هذه نصيحتي إلى كل شيعي

الإهداء إلى كل شيعي حر الضمير والفكر، محب للحق والخير، يرغب في العلم والمعرفة .. أهدي هذه الكلمة القصيرة، ولا آمل منه أكثر من أن يقرأها، معتقداً أني قدمت له فيها نصيحة كما اعتقدت أنا ذلك.

والسلام ... الجزائري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:

فإني كنت - والحق يقال - لا أعرف عن شيعة آل البيت إلا أنهم جماعة من المسلمين يغالون في حب آل البيت، وينتصرون لهم، وأنهم يخالفون أهل السنة في الفروع الشرعية بتأويلات قريبة أو بعيدة، ولذلك كنت أمتعض كثيراً؛ بل أتألم لتفسيق بعض الإخوان لهم، ورميهم أحياناً بما يخرجهم من دائرة الإسلام، غير أن الأمر لم يدم طويلاً حتى أشار علي أحد الإخوان بالنظر في كتاب لهذه الجماعة لاستخلاص الحكم الصحيح عليها، ووقع الاختيار على كتاب الكافي، وهو عمدة القوم في إثبات مذهبهم، وطالعته وخرجت منه بحقائق علمية جعلتني أعذر من كان يخطئني في عطفي على القوم، وينكر علي ميلي إلى مداراتهم، رجاء زوال بعض الجفوة التي لا شك في وجودها بين أهل السنة وهذه الفئة التي تنتسب إلى الإسلام بحق أو بباطل، وها أنا ذا أورد تلك الحقائق المستخلصة من أهم كتاب تعتمد عليه الشيعة في إثبات مذهبها، وإني لأهيب بكل شيعي أن يتأمل هذه الحقائق بإخلاص وإنصاف، وأن يصدر حكمه بعد ذلك على مذهبه وعلى نسبته إليه؛ فإن كان الحكم قاضياً بصحة هذا المذهب، وسلامة النسبة إليه، أقام الشيعي على مذهبه، واستمر عليه، وإن كان الحكم قاضياً ببطلان المذهب وفساده، وقبح النسبة إليه، وجب على كل شيعي - نصحاً لنفسه، وطلبا لمنجاتها - أن يتركه ويتبرأ منه، وليسعه ما وسع ملايين المسلمين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

كما أنني أعيذ بالله تعالى كل مسلم يتبين له الحق ثم يصر على الباطل جموداً وتقليداً، أو عصبية شعوبية، أو حفاظاً على منفعة دنيوية؛ فيعيش غاشاً لنفسه، سالكاً معها مسلك النفاق والخداع؛ فتنة لأولاده وإخوانه ولأجيال تأتي من بعده يصرفهم عن الحق بباطله، ويبعدهم عن السنة ببدعته، وعن الإسلام الصحيح بمذهبه القبيح.

وهاك أيها الشيعي هذه الحقائق العلمية التي هي أصل مذهبك، وقواعد نحلتك، كما وضعتها لك ولأجيال خلت من قبلك يد الإجرام الماكرة، ونفوس الشر الفاجرة؛ لتبعدك وقومك عن الإسلام باسم الإسلام، وعن الحق باسم الحق.

هكها يا شيعي سبعاً من الحقائق تضمنها كتاب الكافي الذي هو عمدة مذهبك، ومصدر شيعتك؛ فأجل فيها النظر، وأعمل فيها الفكر، وأسأل الله تعالى أن يريك فيها الحق، وأن يعينك على انتحاله، ويقدرك على احتماله؛ إنه لا إله إلا هو، ولا قادر إلا سواه.

الحقيقة الأولى:

استغناء آل البيت عن القرآن الكريم بما عند آل البيت من الكتب الإلهية الأولى وهي التوراة والإنجيل!

إن الذي يثبت هذه الحقيقة ويؤكدها ويلزمك أيها الشيعي بها، هو ما جاء في كتاب الكافي ج1 كتاب الحجة ص 207 ومن قول مؤلفه: "باب إن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من الله عز وجل، وأنهم يعرفونها كلها على اختلاف ألسنتها"، مستدلاً على ذلك بحديثين يرفعهما إلى أبي عبد الله، وأنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسريانية.

وقصد المؤلف من وراء هذا معروف، وهو: أن آل البيت وشيعتهم تبع لهم يمكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعلمون من كتب الأولين، وهذه خطوة عظيمة في فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين؛ إذ ما من شك في أن من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم بأي وجه من الوجوه فقد خرج من الإسلام، وانسلخ من جماعة المسلمين!

أليس من الرغبة عن القرآن الذي يربط الأمة الإسلامية بعقائده وأحكامه وآدابه فيجعلها أمة واحدة .. أليس من الرغبة عنه دراسة الكتب المحرفة المنسوخة، والعناية بها، والعمل بما فيها؟!

وهل الرغبة عن القرآن لا تعد مروقاً من الإسلام وكفراً؟ وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرفة والرسول صلي الله عليه وسلم يرى عمر بن الخطاب رضى الله عنه وفي يده ورقة من التوراة فينتهره قائلاً: «ألم آتكم بها بيضاء نقية؟!».

إذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم لم يرض لعمر مجرد النظر في تلك الورقة من التوراة؛ فهل يعقل أن أحداً من آل البيت الطاهرين يجمع كل هذه الكتب القديمة، ويقبل عليها يدرسها بألسنتها المختــلفة، ولماذا؟! ألحاجة إليها أم لأمر ما يريده منها؟!

اللهم إنه لا ذا ولا ذاك، وإنما هو افتراء المبطلين على آل بيت رسول الله رب العالمين من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين.

وأخيراً: فإن الذي ينبغي أن يعرفه كل شيعي هو: أن اعتقاد الاستغناء عن القرآن الكريم؛ كتاب الله الذي حفظه الله في صدور المسلمين، وهو الآن بين أيديهم، لم تنقص منه كلمة، ولم تزد فيه أخرى، ولا يمكن ذلك أبداً؛ لأن الله تعهد بحفظه في قوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9]، وهو كما نزل به جبريل الأمين على سيد المرسلين، وكما قرأه رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقرأه عنه آلاف أصحابه، وقرأه من بعدهم من ملايين المسلمين متواتراً إلى يومنا هذا. إن اعتقاد امرئ الاستغناء عنه أو عن بعضه بأي حال من الأحوال هو ردة عن الإسلام، ومروق منه لا يبقيان لصاحبها نسبـــة إلى الإسلام ولا إلى المسلمين.

الحقيقة الثانية:

اعتقاد أن القرآن الكريم لم يجمعه ولم يحفظه أحد من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم إلا علي والأئمة من آل البيت.

هذا الاعتقاد أثبته صاحب كتاب الكافي (ج1 كتاب الحجة ص26) جازماً به، مستدلاً عليه بقوله عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: "ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده".

والآن فاعلم أيها الشيعي هداني الله وإياك إلى الحق وصراطه المستقيم: أن اعتقاداً كهذا، وهو عدم وجود من جمع القرآن وحفظه من المسلمين إلا الأئمة من آل البيت وشيعتهم، وكفى بذلك فساداً وباطلاً وشراً - والعياذ بالله تعالى - وإليك بيان ذلك.

1- تكذيب كل من ادعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره، أو في مصحفه كعثمان، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وغيرهم من مئات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكذيبهم يقتضي فجورهم وإسقاط عدالتهم، وهذا ما لا يقوله أهل البيت الطاهرون، وإنما يقوله أعداء الإسلام وخصوم المسلمين للفتنة والتفريق.

2- ضلال عامة المسلمين ما عدا شيعة آل البيت، وذلك أن من عمل ببعض القرآن دون البعض لا شك في كفره وضلاله؛ لأنه لم يعبد الله تعالى بكل ما شرع؛ إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملاً على العقائد والعبادات والآداب والأحكام.

هذا الاعتقاد لازمه تكذيب الله في قوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9]، وتكذيب الله تعالى كفر، وأي كفر؟!

