ثواب خوف الله عز وجل وخشيته وخوف عقابه
عن أبي أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال : « أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال : إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر ، فو الله! لئن قدر علىَّ ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه به أحداً. قال : ففعلوا ذلك به ، فقال للأرض : أدى ما أخذت. فإذا هو قائم ، فقال له : ما حملك على ما صنعت؟ فقال : خشيتك يا رب - أو قال : مخافتك - فغفر له بذلك » وفي رواية أن رسول الله قال : « قال رجل : لم يعمل خيراً قط فإذا مات فحرقوه واذروا نصفه في البر ونصفه في البحر ، فوالله ! لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين ، فأمر الله البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه ، ثم قال ٬ لم فعلت ؟ قال : من خشيتك وأنت أعلم ، فغفر الله تعالى له » (١).
عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ : « أن رجلاً كان قبلكم رغسه الله مالاً ، فقال لبنيه لما حُضرَ : أي أب كنت لكم؟ قالو : خير أب ، قال : فإني لم أعمل خيراً قط ، فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف ، ففعلوا ، فجمعه الله عز وجل ، فقال : ما حملك؟ قال : مخافتك ، فتلقاه برحمته » وقوله : "رغسه" بفتح الراء والغين والمجمعة جميعاً وبالسين المهملة ، معناها ، أكثر له منه وبارك فيه (٢).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال : « سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خالياً ففضات عيناه » قلت : وتقدم في حفظ الفرج حديث عمر في قصة الكفل (٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١).[صحيح : رواه البخاري (٣٤٨١) ، ومسلم (٢٧٥٦)].
(٢).[صحيح : رواه البخاري (٣٤٧٨) ، ومسلم (٢٨٥٧)].
(٣).[صحيح : رواه البخاري (٣٤٧٨) ، ومسلم (٢٨٥٧)].