بسم الله الرحمن الرحيم
يا أُمةَ مُحمَّدٍ: لا تَحْزَنِيِ وَلاَ تَيأَسِيِ مِنْ سَبِّ نَبِيُكِ والاسْتِهْزاءِ بهِ .... فَقَدْ كَفَاهُ رَبُّهُ هؤُلاءِ المُسْتهْزِئينَ...حَيًّا وَمَيِّتاً...
إن الحمد لله...خلق الخلق بقدرته فكان منهم صنف من أهل الجنة ..وصنف في السعير...كل ذلك بقدره العادل؛ لعلمه الأزلي أن هؤلاء من السعداء برضاه...وأن هؤلاء أشقياء بعدله...فكانوا من أصحاب السعير...من أجل ذلك أرسل سبحانه الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين...ولعلمه تعالي بنفوس الأشقياء؛ فَهُدوا إلي طريق السعير..!!!
حدث ذلك عند بدء الخلق... عندما مسح الله علي ظهر آدم عليه السلام فكان أهل الجنة-وهم السعداء- وكان أهل النار وهم الأشقياء...!!!!
مَنْ هُمْ الأشْقِياءْ؟؟؟ولِمَاذَا أصْبَحُوا أشْقِيَاءْ؟؟؟
الأشقياء هم الذين كذَّّّّّّّبوا الأنبياء والرسل...وسخروا مما جاؤا به لهدايتهم... و أبوَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّا إلا أن يكونوا من أصحاب النار...فكانوا وقودها مع الحجارة...كما أشار إلي ذلك القرآن الكريم كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين بدبه ولا من خلفه..."....وقودها الناس والحجارة...."
ولو أن الناس عرفوا ما أعده الله جل وعلا لعباده الصالحين ماعصي أحد ربه وما غوي ولكنها النفس البشرية التي ترفض النعيم وتسعي بكل وسيلة إلي الجحيم...وصدق ربي العظيم إذ يقول
"قُتِلَ الإنسانُ ما أَكْفَرَهْ"عَبَسَ/17
من أجل ذلك خلق الله جل وعلا النار والجنة وخلق الموت والحياة قال تعالي في "المُلْكِ":
<الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور>/2
ولم يخلق الله جل وعلا كل الموجودات إلا بعلمه ولسبب يعلمه وحده سبحانه وتعالي...وعلي سبيل المثال؛قضية خلق الجن والإنس حيث قال تعالي:
"وما خلقت الجن ولإنس إلا ليعبدون"/الذاريات/56
إذن رسالتنا في هذه الحياة كما أرادها الله جل وعلا هي:العبادة الحقة كما أرادها الله جل وعلا...وعلي ضوء الكتاب والسنة كما نزل بهما الأمين جبريل عليه السلام علي قلب الحبيب القريب محمد صلي الله عليه وسلم، لا كما يريد الإنسان ويهوي بالإفساد في الأرض ونشر العبث البشري الذي لا طائل من ورائه إلا النار وسعيرها..أعاذنا الله جميعا منها...
ولعل الكثير من الناس-إلا من رحم ربك-لا يعلم فضل وشرف آخر الأنبياء والمرسلين...سيد الأولين والآخرين؛ سيدنا وسيد الخلق جميعا إلي يوم الدين؛ سيدنا محمد بن عبد الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه أجمعين، ومن سار علي نهجه وهداه إلي يوم الدين...وهو الدرة الغالية في تاج الأنبياء والمرسلين ...فاجْزِهِ اللهم عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته ورسولا عن قومه ببركة دعوته ورسالته التي أخرجنا الله تعالي بها من الظلمات إلي النور بإذنه وفضله وكرمه...
ولقد أكرم الله تعالي هذه الأمة-رغم معاصيها وذنوبها-أكرمها بهذا النبي المبارك، صلي الله عليه وسلم...وأعطاه من الفضل والنعم مالم يعطه أحد من الأنبياء...ومن هذه النعم والعطايا:
1- أنه جل وعلا أخذ ميثاق الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلي عيسي عليهم جميعا صلوات الله وسلامه،أن يؤمنوا به وينصر ونه مصداقا لقوله تعالي في آل عمران:
"وإِذْ أَخَذَ اللهُ ميثاقَ النبيينَ لَماَ آتيتُكُم مّن كِتاَبٍ وحِكمةٍ ثم جاءكُمْ رسولٌ مصدقٌ لمِاَ مَعَكُم لتُؤمِنُنَّ به ولتنصُرُنَّه ،قالَ أأَقررتُمْ وأخذتُم علي ذلِكُم إِصْرِي،قالُوا أقْرَرْناَ:قالَ فاشْهدُوا وأناَ مَعكُم مِنَ الشَّاهِدينَ "/81....