هل يجوز لأهل البيت أن يستأثروا بكتاب الله تعالى وحدهم دون المسلمين إلا من شاءوا من شيعتهم؟! أليس هذا احتكاراً لرحمة الله، واغتصاباً لها ينزه عنه آل البيت؟ اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك براء من هذا الكذب، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى.

3- لازم هذا الاعتقاد: أن طائفة الشيعة هم وحدهم أهل الحق، والقائمون عليه؛ لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملاً غير منقوص، فهم يعبدون الله بكل ما شرع، وأما من عداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كثير من كتاب الله تعالى وهدايته فيه!!

يا أيها الشيعي! إن مثل هذا الهراء ينزه عنه الرجل العاقل؛ فضلاً عمن ينسب إلى الإسلام والمسلمين إنه ما مات رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى أكمل الله تعالى نزول كتابه، وأتم بيانه، وحفظه المسلمون في صدورهم وسطورهم، وانتشر فيهم وعمهم، وحفظه الخاص والعام، ولم يكن آل البيت في شأن القرآن وجمعه وحفظه إلا كسائر المسلمين، وسواء بسواء؛ فكيف يقال: إنه لم يجمع القرآن ولم يحفظه أحداً إلا آل البيت، ومن ادعى ذلك فهو كاذب!!

أرأيت لو قيل لهذا القائل: أرنا هذا القرآن الذي خص به آل البيت شيعتهم؟ أرنا منه صورة أو صوراً يتحداه في ذلك فما يكون موقفه؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.

الحقيقة الثالثة:

استئثار آل البيت وشيعتهم دون المسلمين بآيات الأنبياء كالحجر والعصا.

يشهد لهذه الحقيقة ويثبتها ما أورده صاحب الكافي بقوله: عن أبي بصير عن جعفر عليه السلام قال: "خرج أمير المؤمنين عليه السلام في ليلة مظلمة، وهو يقول: همهمة، همهمة، وليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان، وعصا موسى"!!

وأورد أيضاً قوله في (ج1 كتاب الحجة ص227) عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: "ألواح موسى عندنا، وعصا موسى عندنا، ونحن ورثة النبيين"!!

وبعد أيها الشيعي! إن هذا المعتقد في الحقيقة بالذات يلزمك أموراً في غاية الفساد والقبح، ولا يمكنك وأنت العاقل إلا أن تبرأ منها ولا تعترف بها، وهى:

1- تكذيب علي رضى الله عنه في قوله: وقد سئل: "هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم آل البيت بشيء؟ فقال: لا. إلا ما كان في قرا ب سيفي هذا"، فأخرج صحيفة مكتوب فيها أمور أربع، ذكرها أهل الحديث كالبخاري ومسلم.

2- الكذب عليه رضى الله عنه بنسبة هذا القول إليه.

3- الازدراء من نفس صاحب هذا المعتقد، والدلالة القاطعة على تفاهة فهمه، ونقصان عقله، وعدم احترامه لنفسه؛ إذ لو قيل له: أين الخاتم؟ وأين العصا؟ وأين الألواح مثلاً؟ لحار جواباً، ولما استطاع أن يأتي بشيء من ذلك.

وبه يتبين كذب القصة من أولها إلى آخرها.

وأوضح من ذلك: فإنه قد يقال: لو كان ما قيل حقاً لم لا يستخدم آل البيت هذه الآيات كالعصا والخاتم في تدمير أعدائهم، والقضاء عليهم، وهم قد تعرضوا لكثير من الشر قبلهم؟!

4- إن الهدف من هذا الكذب المرذول هو إثبات هداية الشيعة، وضلال من عداهم من المسلمين، والقصد من وراء ذلك الإبقاء على المذهب الشيعي ذا كيان مستقل عن جسم الأمة الإسلامية، ليتحقق لرؤساء الطائفة، ولمن وراءهم من ذوى النيات الفاسدة والأطماع الخبيثة ما يريدونه من العيش على حساب هدم الإسلام، وتمزيق شمل المسلمين، وإذا كان هذا المعتقد يحقق مثل هذا الفساد والشر فبئس من معتقد هو، وبئس من يعتقده، أو يرضى به!

