معالجات الربو وحساسية الصدر

 

    إن الربو والمعروف ب(Asthma) هو أحد الأمراض التنفسية المزمنة الأكثر شيوعا وانتشارا بين فئات عمرية مختلفة يتصدرها الأطفال. يبدأ مرض الربو عندما يعمل الجهاز المناعي في جسم الإنسان على الاستجابة للمستثيرات التنفسية بشكل أكثر من المتوقع، مما يؤدي إلى:

إفراز مواد فسيولوجية كردة فعل مناعية تُسبِب التهاباً وتورماً في الأغشية الداخلية للقصبة الهوائية شداً في العضلات المحيطة بالقصبة الهوائية يسبب ضيقاً في الممرات الهوائية وصعوبة في التنفس زيادة في إفراز الأغشية المخاطية التي تسبب سداً للممرات الهوائية أثناء العملية التنفسية مجمل الأعراض المصاحبة للربو تتمثل بضيق التنفس، الكحة المستمرة وصفير الصدر، ولذلك تقوم معالجات الربو بالعمل على تثبيط أو معاكسة المسبب الفسيولوجي لهذه الأعراض.

إن أول الطرق المجدية للتعامل مع الربو هو تفادي التعرض للمسببات والمستثيرات (كالتدخين،الأتربة، التهابات الصدر .. وغيرها)، فإن بقى المريض في حالة غير مستقرة مع مرضه سيقوم الطبيب باللجوء إلى العلاجات لزيادة التحكم بنوبات الربو.

مجموعات الأدوية الأكثر استخداما لحالات الربو تتمثل بالتالي:

1) محفزات مستقبلات بيتا Beta Agonist، والتي تتوفر على شكل بخاخات للصدر أو رذاذ للاستنشاق، ولها نوعان:

سريعة المفعول

هي أول خطوة في الخطة العلاجية لمرضى الربو. تستخدم هذه المعالجات للتعامل مع النوبات الفجائية للمرض (أي عند اللزوم فقط)، حيث تعمل على ارتخاء العضلات المحيطة بالقصبة الهوائية مما يؤدي إلى توسعة الشعب فيها، أحد الأمثلة الشائعة لهذه المجموعة هو بخاخات الألبيوتيرول Albuterol .

طويلة المفعول

تعمل هذه المجموعة بنفس طريقة عمل محفزات بيتا سريعة المفعول ولكنها تحتاج إلى وقت أطول لإظهار مفعولها الذي يبقى أيضا لمدة طويلة، لذلك –على عكس محفزات بيتا سريعة المفعول- تستخدم أدوية هذه المجموعة بشكل (منتظم) لزيادة التحكم بالمرض و(الوقاية) من النوبات الفجائية وليس للتعامل معها أثناء حدوثها، يلجأ الطبيب عادة لهذه المجموعة عندما تفشل بخاخات الألبيوترول – لوحدها- في التحكم بنوبات المرض فَيُفَضِل أن يُبقِى المريض في حالة وقاية باستخدام هذه العلاجات، أحد أمثلة هذه المجموعة هي بخاخات ال Salmeterol

2) بخاخات الكورتيكوستيرويد - مضادات الالتهاب Inhaled glucocorticosteroid

تعمل أدوية هذه المجموعة على تقليل التورم والارتشاح الذي يحصل في الممرات الهوائية وتحميها من تأثير المستثيرات، تستخدم بالإضافة لما سبق بشكل منتظم لزيادة التحكم والوقاية من نوبات الربو.

3) معدلات/مثبطات الليوكوترايين Leukotriene Modifiers

تقوم أدوية هذه المجموعة ب - تقليل - إفراز الليوكوترايين وهي المادة الفسيولوجية المسؤولة عن اظهار أعراض الالتهاب في الشعب الهوائية، فتزيد من ضيقها وإفراز الأغشية المخاطية بها، لذلك تعمل معدلات الليوكوتريين على توسيع الشعب الهوائية وتقليل الإفرازات المخاطية في الممرات التنفسية، تتوفر هذه العلاجات على شكل حبوب تؤخذ بالفم وتستخدم لزيادة التحكم بنوبات المرض إن لم يكن كافيا باستخدام ما سبق، أحد أمثلة هذه المجموعة هو المونتيليوكاست Montelukast

4) الثيوفيللين Theophylline

وهو أحد الأدوية التي تساهم أيضا في توسيع الشعب الهوائية، ولكن استخدامه مؤخرا أصبح أقل شيوعا حيث أثبتت الدراسات أن المجموعات السابقة أكثر فعالية في علاج الربو والتحكم به مقارنة بالثيوفيللين.

يحدد الطبيب العلاج بناء على شدة عدم استقرار الحالة، فيبدأ بأدوية التعامل مع النوبات الفجائية ثم يتدرج بزيادة الجرعة وإضافة أدوية الوقاية والتحكم بالاتهاب إلى أن يصل مع المريض إلى درجة كافية من التحكم بالمرض.

في حال بقاء المريض مستقرا لفترة طويلة مع مرضه والعلاجات، من الممكن بدء التقليل من الجرعات تدريجيا تحت إشراف الطبيب، فلا يصح قطع الأدوية بشكل فجائي مطلقا.

عند استخدام البخاخات، يجب مراعاة الطريقة الصحيحة ومعرفتها تماما من الصيدلي أو الطبيب، وذلك لتفادي عدم وصول كمية الدواء اللازمة والفعالة لرئَتَي المريض.

علاجات الربو متوفرة وسهلة الاستعمال، وقد أثبتت فعاليتها في دراسات عالمية إذا تم وصفها واستخدامها بالطريقة الصحيحة.

* قطاع الرعاية الصيدلية

المصدر: جريدة الرياض -- الدكتورة الصيدلانية - هلا جوهرجي*
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,473

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.