رسالة إلى القضاة
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
1) أيها القاضي : لاتكن ممن سأل القضاء فقد قال صلى الله عليه وسلم " يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن إعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها " الحديث رواه الشيخان .
2) اعلم أن تولي القضاء منصب عظيم وفيه خطر عظيم ممن ابتلي به فليجتهد في القيام به حق القيام وقد قال صلى الله عليه وسلم "من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين " صحيح
3) إذا وليت القضاء بدون سؤال منك فاستعن بالله عز وجل وابحث واجتهد في المسائل التي ترد عليك في معرفة الحق لتقضي به واجعل هذا الحديث نصب عينيك وهوقوله صلى الله عليه وسلم " القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة :رجل علم الحق فقضى به ، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ،ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار " رواه أهل السنن / صح .
4) إذا وردت عليك القضية فاجتهد في البحث فيها حتى تستفرغ الوسع في بحثها ثم احكم فيها بما أداك إليه اجتهادك إن كانت مما فيه الاجتهاد وأنت حينئذ مأجور كما قال صلى الله عليه وسلم : إذا اجتهد الحاكم فأصاب فلهأجران وإن أخطأ فله أجر " صح .
5) اجتهد في انجاز الاعمال التي تحال إليك فإنها أمانة عندك " الدوام أمانة والإنجاز للأعما أمانة " وقد قال تعالى " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " " واجعل هذا نصب عينيك "
6) كن أيها القاضي منتبها للموظفين الذين عندك وليكونوا من طلاب العلم إن تيسر ومن الأخيار وممن هم بعيدون عن استغلال العمل في المحكمة للأغراض المادية أو غيرها وحث الموظفين الذين عندك على إنجاز الأعمال والتأدب بالأداب الشرعية في المظهر وغيره .
7) وحيث أنك أيها القاضي محط الثقة وفيك خير كثير وتسعى إلى إبراء ذمتك فهذه بعض الوصايا قد تفيدك في سرعة البحث في القضايا ولا تتراكم عليك ولا تتأخر على أصحابها بما يؤثر عليهم في أوقاتهم وأعمالهم ومن هذه الوصايا : 1) ترتيب القضايا ( كل نوع من القضايا في ملف خاص أو دولاب أو درج خاص به حسب تسلسل معين سهل ) 2) ما يختص بالقضايا الزوجية فاجتهد أن ترسل الزوجين إلى من يختاران للصلح بينهما " والصلح خير " وإذا لم يمكن الصلح ورأيت أن تبعث حكمين منأهل الزوج ومن أهل الزوجة " حكما من أهله وحكما من أهلها " فابعث حكمين كما في الأية ولكن اشرح للحكمين ما يفعلانه لأن كثيرا من الناس لايعرف ماذا يعمل الحكمان فإذا بينت لهما وبعثتهما سهل إنهاء القضية بفضل الله " ويكون ذلك بعد ضبط القضية في دفتر الضبط " 3) قضايا الأموال (غير الأرض والعقارات ) فإذا رأيت الخصمان من أهل الفضل وفيهما سماحة وعندهما توجه للصلح فاعرض عليهما الصلح بأن يختارا من أراد للصلح بينهما فإذا اتفقا على ذلك فاكتب لمن اختاراه في الصلح بينهما " والصلح خير " 4) قضايا الأموال ( غير الأرض والعقارات )ولكن الإشكال في الحساب وفي بعض السندات لديهما فقط فأرسلهما إلى محاسب ( مختص في الحسابات أو من له خبرة في الحساب ) والأفضل أن تطلب منهما أن يختارا بأنفسهما محاسبا يثق به الخصمان ثم تكتب له لإجراء المحاسبة بينهما وموافاتك بنتيجة المحاسبة بين الخصمين لتحكم بها وما يترتب عليها .5) قضايا الأموال ( الأرض والعقارات ) فإن كانت دعوى قسمة فأرسل الخصمين إلة أهل الخبرة في القسمة والأفضل أن يختارالخصمان بعضا من أهل الخبرة ( اثنين أو ثلاثة أو ما يكفي ) وليكن مع أهل الخبرة المساح الذي يقوم بعمل الرسوم الكروكيه وبين المسافات والحدود بدقة مع حضور المجاورين عند تطبيق الصكوك والمستندات على الأراضي والعقارات . 6) قضايا الأموال ( الأراضي والعقارات ) والدعوى في تدخل الصكوك والمستندات وكل يدعي أن له شيئا عند الأخر وبعضهم يدعي وينكره الأخر وكلهم يحمل مستندات فاطلب من الخصمين أن يختارا من أهل الخبرة ممن يعرف أراضيهم وعقاراتهم ويوقعان على رضاهم بهم وبما يعمله أهل الخبرة ثم اكتب إلى أهل الخبرة الذين تم إختيارهم من قبل الخصمين ليقوم أهل الخبرة بتطبيق المستندات على حسب ما يعرفونه من المواقع بأرض الخصوم وعقاراتهم وعمل رسم كروكي من مساح مرافق لهم بما تم عمله من أهل الخبرة ثم إجرائكم على ذلك. 7) قضايا دعوى مسايل المياه فكذلك رد الخصوم إلى أهلها وفي الجملة : إن كثيرا من القضايا سيعينك فيها أهل الخبرة وذلك كدعاوى البناء فاستعن بالمقاولين والمهندسين وبكل خبير في ثقه وعمله فهو اعلم به من غيره . 8) إذا توجهت القضية بالبينه فليحكم فيها القاضي ولا يتأخر بدون سبب حتى ينجز الأعمال ولا تتراكم . 9) قضايا الإستحقاق فإن القاضي يكتب للدوائر حسب النظام عنده وعندما يكون عنده بعض الشك في الأرض التي يطلب عليها الإستحقاق فليرسل القاضي شخصين أو شخصا ممن هو معرف بالثقة والأمانة ليكشف للقاضي وضع الأرض أو يخرج القاضي إلى الأرض ليراها بنفسه وإذا حصل المعارضه من الخصم ولم يصادق على كلام من عينه القاضي فليعتمد القاضي على كلام الشهود العدول الثقات بعد أن يذكرهم بالله . والله الموفق .

المصدر: ملتقى اهل الحديث
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 7 إبريل 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,656

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.