الحقيقة الرابعة:

اعتقاد اختصاص آل البيت وشيعتهم بعلوم ومعارف نبوية وإلهية دون سائر المسلمين.

ومستند هذه الحقيقة ما أورده صاحب الكافي في (ج1 كتاب الحجة ص 138) بقوله: عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك! إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم علياً عليه السلام ألف باب من العلم، يفتح منه ألف باب؟ قال: فقال: يا أبا محمد! علم رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً عليه السلام ألف باب، يفتح له من كل باب ألف باب. قال: قلت: هذا بذاك، قال: ثم قال: يا أبا محمد! وإن عندنا الجامعة، وما يدريك ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك! وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع النبي صلى الله عليه وسلم، وأملاه من فلق فيه، وخط علي بيمينه كل حلال وحرام، وكل شيء يحتاج له الناس حتى الإرش والخدش. قال: قلت: هذا والله العلم! قال: إنه لعلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة، ثم قال: عندنا الجفر، وما يدريكم ما الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، قال: قلت: إن هذا العلم! قال: إنه العلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات! والله ما فيه من قرآنكم هذا حرف واحد! قال: قلت: هذا والله العلم! قال: وإن عندنا علم ما كان، وما هو كائن إلى أن تقم الساعة"!! انتهى بالحرف الواحد.

وبعد: إن النتيجة الحقيقية لهذا الاعتقاد الباطل لا يمكن أن تكون إلا كما يلي:

1- الاستغناء عن كتاب الله تعالى، وهو كفر صراح.

2- اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين، وهو خيانة صريحة تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبة الخيانة إليه صلى الله عليه وسلم كفر لا شك فيه ولا جدال.

3- تكذيب علي رضى الله عنه في قوله الثابت الصحيح: "لم يخصنا رسول الله آل البيت بشيء"، وكذبٌ على علي كالكذب على غيره حرام لا يحل أبداً.

4- الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أعظم الذنوب، وأقبحها عند الله؛ إذ قال عليه الصلاة والسلام: «إن كذباً علي ليس ككذب على أحدكم، من كذب علي متعمداً فليلج النار».

5- الكذب على فاطمة رضى الله عنها، بأن لها مصحفاً خاصاً يعدل القرآن ثلاث مرات، وليس فيه من القرآن حرف واحد.

6- صاحب هذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون من المسلمين، أو يعد من جماعتهم، وهو يعيش على علوم ومعارف، وهداية ليس للمسلمين منها شيء.

7- وأخيراً: فهل مثل هذا الهراء الباطل، والكذب السخيف تصح نسبته إلى الإسلام، دين الله الذي لا يقبل الله دينا غيره؟!

﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:85].

وعليه: فقل أيها الشيعي معي لننجو معاً من هذه الورطة الكبيرة: اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع هؤلاء الكاذبون عليك وعلى رسولك وآل بيته الطاهرين؛ من أجل إضلال عبادك، وإفساد دينك، وتمزيق شمل أمة نبيك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم.

الحقيقة الخامسة:

اعتقاد أن موسى الكاظم قد فدى الشيعة بنفسه!!

أورد صاحب الكافي هذه الحقيقة في (ج1 كتاب الحجة ص260) بقوله: "إن أبا الحسن الكاظم - وهو الإمام السابع من أئمة الشيعة الاثني عشرية – قال الله عز وجل: غضب على الشيعة فخيرني نفسي أو هم، فوقيتهم نفسي".

والآن أيها الشيعي؛ فما هو مدلول هذه الحكاية التي ألزموك باعتقادها، بعد ما فرضوا عليك الإيمان بها، وتصديق مدلولها حسب ألفاظها قطعا؟!

إن موسى الكاظم رحمه الله تعالى قد رضي بقتل نفسه فداء لأتباعه، من أجل أن يغفر الله لهم، ويدخلهم الجنة بغير حساب.

تأمل أيها الشيعي وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه! من صالح المعتقد والقول والعمل، تأمل هذه الفرية ولا أقول غير الفرية، لمجانبتها الحق، وبعدها كل البعد عن الواقع والصدق، تأملها فإنك تجدها تلزم معتقدها بأمور عظيمة، كل واحد منها لا ترضى أن ينسب إليك، أو تنسب أنت إليه، ما دمت ترضى بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً، وتلك الأمور هي:

1- الكذب على الله عز وجل في أنه أوحى إلى موسى الكاظم بأنه غضب على الشيعة، وأنه خيره نفسه أو شيعته، وأنه فداهم بنفسه، فهذا والله لكذب عليه عز وجل، وهو يقول: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ [الأنعام:21].

2- الكذب على موسى الكاظم رحمه الله، وما هو والله بنبي، ولا رسول، فقول المفتري: إن الله أخبر موسى الكاظم بأنه غضبان على الشيعة! وأنه يخيره بين نفسه وشيعته، ورضي لنفسه بالقتل فداء لهم، يدل دلالة واضحة بمنطوقه ومفهومه على نبوة موسى الكاظم! مع العلم بأن المسلمون مجمعون على كفر من اعتقد نبوة أحد بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لتكذيبه بصريح قوله تعالــى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب:40].

3- اتحاد الشيعة والنصارى في عقيدة الصلب والفداء، فكما أن النصارى يعتقدون أن عيسى فدا البشرية بنفسه؛ إذ رضي بالصلب تكفيراً عن خطيئة البشرية، وفداء لها من غضب الرب وعذابه، فكذلك الشيعة يعتقدون بحكم هذه الحقيقة، وأن موسى الكاظم خيره ربه بين إهلاك شيعته، أو قتل نفسه، فرضي بالقتل وفدى الشيعة من غضب الرب وعذابه، فالشيعة إذاً والنصارى عقيدتهما واحدة. والنصارى كفار بصريح كتاب الله عز وجل؛ فهل يرضى الشيعي بالكفر بعد الإيمان؟!

قد هيئوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

وأخيراً: أنفذ نفسك أيها الشيعي، وتبرأ من هذه الخزعبلات والأباطيل، ودونك صراط الله وسبيل المؤمنين.

الحقيقة السادسة:

اعتقاد أن أئمة الشيعة، بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم: في العصمة، والوحي، والطاعة، وغيرها، إلا في أمر النساء، فلا يحل لهم ما يحل له صلى الله عليه وسلم.

هذا المعتقد الذي يجعل أئمة الشيعة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أثبته صاحب الكافي بروايتين.

أولهما: (ما جاء في كتاب الحجة ص229) أنه قال: "كان المفضل عند أبي عبد الله فقال له: جعلت فداك! أيفرض الله طاعة عبد على العباد، ويحجب عنه خبر السماء؟ فقال له أبو عبد الله -الإمام-: لا. الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد، ثــم يحجب عنه خبر السماء صباحاً ومساء".

فهذه الرواية تثبت بمنطوقها أن أئمة الشيعة قد فرض الله طاعتهم على الناس مطلقاً، كما فرض طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنهم - أئمة الشيعة - يوحى إليهم، ويتلقون خبر السماء صباحاً مساء، وهم بذلك أنبياء مرسلين سواء بسواء.

واعتقاد نبي يوحى إليه بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ردة في الإسلام، وكفر بإجماع المسلمين؛ فسبحان الله كيف يرضى الشيعي المغرور بعقيدة تفتري له افتراء، ويلزم اعتقادها ليعيش بعيداً عن الإسلام كافراً، من حيث أنه ما اعتقد هذا الباطل إلا من أجل الإيمان والإسلام ليفوز بهما، ويكون من أهلهما.

اللهم اقطع يد الإجرام الأولي التي قطعت هؤلاء الناس عنك، وأضلتهم عن سبيلك.

وثانيهما: (ما جاء ج1 كتاب الحجة ص229) قال: عن محمد بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "الأئمة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم ليسوا بأنبياء، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي، فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

هذه الرواية فإنها وإن كان في ظاهرها بعض التناقض، فإنها كسابقتها، تقرر عصمة الأئمة، ووجوب طاعتهم، وأنهم يوحى إليهم؛ لأن عبارة الأئمة بمنزلة رسول الله إلا في موضوع النساء، صريحة في أنهم معصومون، وأن طاعتهم واجبة، وأن لهم جميع الكمالات والخصائص التي هي للنبي صلى الله عليه وسلم. والقصد الصحيح من وراء هذا الاختلاف والكذب الملفق -أيها الشيعي - هو دائماً فصل أمة الشيعة عن الإسلام والمسلمين، للقضاء على الإسلام والمسلمين بحجة أن أمة الشيعة في غنى عما عند المسلمين من وحي الكتاب الكريم، وهداية السنة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وذلك بما لديها من مصحف فاطمة الذي يفوق القرآن الكريم، والجفر، والجامعة، وعلوم النبيين السابقين، ووحي الأئمة المعصومين الذين هم بمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا في مسألة نكاح أكثر من أربع نسوة، وما إلى ذلك مما سلخ أمة الشيعة من المسلمين انسلاخ الشعرة من العجين.

ألا قاتل الله روح الشر التي اقتطعت قطعة عزيزة من جسم أمة الإسلام باسم الإسلام، وأبعدت خلقاً كثيراً عن طريق آل البيت باسم نصرة آل البيت.

الحقيقة السابعة:

اعتقاد ردة وكفر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، ما عدا آل البيت، ونفراً قليلاً، كسلمان، وعمار، وبلال.

هذا المعتقد، يكاد يجمع عليه رؤساء الشيعة: من فقهائهم، وبذلك تنطق تآليفهم، وتصرح كتبهم، وما ترك الإعلان به أحد منهم غالباً إلا من باب التقية الواجبة عندهم.

وتدليلاً على هذه الحقيقة، وتوكيداً لها نورد النصوص الآتية:

1- جاء في كتاب روضة الكافي للكليني - صاحب كتاب الكافي – (صفحة 202) قوله: عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر قال: "هم المقداد، وسلمان، وأبو ذر"، كما جاء في تفسير الصافي - والذي هو من أشهر وأجل تفاسير الشيعة وأكثرها اعتباراً - روايات كثيرة تؤكد هذا المعتقد، وهو أن أصحاب رسول الله قد ارتدوا بعد وفاته إلا آل البيت ونفراً قليلاً كسلمان وعمار وبلال رضي الله تعالى عنهم.

2- أما بخاصة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ففي كتب القوم نصوص لا تحصى كثرة في تكفير الشيعة لهم، ومن ذلك ما جاء في كتاب الكليني (صفحة 20) حيث قال: سألت أبا جعفر عن الشيخين فقال: "فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"!!

3- وأورد أيضاً في (صفحة 107) قوله: "تسألني عن أبي بكر وعمر؟ فلعمري لقد نافقا وردا على الله كلامه، وهزئا برسوله، وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"!!

وبعد أيها الشيعي! فهل من المعقول الحكم بالكفر والردة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم حواريوه، وأنصار دينه، وحملة شريعته، رضي الله عنهم في كتابه، وبشرهم بجنته على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، حمى الله بهم الدين، وأعز بهم الدين، وخلد لهم ذكراً في العالمين، وإلى يوم الدين.

فقل لي بربك أيها الشيعي: ألم يكن لهذا التكفير واللعن والبراء لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هدف وغاية؟ بلى أيها الشيعي، إن الهدف هو القضاء على الإسلام خصم اليهودية والمجوسية وعدو كل شرك ووثنية!!

وإن الغاية هي إعادة دولة المجوس الكسروية بعد أن هدم الإسلام أركانها، وقوض عروشها، ومحا أثر وجودها، وإلى الأبد إن شاء الله تعالى.

وهاك إشارة مغنية عن عبارة: ألم يقتل ثاني خليفة للمسلمين بيد غلام مجوسي؟

ألم يحمل راية الفتنة ضد الخليفة عثمان فيذهب ضحيتها، وتكون أول بذرة للشر والفتنة في ديار المسلمين اليهودي عبد الله بن سبأ؟

وفي هذه الرحم المشؤومة، تخلق شيطان الشيعة، وولد من ساعته يحمل راية بدعة (الولاية والإمامة) كسيفين مصلتين على رأس الإسلام والمسلمين، وبالدعوة إلى الولاية، كفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعنوا وكفروا كل من يرضى عنهم أو يترضى عليهم من المسلمين، وببدعة الإمامة حيكت المؤامرات ضد خلافة المسلمين، وأثيرت الحروب الطاحنة بين المسلمين، وسفكت دماء، وهدم بناء، وعاش الإسلام مفكك الأوصال، مزعزع الأركان، أعداؤه منه كأعدائه من غيره، وخصومه من المنتسبين إليه كخصومه من الكافرين به.

على هذا الأساس أيها الشيعي وضعت عقائد الشيعة، وسُنَّ مذهبها، فكان ديناً مستقلاً عن دين المسلمين، له أصوله ومبادئه، وكتابه وسنته، وعلومه ومعارفه، وقد تقدم في هذه الرسالة مصداق ذلك وشاهده، فارجع إليه وتأمله إن كنت فيه من الممترين، ولولا القصد السيئ، والغرض الخبيث، لما كان للولاية من معنى يفرق المسلمين، ويبذر بذرة الشر، والفتنة، والعداء فيهم؛ إذ المسلمون أهل السنة والجماعة، والذين هم وحدهم يطلق عليهم بحق كلمة المسلمون، لا يوجد بينهم فرد واحد يكره آل بيت رسول الله، فلماذا تمتاز طائفة الشيعة بوصف الولاية، وتجعلها هدفاً وغاية، وتعادي من أجلها المسلمين، بل وتكفرهم وتلعنهم كما سبق أن عرفت وقدمناه؟!

والإمامة أيضاً: أليس من السخرية والعبث، أن يترك الإسلام للمسلمين أمر اختيار من يحكمهم بشريعة الإله ربهم، وهدي نبيهم؛ فيختارون من شاءوا، ممن يرونه صالحاً لإمامتهم، وقيادتهم، بحسب كفاءته ومؤهلاته، فتقول جماعة الشيعة: لا. لا. يجب أن يكون موصى به، منصوصاً عليه، ومعصوماً ويوحى إليه، ومتى يجد المسلمون هذا الإمام؟ أمن أجل هذا تنحاز الشيعة جانباً، تلعن المسلمين وتعاديهم.

فهلا تربأ بنفسك فتعتقها من أسر هذه العقيدة الباطلة، وتخلصها من هذا المذهب المظلم الهدام!!

أيها الشيعي! اعلم أنك مسؤول عن نفسك ونجاة أسرتك، فابدأ بإنقاذهما من عذاب الله، واعلم أن ذلك لا يكون إلا بالإيمان الصحيح، والعمل الصالح لا تجدها إلا في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنك وأنت محصور في سجن المذهب الشيعي المظلم لا يمكنك أن تظفر بمعرفة الإيمان الصحيح، ولا العمل الصالح إلا إذا فررت إلى ساحة أهل السنة والجماعة، حيث تجد كتاب الله خالياً من شوائب التأويل الباطل، الذي تعمده المغرضون من دعاة الشيعة للإضلال والإفساد.

وتجد السنة النبوية الصحيحة خالية من الكذب والتشيع، وبذلك يمكنك أن تفوز بالإيمان الصحيح والعقيدة الإسلامية السليمة، وبالعمل الصالح الذي، شرعه الله تعالى لعباده يزكي به أنفسهم، ويعدهم به للفوز والفلاح. فهاجر أيها الشيعي إلى رحاب كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإنك تجد مراغماً كثيراً.

واعلم أخيراً: أني لم أتقدم إليك بهذه النصيحة طمعاً فيما عندك، أو عند غيرك من بني الناس، أو خوفاً منك أو من غيرك من البشر، كلا والله، وإنما هو الإخاء الإسلامي، وواجب النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، هذا الذي حملني على أن أقدم إليك هذه النصيحة، راجياً من الله تعالى أن يشرح صدرك لها، وأن يهديك بها إلى ما فيه سعادتك في دنياك وآخرتك.

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

المصدر: البرهان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 252 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,428

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.