2- أنه-صلي الله عليه وسلم- دون الأنبياء والمرسلين جميعا؛ هو الذي أقسم الله جل وعلا بحياته مصداقا لقوله تعالي في الحجر/72 :"لعَمرُكَ إنَّهُمْ لفِي سَكْرَتِهِم يَعْمَهُون"
قال ابن عباس رضي الله عنهما ما خلق الله وما ذرأ وما برأ؛نفسا أكرم عليه من محمد صلي الله عليه وسلم...وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره...يقول:وحياتك، وعمرك، وبقاؤك في الدنيا...!!
3- أن الله جل وعلا كفاه كل المستهزئين...علي مدي تاريخ الدعوة كلها حتى لقي ربه...صلي الله عليه وسلم، كما قال تعالي في الحجر/95: "إنا كفيناك المستهزئين"...
.قال محمد بن إسحاق:كان عظماء المستهزئين خمسة نفر،وكانوا ذوي أسنان وشرف في قومهم من بني أسد بن عبد العزي بن قصي:الأسود بن عبد المطلب،أبو زمعة،كان رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما بلغني قد دعا عليه لما كان يبلغه من أذاه واستهزائه،فقال :
"اللهم أعْمِ بصرهُ، وأثْكِلهُ ولَدَهُ "..
.ومن بني زهرة الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة،ومن بني مخزوم:الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم،ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي:العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سعد، ومن خزاعة الحارث بن الطلالة بن عمرو بن الحارث بن عبد عمرو بن ملكان...
فلما تمادوا في الشر ،وأكثروا برسول الله صلي الله عليه وسلم الإستهزاء ،أنزل الله تعالي:
:"فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين()
إنا كفيناك المستهزئين()الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون"...
وقال بن إسحاق:فحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير أو غيره من العلماء،أن جبريل أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم،وهو يطوف بالبيت،فقام وقام رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي جنبه؛فمر به الأسود-ابن عبد المطلب- فرمي في وجهه بورقة خضراء فعمي- ومر به الأسود بن عبد يغوث فأشار إلي بطنه فاستسقي بطنه فمات،ومر به الوليد بن المغيرة ،فأشار إلي أثر جرح بأسفل كعب رجله،وكان أصابه قبل ذلك بسنتين وهو يجر إزاره،وذلك أنه مر برجل من خزاعة يريش نبلا له فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدش رجله ذلك الخدش،وليس بشئ،فانتفض به فقتله،ومر به العاص بن وائل،فأشار إلي أخمص قدمه ،فخرج علي حمار يريد الطائف،فربض علي شبرقة فدخلت في أخمص قدمه فقتلته،ومر به الحارث بن الطلالة فأشار إلي رأسه فامتخط قيحا فقتله"<ابن هشام:1/409-410>(المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير/571)...وصدق الله العظيم القائل في غافر:/51
"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"
4- أن الله جل وعلا والملائكة في الملأ الأعلى صلوا علي النبي صلي الله عليه وسلم وأُمر المؤمنون أن يصلوا ويسلموا عليه لتكتمل الصلاة عليه في السموات والأرض،ولم يحدث ذلك لأحد من الأنبياء من قبل مصداقا لقوله تعالي في الأحزاب/56 :
"إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"..
.قال البخاري رحمه الله:قال أبو العالية:صلاة الله تعالي ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة:الدعاء...وقال أبو عيسي الترمذي:وروي عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا: صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة: الإستغفار..."المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير/875"....
وذلك العطاء الإلهي والتكريم الرباني لم ينله أحد من الأنبياء والمرسلين السابقين...مما يشير إشارة واضحة إلي حب الله جل وعلا لنبينا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم...وبيان فضله علي الناس جميعا إلي قيام الساعة...حتي الأنبياء-صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- سيأتي يوم القيامة شهيدا عليهم،كما قال تعالي في النساء/41 : "فكيفَ إِذَا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بشهيد وجئنا بكَ علي هؤلاءِ شَهِيداً"...
يخبر تعالي عن هول يوم القيامة،وشدة أمره وشأنه،فكيف يكون الأمر والحال يوم القيامة حين يجيئ من كل أمة بشهيد-يعني الأنبياء عليهم السلام-،كما قال تعالي:
"وأشرقت الأرض بنور ربها وَوُضِعَ الكتابُ وجِيء بالنبيينَ والشهداءَ......."الزمر/69جزء من الآية....، وكما قال تعالي"ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم"فأي شرف...وأي تكريم من الله جل وعلا أفضل من ذلك؟؟؟ أفلا نحب رسولنا صلي الله عليه وسلم بعد كل ذلك وندافع عنه كما يدافع هؤلاء المغضوب عليهم والضالين عن دينهم المزيف المحرف بأياديهم الآثمة؟؟؟ نقول:نعم وألف نعم...!!!رغم أنوف الكارهين والحاقدين والموتورين...!!!تلك الآية العظيمة من كتاب الله جل وعلا، أبكت الحبيب القريب صلي الله عليه وسلم عنما قرأ عليه عبد الله بن مسعود،سورة النساء –بطلب من النبي صلي الله عليه وسلم-ووصل إلي هذه الآية...فقال لابن مسعود:حَسْبُكَ...!!!
-بمعني كفي إلي هنا- وأبكت الكثير من صحابته صلي الله عليه وسلم؛ كعبد الله بن عمر رضي الله عنهما عندما كان يسمع هذه الآية
وتفسيرها من "عُبيدِ بن عُمَيْرٍ" رضي الله عنه،أحد علماء المدينة المشهود لهم بالصلاح والتقوى...
كل ذلك الفضل من الله تعالي لنبيه وخليله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم،صاحب الشفاعة ولواء الحمد،لا تجعلنا نغضب غضبة واحدة لنرد للحبيب بعض فضله علينا بعد الله تعالي؟؟؟ كل ذلك قد يحدث في يوم من الأيام...عندما نتخلص من أرنا في بلادنا وخوفنا من عدونا الذليل الضعيف...وقد يحدث ذلك أيضا عندما نعود إلي الله
5- أنه صلي الله عليه وسلم أُرْسِلَ رحمة للعالمين، أي لكل الخلق؛ الإنس والجن:مصداقا لقوله تعالي في الأنبياء/:107
-"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"...
من أجل ذلك، قال صلي الله عليه وسلم كما في حديث مسلم وغيره رحمهم الله جميعا
" والذي نفسي محمد بيده ؛ لا يسمعُ بي أحدٌ مِنْ هذه الأمة؛لا يَهُودي ولا نَصْرانِي،ثم يموتُ؛ ولم يُؤمِن بالَّذِي أُرْسِلتُ به،إلا كانَ مِنْ أصحابِ النَّارِ"....!!!!
(صحيح الجامع/2/1188-ح:7063....
من أجل ذلك؛فعندما ينزل عيسي بن مريم عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام سوف يُؤْمِنُ برسالة النبي محمد صلي الله عليه وسلم... الذي بشر به قبل بعثته كما في سورة"الصف" في قوله تعالي:
:....مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه؛ أحمد...." /6 جزء من الآية... ويصلِّي خلف المهدي المنتظر،مأموماً –لا إماما- وعندما يقدمه المهدي المنتظر-الذي أخبرنا عنه النبي صلي الله عليه وسلم الذي هو من نسل فاطمة،رضي الله عنها،وليس مهدي الشيعة الروافض المكذوب- عندما يقدمه للصلاة بالناس يرفض و يقول عليه السلام ،حبا وتقديرا للحبيب محمد صلي الله عليه وسلم
:لا.... هذه تَكْرِمَةُ اللهِ لهذهِ الأُّمة...!!!-أي إمامة الأمة المسلمة إلي قيام الساعة-
لأجل ذلك كله فقد أوجب الله تعالي علينا نحن المسلمين المؤمنين الموحدين؛ أن نطيعه طاعة مطلقة، ونحبه حُبا جَمًّا...كما في حديث أنس رضي الله عنه كما في صحيح البخاري رحمه الله-قال صلي الله عليه وسلم:
"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده ،وولده،والناس أجمعين"(اللؤلؤ والمرجان/1/9 ح:27)
وأن نعمل بصدق ورضي كاملين بكل ماأُنزِلَ إليه من وحي السماء ولا نتبع الهوى فنضل بعد الهدي...وكذلك يجب الدفاع عنه والذب عن القرآن والسنة،اللذين هما آخر و أصدق ما نزل علي الأرض من رسالات السماء...
وليس الذي نراه اليوم من حملة مسعورة لسب النبي صلي الله عليه وسلم والقرآن والإسلام عامة؛هو أول هذه الحملات ولن تكون آخرها...فالحاقدون الكارهون لدعوة الإسلام في الماضي هم صور منسوخة مما نراه اليوم من سموم الحق والكراهية التي نراها اليوم ،من أبغض الناس وأبعدهم عن الله جل وعلا في الدنيا والآخرة ولن تكون حملاتهم المسعورة ضد رسول الإسلام العظيم محمد صلي الله عليه وسلم وضد كل مقدساتنا الإسلامية..إلا كالزبد الذي يذهب جفاء...وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض...!!!
وإن كان ذلك ليحزننا...ويبكينا...إلا أن وفاءنا لديننا وحبنا لنبينا صلي الله عليه وسلم؛ لأعظم سلوى لنا علي الصبر علي هؤلاء الكارهين الحاقدين علي الإسلام والمسلمين...ونقول بملئ أفواهنا:
ما ضَّرَ بَحرَُ الفُراتِ يوْماً ()أنْ خَاضَ فِيهِ بَعْضُ الكلابِ....!!!!
ولسوف تبور تجارتهم كما بارت تجارة من سبقهم وأشد...وإن هذ ا كله لمن البلاء الذي يجب أن نصبر عليه...وليعلم الناس كل الناس؛ أن النصر مع الصبر، وأن العاقبة للمتقين...!!!
ولم يخل عصر من العصور...أو مرحلة تاريخية منذ بدء الدعوة، إلا وكان الإسلام فيها مستهدفا من مثل هؤلاء الحاقدين الأقزام، ولكن الله جل وعلا ببركة الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم، وببركة دعوة الإسلام العظيم وعظمتها، حفظ هذا الدين من عبث العابثين وتحريف الكاذبين...وظل...وسيظل بحفظ الله قائما إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها...وسوف يخيب مسعى هؤلاء الحاقدين ويٌرد كيدهم في نحورهم...ولن تنطفئ شعلة الإسلام بمدد الله جل وعلا وحفظه في يوم من الأيام...مهما كانت قدرات هؤلاء المكذبين الشاكين المشككين في طهارة وعظمة الإسلام الحنيف... مهما كانت أكاذيبهم وافترا آتهم وضلالاتهم...لأنه الدين الحق الذي ارتضاه الله جل وعلا للناس-كل الناس-دينا...إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها...!!!
ومن المعلوم من الدين بالضرورة؛ أن هذا الدين العظيم بجناحيه:الكتاب والسنة، يجب التصديق بهما، تصديقاً مطلقا...والقرآن الكريم تعهده الله جل وعلا بالحفظ دون غيره من الكتب السماوية السابقة:كالتوراة والزبور والإنجيل وصحف إبراهيم وموسي...ولذلك فلا خوف عليه ولا توجس من أكاذيب هؤلاء الأقزام الأغمار؛ كالنصارى واليهود،والشيعة الروافض -عليهم لعنات الله إلي يوم القيامة...وهؤلاء ممن ينتسبون زوراً وبهتانا للإسلام والمسلمين؛ لأنهم يدَّعون كَذِبا وزُورا:أن عندهم قرآن فاطمة-رضي الله عنها- في حجم المصحف العثماني-القرآن الصادق الحقيقي- ثلاث مرات...وهذا والله كذب علي الله وافتراء...كما يعمق كذبهم برسالة النبي محمد صلي الله عليه وسلم...ومن يكذب بشئ من دعوته صلي الله عليه وسلم؛فهو كافر ...كافر مخلد في النار....!!!
وإذا كان كفار مكة ومشركيها ومن حولهم من الأعراب ممن مردوا علي النفاق،قد شككوا في القرآن العظيم،واتهموه –صلي الله عليه وسلم- بالسحر والكذب والشعوذة وغيرها من الصفات التي لا تليق إلا بهم ،حدث كل ذلك علي مدي التاريخ كله...لكن ذلك كله لم يوقف سير الدعوة وانطلاقها نحو غايتها المنشودة ...!!!
وخرجت أصوات نشاز ممن يدعون الإسلام-وهم الشيعة الروافض- ليشككوا في القرآن الكريم...ويشككوا في السنة النبوية المطهرة،ويسبوا الصحابة، و أزواج النبي صلي الله عليه وسلم الطاهرات العفيفات...
بسبب الحقد الأسود القديم الذي لم ينسوه علي مدي مئات من السنين والقرون،بسبب القضاء علي إمبراطورية الفرس الأكاسرة حتى وصل بهم الأمر إلي قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه،لأن بلاد فارس فتحت في عهده...وتدمر في عهده أيضا ملك كسري ببشارة من النبي الهادي صلي الله عليه وسلم،قبل ذلك بعشرات السنين...واستمر هذا الحقد الدفين إلي أيامنا هذه وسوف يستمر إلي قيام الساعة...وفي هذا العصر تجددت الكراهية وجاءت ثورة الخميني علي الشاه بمساعدة الغرب المسيحي الذي لا يسره إلا تدمير الإسلام وصال الخميني وجال ككل الشيعة الروافض الأنجاس
وبدأ كدأب قومه السيئ والرديء في سب الصحابة وأزواج النبي صلي الله عليه وسلم...بل تجاوز كل القيم والأعراف وحدود الأدب ،واتهم النبي صلي الله عليه وسلم بالفشل في تحقيق العدل المنشود علي الأرض،والذي سوف ينجح في هذه المهمة هو:مهديهم المنتظر المكذوب الذي ليس له وجود ولا طعم ولا رائحة...وقد وفيّتُ هذه الموضوعات حقها في عدة مقالات علي الإنترنيت علي موقع"صيد الفوائد" والمشكاة الإسلامية وموقع البينة...ومن أراد المزيد فليراجع تلك المواقع الإسلامية...ولسف يري العجب العجاب،وزيادة...!!!
وفي الأيام الأخيرة طلعت علينا شرذمة صبية أو قل غلمانا غُرْلاٌ : يريدون أن يزاحموا العلماء الربانيين في علمهم باستخدامهم مطايا وعملاء لليهود والنصارى...وبشكل أوضح: لأمريكا وإسرائيل أكبر تجمع يهودي في عالمنا العربي والإسلامي في العصر الحديث؛ إنه أحمد صبحي منصور...-بل والله إنه لمهزوم عند الله والملائكة والناس أجمعين-
وأولاده...والذي يسميه البعض جهلا وعنادا وحقدا: الأب الروحي لطائفة القرآنيين...أو ما يسمونهم"أهل القرآن" وإنما الحق أنهم أهل الشيطان... وهذا الوغد بشرذمته القليلة العاطلة المُعَطِّلةَ لشرائع الإسلام يقبع في أمريكا بعد أن طرده الأزهر الشريف وأعلن كفره البواح وردته عن الإسلام...وقال عنه أحد الكتاب الإسلاميين"أحمد صبحي كفَّرهُ الأزهر وطرده من جامعته شر طرد قديما بسبب ردته عن الإسلام...وقال أيضا:والسفيه صناعة يهودية أمريكية مشتركة...فهو صناعة أمريكية يهودية لتخريب الإسلام-لا أكثر- علي عادة الأمريكان واليهود في التقاط الساقطين بعد فصلهم وطردهم من ديارنا...
وفي مقال طيب للأستاذ" فهمي هويدي" الكاتب الإسلامي بعنوان:حملة اليهود لتفكيك الإسلام،في29/3/2005 تكلم فيه عن طرق اليهود في حملتها هذه...ثم تكلم عن مشروع "بايبس" عن إنشاء مركز تقدمي باسم "مركز التعددية الإسلامية" وقد ضم هذا المركز العديد من الشخصيات العاطلة والمطرودة من بلادها-أي أنه ليس لها مأوي غير هذا المكان- ومن بين هؤلاء العاطلين المطرودين؛أحمد صبحي منصور الأزهري الفاشل المطرود من بلد الأزهر الشريف:مصر المحروسة...!!!
وقد سَبَّ هذا الزنديق الدعي؛ سَبَّ رسول الله صلي الله عليه وسلم وسب صحبته الطيبين الصالحين وعلي رأسهم "أبو هريرة رضي الله عنه" الذي اتهمه بالتخلف العقلي والكذب...كل هذه البذاءات والسفاهات في مقال علي موقعه الذي أعده له الأمريكان والصهاينة تحت اسم ليسوا له بأهل"أهل القرآن"-بل والله إنهم لأهل للشيطان بل أشد كُفْراً...!!!بعنوان"أبو هريرة والكلاب" قال فيه مايثلج صدور أعدائنا...ويُرْضِي رغبتهم في القضاء علي الإسلام وأهله...ولكن هيهات...هيهات...لن ينالوا شيئا من ذلك حتى ولو كان معهم ملء الأرض مثل أحمد منصور وكل عائلته الخائنة لله وللدين وللوطن...وعلي البعد القريب في كندا التي هي مأوي لأحد المطرودين الآخرين...صعلوك من صعاليك"الصياعة"-عفوا أخي القارئ المسلم،والله إنهم ليستحقون أكثر من ذلك-هو المدعو"عثمان محمد"وعلي نفس الموقع العميل المأجور"أهل القرآن" تطاول هذا النذل علي أئمة الحديث الشريف واتهمهم بالكذب والتدليس ،وعلي رأس الأئمة الين خاض فيهم بجهالة تفوق ما يقوله اليهود والنصارى في حق الإسلام والمسلمين؛جبل العلم وأمير المؤمنين في الحديث:أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري-رحمه الله تعالي رحمة واسعة بقدر ما حفظ الله به لنا السنة...الذي قال عنه:رجاء بن رجاء الحافظ:" هو آية من آيات الله تمشي علي الأرض...وقال عنه الإمام مسلم رحمهما الله تعالي:"أشهد أنه ليس في الدنيا مثلك"-يقصد الإمام البخاري رحمه الله-...وقال عنه شيخ الإيلام ابن خزيمة:"ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد ابن إسماعيل"... صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالي، "صحيح البخاري"...الذي تعرفه كل الدنيا... عدا هؤلاء العملاء الأقزام والمأجورين...وخاض في كثير من القضايا التي ليس له علاقة بها ولا تؤهله عقليته المتخلفة لمثل هذه الموضوعات التي لا يقدر عليها إلا أشراف العلماء...
وفي ترجمة الإمام الذهبي رحمه الله،"لأبي قلابة" رحمه الله قال كلاما ناصعا في مثل هؤلاء الأقزام:قال:إذا حَدَّثْتَ الرجل بالسنة؛فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله؛ فاعلم أنه ضال...قلت-أي الإمام الذهبي رحمه الله-:وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد وهات العقل فاعلم أنه:أبو جهل..(سيرة أعلام النبلاء/ترجمة أبي قلابة-1/422)....
ورغم أن هذه الشرذمة لا تستحق هذا الكلام كله، لكن كان لابد أن يُلقم هؤلاء الحجارة في أفواههم لإسكاتهم.... فكان ردي عليهم في عدة مقالات نُشر بعضها علي بعض المواقع وسينشر الباقي قريبا بإذنه تعالي،وكانت بعناوين:"صقور السنة تسقط خفافيش الظلام الضالة المضلة"،من ينقذنا من جهالات رجال موقع"أهل القرآن"،إن عدتم ...عدنا"،والمزيد سيأتي بحوله تعالي...
ولابد من الإشارة السريعة إلي قول أحد مايُسمَّّّّّّّّّونَ بعلماء الشيعة،المدعو:نعمة الله الجزائري-بل هو والله نقمة الله- قال في كتابه العَفِنْ" الأنوار النعمانية/2/287":
"إنا لا نجتمع معهم-أي أهل السنة- علي إلهٍ ولا علي نبيٍ ولا علي إمام؛ ذلك بأنهم يقولون:إنَّ رَبهم هو الذي كان محمد نبيه، وخليفته من بعده:أبو بكر...ونحن لا نقول بهذا الرب، ولا بذلك النبي...بل نقول:إن الرب الذي خليفة نبيه أبوبكر؛ليس ربنا... ولا ذلك النبي نبينا"....
لاإله إلا الله... محمد رسول الله...!!!سبحانك ربي ما أحلمك علي هؤلاء السفهاء وأمثالهم...لكن سيأتي عليهم اليوم الذي لا يكتمون الله فيه حديثا... فماذا سيقولون لربهم غدا؟؟؟ وإن غدا لناظره قريب...!!!
والحملة الشرسة التي يقودها رجال الكنيسة واليهود ليست جديدة علينا ولا علي أمتنا الإسلامية، ولكن الغريب فيها؛ هو صمت علماء المسلمين وحكام المسلمين...وجماهير أمة الإسلام...وليس ماقال "بابا الفاتيكان" الجاهل ليس عنا ببعيد...والصحف والكتَّاب الدنمركيين وأمثالهم من حثالة البشر ليسوا عنا ببعيد.... فماذا صنعت أمتنا صاحبة المليار نفس؟؟؟شجب...!!! واستنكار...!!! ولم يفعل حاكم مسلم واحد كما فعل المعتصم العباسي-رحمه الله- عندما اعتدي الروم علي امرأة مسلمة فاستغاثت:وا معتصماه...!!!
وأرسل له المعتصم العباسي المسلم الغيور علي دينه وأمته الرسالة القوية-التي تنم عن عظمة الإسلام وعزته:
"..من المعتصم:أمير المؤمنين إلي هرقل: كلب الروم...."إلي نهاية الرسالة...فهل جرأ أحد من حكامنا ومَنْ ولاَّهُم الله علينا... هل جرأ أحدهم أن يقول كلمة مثل هذه للبابا الحقير في الفاتيكان أو لأوغاد الدانمرك أو قطع علاقة دولته بالفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي...أو أحد ممن سبوا نبينا صلي الله عليه وسلم أو احتقروا وأهانوا ديننا؟؟؟ لم يحدث ذلك، ولن يحدث إلا إذا رجعنا إلي ديننا... وإلي شريعة ربنا...ساعتها يكتب لنا الله العزة والتمكين في الأرض ونرد علي كل معتد علي حرماتنا بضربة هي أشد من ضربته- وما زلنا نتعامل تجاريا مع هؤلاء الأوغاد وكأنَّ نبينا صلي الله عليه وسلم لم يُسب ولم يهان ،ولم يُستهزأ به في الصحف والمجلات...!!!
فَماذَا بعدُ يَا أُمةَ الإسْلامِ؟؟؟...وماذَا تنتظرِينَ مِنْ عَالَمٍ السيِّدُ فيهِ هُو القَوِيُّ...؟؟؟
ومن العجيب الغريب أن يكون وسط هذه الصفوف المعادية للإسلام والمسلمين ممن ينتسبون للإسلام إسما ويعادوننا واقعا وفعلا ...ولعله من خلال قراآتي لهؤلاء الجبناء وجد ت أن مجموعة كبيرة من الفرس الإيرانيين ،الذين إرتد أغلبهم عن الإسلام عندما خرجوا من إيران وارتموا في أحضان المحاربين لله ولكتابه ولرسوله صلي الله عليه وسلم...كدأبهم القديم في محاربة الإسلام الذي أخرجهم من الظلمات إلي النور...ولكنهم يأبون إلا الظلام الدامس...!!!
وأحد هؤلاء الإيرانيين ويدعي:إحسان جامي الذي ارتد عن إسلامه،وصف النبي محمد صلي الله عليه وسلم" بالمجرم"-قاتله الله أني يؤفك- وقال لصحيفة"تراو" الهولندية:بأن النبي لو كان حيا لقارناه بأسامة بن لادن أو صدام حسين...ويضيف هذا الجبان:أنه من خلال قراءة القرآن يتبين أن النبي كان مجرما...وقد جاءت تصريحات هذا الوغد عقب الإعلان عن تأسيسه جمعية للمرتدين عن الإسلام...وكلهم إيرانيون...كما أنه يفكر في إصدار كتاب عن رؤيته للإسلام ويشتغل حاليا حسب تصريحاته بإخراج فيلم عن" الشواذ" في الإسلام...وقد خصصت إذاعة هولندا العالمية حلقات من "البورتريهات"للأشخاص الذين أظهروا خلال عام 2007، جرأة متميزة وكان من بين هؤلاء: المدعو"إحسان جامي" الذي قالوا عنه أنه ناقد جريء للإسلام وبسبب هذا النقد الصارخ للإسلام تعرض جامي للإعتداء عليه مما جعل الحكومة الهولندية تضعه تحت الحراسة لمدة عشرين ساعة يوميا...وقد حَضَرتْ إلي جانب جامي في إحدي الندوات:الإيرانيتين المرتدتين عن الإسلام:مينا أهادي ومريم نامازي اللتين أسستا لجان مماثلة في ألمانيا وبريطانيا....
ومينا أهادي الإيرانية المرتدة عن الإسلام تعيش في ألمانيا منذ عام1996،درست الطب في جامعة تبريز بإيران وبعد الثورة الخمينية أُعدِم زوجها وهربت هي إلي ألمانيا وما زالت تعيش فيها إلي الآن...لكن كل هؤلاء زبد جفاء ذهب وسوف يذهب من سيأتي بعدهم جفاء ويقف والتاريخ شاهدا علي ذلك...ولقد حفظ لنا التاريخ الصحيح ،أنه مامن أحد من الناس حادَّ الله ورسوله أو طعن في القرآن أو السنة إلا أهلكه الله وأباده...ويقف خلف هذه المرأة الجاهلة والحاقدة علي الإسلام عشرات من النساء الساقطات اللائي يرفضن العفاف الإسلامي ويرتمين في أحضان الإباحية والجنس القذرين...لكن الحق يعلو ولا يُعْلي عليه... فكل من عاند وبغي قصم الله ظهره...وسقاه الذل المهين...وقصة كسري وقيصر المشهورة مع النبي صلي الله عليه وسلم جديرة بالتأمل،فقد كتب إليهما النبي صلي الله عليه وسلم يدعوهم للإسلام فمزق كسري كتاب النبي صلي الله عليه وسلم واستهزأ برسول الله صلي الله عليه وسلم ،فمزق الله ملكه وقتله الله بعد قليل... أما قيصر فقد أكرم كتاب النبي صلي الله عليه وسلم ،فثبت الله ملكه.(الصارم المسلول/144)...ويُرْوي أنَّ كِتابَ النبي صلي الله عليه وسلم لا يزال محفوظا عند هؤلاء ويتوارثونه إلي اليوم...!!!وإذا كان المسلمون قد نسوا فضل نبيهم فليقرؤا التاريخ...وليقرؤا ما حفظته لنا السنة الصحيحة ما قاله "هرقل" الروم في الحديث الطيب المبارك الذي رواه البخاري رحمه الله...والذي جاء في آخره" ...فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه"(فتح الباري/1/42-43ح:6)...
إسمع أيها الوغد الحقير ..."يا بابا الفاتيكان...لا أَسْمَعَكَ اللهُ خَيْراً...
واسمعُوا يا خنازيرَ الدَّنِمَرْك...وكلُّ الكِلابِ التي تَنْبَحُ في صَحْراء،الحِقْدِ والكَرَاهِيَةِ
اسْمَعُوا...وأَعِيدُوا سَمَاعَ وَقِرَاءَةِ قَوْلَ:عظِيمِ الرُّومِ"هِرَقْلِ"...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذا هرقل...عظيم الروم،يقول ما قال،فما بالنا نري حثالة البشر بدءاً من بابا الفاتيكان الحقير...إلي أحقر رجل من الكارهين الحاقدين المستهزئين برسول الله صلي الله عليه وسلم... فما بالنا نراهم يتطاولون علي سيد البشر والخلق أجمعين...- رضوا أم أبوا -ولا نسمع إلا الشجب والرفض والاستنكار بالأقوال دون الأفعال...
أليس ذلك :
من البلاء العظيم؟؟؟ أليس هذا تقصير من المسلمين تجاه من اختاره الله؛ رحمة للعالمين؟؟؟أليس هذا من المضحكات المبكيات في زمان الضعف والذل والهوان الذي نعيش فيه ؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم والله إنه لكذلك...بل أكثر من ذلك، لو عقلنا ما حدث ،ويحدث...وسيحدث فيما هو آت من الأيام....!!!!!!!!!!!
كيف انتقم الله جل وعلا ممن آذي الرسول وسبَّهُ؟؟؟...!!!!
لا شك أن من أحسن ماكُتِب في هذا الموضوع كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله رحمة واسعة وهو كتاب "الصارم المسلول علي شاتم الرسول" كما حفظت لنا كتب السيرة الصحيحة صورا وأمثلة ونماذج لهؤلاء الذين سبوا رسول الله صلي الله عليه وسلم أو آذوه...
ولعل قصة أبي لهب وابنهُ عُتبة مِنْ أبرزِ تلك القصص...بالإضافة إلي قصص هؤلاء الخمسة الذين سبق ذكرهم عند الحديث عن تفسير قوله تعالي:
"إنا كفيناك المستهزئين"...
أما في قصة أبي لهب وابنه-والمعروف قصته وزوجته أم جميل في سورة"المسد"(تبت يدا أبي لهب وتب)"المسد/1"...أنه كان عَمًّا للنبي صلي الله عليه وسلم...وذات يوم تجهزا إلي الشام للتجارة
مع التجار من قريش كعادة العرب في القديم... فقال عتبة:والله لأنطلقن إلي محمد ولأذوينه في ربه سبحانه وتعالي...حتى أتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا محمد:(وهو يكفر) بالذي دني فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني...فقال صلي الله عليه وسلم:"اللهم سلط عليه كلبا من كلابك"...!!!
ثم انصرف عنه،فرجع إلي أبيه فقال له:يابني ما قلت له؟؟؟ فذكر له ماقاله...فقال يا بني: والله ما آمن عليك دعاءه...!!!
فساروا حتى نزلوا بالشراة-وهي أرض كثيرة الأُسْد...فقال أبو لهب لمن معه من القوم:لقد عرفتم سني وحقي...وإن هذا الرجل قد دعي علي ابني دعوة والله ما آمنها عليه،فاجمعوا متاعكم إلي هذه الصومعة وافرشوا لابني عليها ثم افرشوا حولها...ففعلوا...فجاء أسد فشم ما يريد،فوثب وثبة فإذا هو فوق المتاع فشم وجه عتبة ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه...!!!
فقال أبو لهب:قد عرفت أنه لا ينفلت من دعوة محمد (تفسير بن كثير)
ولعل من أغرب هذه الروايات...ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،قال:وقد ذكروا أن الجن الذين آمنوا به صلي الله عليه وسلم،كانت تقصد من سبه من الجن الكفار فتقتله فيقر لها علي ذلك
ونقل عن أصحاب المغازي أن هاتفا هتف علي جبل أبي قبيس بِشِعرٍ فيه تعريض بالنبي صلي الله عليه وسلم فما مر وقت حتى هتف هاتف علي الجبل يقول:
نحن قتلنا في ثلاث مِسْعَرا() إذْ سفَّه الحقَّ وسنَّ المُنْكَرا
قنَّعْتُه سيفاً مُبَتَّرا .......() بِشتْمه نَبيُّنا...المُطهَّرا
ومسعر –كما هو في الخبر- إسم جني كان قد هجا النبي صلي الله عليه وسلم...
ومن صور حفظ الله جل وعلا لنبيه صلي الله عليه وسلم؛قصة"غورث ابن الحرث قال: لأقتلن محمدا،فقال له أصحابه:كيف ستقتله؟؟؟قال: أقول أعطني سيفك،فإذا أعطانيه قتلته..
.فقال:يا محمد:أعطني سيفك أشمه، فأعطاه إياه فرعدت يده، فسقط السيف من يده فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:حال الله....!!! ( ا لدر المنثور/119)...
نعم...لقد حفظ الله بقدرته نبيه الهادي صلي الله عليه وسلم لأنه نبي الله، وحبيب الله، ورسول الله...وصدق ربي العظيم القائل:
"إنا كفيناك المستهزئين"...
فماذا تريدين من إهانة بعد يا أمة الإسلام؟؟؟...ياأمة المليار مسلم؟؟؟
لقد حفظ الله تعالي نبيه محمدا صلي الله عليه وسلم وهو حي من شر أعدائه، ولقد وقفنا علي طرف من هذا الحفظ...وعاش نبينا وحبيبنا حتى بلَّغَ الرسالة ،وأدي الأمانة،وترك أمته علي المحجة البيضاء...ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ...وما ذلك إلا بسبب صدق النبي صلي الله عليه وسلم في دعوته ورسالته...وأنه صلي الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين...وعبَدَ الله حق عبادته حتى أتاه اليقين..
.فصلي اللهم وسلم عليه وآله،في الأولين والآخرين...
ولسوف يحفظ الله تعالي هذا الدين الحق إلي يوم الدين...ولسوف يُدْحر هؤلاء الكارهين المعاندين للحق المبين...ويُردُّ كيدهم إلي نحورهم أجمعين...ولن يطفئوا نور الله أبدا:رب العالمين...القائل وقوله الحق:"
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"الصف/8
وسيقْصِمُ الله ظهر كل من يتعدي حدود الأدب مع الله ومع رسله جميعا خاصة حبيبنا وحبيب كل الخلق محمدا صلي الله عليه وسلم...!!!
وصدق ربي العظيم إذ يقول:
"إلا تنصروه فقد نصره الله..."الآية"/التوبة/40 جزء من الآية....
ولا يغرنكم حلم الله علي هؤلاء الذين فقدوا عقولهم،وأصبحوا كالأنعام بل أضل...وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...!!!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...
وصلي اللهم وسلم وبارك علي عبدك ورسولك محمد صلي الله عليه وسلم....