجباَ وقد تضاءلت جبال الذكريات وتقلصت يوما بعد يوم ..  ثم رقت وبهتت حتى وصلت نقطة الزوال .. مثل هلال يرتحل بالاضمحلال بعد قوة الإهلال .. ذلك الهلال البازغ الذي يدعي الكمال يوماَ ثم يتضاءل رقة ليختفي خلف التلال .. فيا عجباَ كيف أصبح الماضي غير مرغوب المنال !!؟ .. وتلك القلوب قد خانت العهود وتناست أيام الدلال !! .. ومعالم الذكريات قد رحلت بصحبة الطيف الذي كان يزعج الخيال ! ..  وتلك الإشارات والعلامات قد محيت من صفحات الأحوال .. وألوان السجال بين القلوب توقفت عن نزعة المكر والدهاء .. وتوقفت عن الإدعاء ببراءة المقاصد في جولات النزال .. تلك التلميحات التي كانت تطمئن القلوب حتى لا تتعمق وتكشف أسرار الأغوار .. ومن شيم السراب أن يختفي عند المحك بالتلاشي والترحال .. ودوام الحال من المحال .. وقد تيقنت القلوب أن ذلك الدرب لم يكن يوماَ درباَ نزيهاَ ممهداَ للوصال .. وقد آن الأوان للقلوب أن تقتفي آثار التوبة والغفران .. أما ذلك الماضي فقد أصبح مجرد تيلة رقيقة من برم الحبال .. حبال الماضي التي وهنت من كثرة الشد والاقتتال .

ـــــــــــ

  الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 162 مشاهدة
نشرت فى 13 إبريل 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,142