بسم الله الرحمن الرحيم
وداعـاً يـا أرض الجنـوب الحبيــبة !!
كانت فتية بنواهد ثم شبت وربت كسحاب هطل ..
ثم شابها الشيب حتى في رأسها قد أطل ..
ثم ستون عاماً قضيناها هباءً في غزل ..
ولنا ولهـا في الناس قول وسمعة ..
ولنا ولهـا في كل ناحية مثل ..
أبنوسية القوام جنوبية الحشا زاندية الكفل ..
نويرية العينين دينكية الأبدان واوية المقل ..
شلكية الأسنان مسيرية الترحال والأصل ..
تارة بالأشواق والأحضان كنـا في أمـل ..
وتارة بالسهام وبالنبـال كنـا في قتـل ..
لم تشفع لنا الأيام من ذكريات ولم تنفع لنا الأيام من بذل ..
هي درة فقدناهـا بكيـد الكائدين وكيد من عزل ..
وتلك قبلة كانت لها ولكن أيدي الكائدين كم قتلت من قبل ..
لم تتح لنا الأيام أن نلتقي دون حساد في الساحة أو هبل ..
وكانت أمنيات أن نلتقي في روعة ولكن دائماُ كنا في علل ..
حرب عشاق امتدت حتى مات كل عاشق في مهـل ..
ثم كان الوداع لحبيبين لم يلتقيا أبداً في ليلة حلم وأمـل ..
فوداعاً يا أرض الجنوب لك منا دائماً ألف قبلة وقبل ..
كم رجونا أن تدوم العشرة وكم تمنينا شهوراً من عسل ..
ولكن فاضت محنة الأحزان حتى أنجبت كل شهرً من بصل ..
أبداً لم نلتقي في رقصة فرح بل السراء والضراء كنا في شكل ..
نقـدم لهم الورود بكل ود ثم نأخذ الأشواك منهم في عناد وجدل ..
وقلوبنا قد أصدقت في الحب وقلوبهم كانت تعادي وتبادر بالحيل ..
نهدي لهم ضياء النور والأمل فيصرون على دروب اللات والهبل ..
فوداعاٌ ووداعاً .. وقد نلتقي يوماً ولكن بعد شيب وشيخوخة وكهـل ..
ـــــــــــــــــــــــ
عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش