مفاهيم و تصورات خاطئة عن الربو

    يعتبر الربو أحد الأمراض المزمنة شيوعاً حيث يصيب ما بين 10- 20 % وقد أثبتت الدراسات زيادة معدل انتشاره خلال العشرين سنة الماضية، وهو عبارة عن اضطراب التهابي مزمن لمجاري الهواء مما يجعلها مفرطة الاستجابة عند تعرضها لعوامل محسسة أو مهيجة ينتج عنها انسداداً في القصيبات و الشعب الهوائية بسبب التضيق القصبي و زيادة الإفرازات المخاطية و زيادة الالتهاب مما يقلل من تدفق الهواء.

و تختلف شدة وأعراض الربو بين المصابين في أوقات و أماكن مختلفة، كما تعددت الأدوية تبعاً لهذه الاختلافات وظهرت التصورات والمعتقدات الخاطئة عن الربو التي قد تمنع أو تحول من الاستفادة بشكل مثالي من الأدوية بل و قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

ويعتقد البعض خطأً أن الربو مرض معدٍ والحقيقة أن الربو ينتج من تفاعل التكوين الجيني مع الوسط البيئي المحيط بالإنسان و قد يستثار بالالتهاب الفيروسي المصيب لجهاز التنفس، كما يعتقد أن مريض الربو يجب أن يمتنع عن ممارسة الرياضة، بينما ينصح مريض الربو بممارسة الرياضة و خاصة السباحة ولكن بعد التحكم بأعراض الربو ووضع خطة علاجية بمساعدة الطبيب فبعض أبطال الرياضة العالميين مصابون بالربو، كما يعتقد ان بخاخ الكورتزون يضعف أو يهبط جهاز المناعة في حين أن بخاخ الكورتزون لا يسبب ضعف جهاز المناعة، و يتطلب هذا التأثير استخدام كميات عالية من الكورتزون عن طريق الفم لأشهر طويلة و تزول هذه الآثار بعد توقف العلاج، كما يعتقد أن بخاخ الكورتزون يسبب العقم أو عدم القدرة على الإنجاب وهو أمر غير صحيح، بل يعتقد أن بخاخ الكورتزون يسبب قصر القامة، بينما أثبتت كثير من الدراسات أن الأطفال المصابين بالربو و الذين يتعالجون ببخاخ الكورتزون تحت إشراف الطبيب يبلغون أطوال أقرانهم الراشدين، وقيل أيضا أن بخاخ الكورتزون يسبب المياه البيضاء في العين ، والحقيقة أن الماء الأبيض قد ينتج لدى مرضى الربو الذين يستخدمون الكورتزون لفترات طويلة عن طريق الفم (حبوب) بينما بخاخ الكورتزون لا يسبب الماء الأبيض، كما يعتقد أن بخاخ الربو يسبب التعود أو الأدمان، والحقيقة أنه لا تسبب هذه الأدوية التعود أو الإدمان عليها فبخاخ الربو (الكورتزون)الوقائي و موسع الشعب (الفنتولين) يساعدان على التحكم بالأعراض الناتجة عن الربو وتعتبر أفضل طرق العلاج الموصى بها من قبل الجمعيات والهيئات العالمية فهي تضع العلاج مباشرة بالرئتين لتقليل أثاره الجانبية، بل ويعتقد أن بخاخ الكورتزون خطير جداً، بينما أثبتت الدراسات أمان وفعالية بخاخ الكورتزون لسنوات طويلة تحت إشراف الطبيب و أن الأعراض الجانبية التي نادراً ما تحدث خطورتها أقل بكثير من خطورة الربو و مضاعفاته.

من ناحية أخرى يعتقد أن الربو لا يعد مرضا خطيرا و لايؤدي إلى الوفاة، والواقع أن الربو مرض مزمن متفاوت الشدة عند المريض نفسه وعند مرضى الربو و قد تستمر أزمة الربو دقائق إلى ساعات أو أيام متفاوتة و قد تكون الأزمة شديدة جداً لتؤدي إلى توقف التنفس و ربما الوفاة فيجب على المريض معرفة أعراض الربو و مسببات الأزمة الحادة لدية و تلقي العلاج المناسب لدى الطبيب لتفادي مثل هذه الأزمات، وأخيرا لكل داء دواء ويمكن معالجة الربو على نحو فعال و تحقيق سيطرة جيدة على أعراضه بإتباع نصائح و إرشادات الطبيب المختص لممارسة الحياة بشكل مثمر و طبيعي.

 

* قسم الحساسية والمناعة

المصدر: جريدة الرياض - د. حسن الذكري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,522

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.