التوقف عنه فجأة قد يؤدي إلى نتائج عكسية

قرص واحد من الاسبرين يقلل من احتمال الاصابة بالذبحة الصدرية

    الأسبرين أو حمض الأسيتايل ساليسيليك هو من مشتقات حمض الساليسيليك مسكن ذو مفعول متوسط ومفيد لتسكين آلام الصداع وآلام العضلات والمفاصل. الدواء يعمل على الحد من إنتاج مادة البروستاجلاندين ومواد الجسم الكيميائية الضرورية لتجلط الدم والتي أيضاً تزيد من حساسية نهاية الأعصاب للألم.

في عام 1853استطاع الكيميائي الفرنسي شارلز جيرهارد أن ينتج مادة الأسبرين من حمض الساليسيليت (له نفس المفعول ولكن قوي على المعدة) ولكن لم يكن لديه رغبة في تسويق الدواء بعد اكتشافه. ولكن في عام 1897أستطاع العالم الكيميائي فلكس هوفمان من إعادة اكتشاف الدواء عندما كان يبحث عن علاج فعال لأبيه المصاب بالروماتزم. وقد تم تسويق الدواء في عام 1899على شكل بودرة وبعدها بعام أي في عام 1900تم تسويق أول عبوة على شكل أقراص

ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا مازال الدواء يستخدم في تسكين الآلام وتخفيض درجة الحرارة ولكن طرأ جديد في مسار الدواء في عام 1971حيث تم اكتشاف فعالية الدواء في تثبيط التصاق الصفائح الدموية والتي تؤدي إلى تجلط الدم وهذا ما أود أن أركز عليه في هذا المقال.

لقد أثبتت الأبحاث لسنوات طويلة أن تناول قرص واحد من الأسبرين بجرعة صغيرة ( 75ملليجرام) بعد مشيئة الله يقلل من احتمال الإصابة بالنوبات القلبية (الذبحة الصدرية) وخاصة لمن لديه عوامل خطورة خلال العشر السنوات المقبلة من عمره للإصابة بتلك النوبات ولا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وتزداد الفائدة باتباع نظام غذائي قليل الدهون والسكريات.

كما أثبتت الأبحاث أن جرعة 150- 300ملليجرام من الأسبرين مذاب في الماء أو تمضغ بعد انسداد شرايين القلب يتبعها جرعة منظمة 75ملليجرام تساعد كعامل ثانوي على تقليل نسبة حدوث الجلطات مرة أخرى بمشيئة الله وذلك بسبب مفعول الدواء في تقليل إلتصاق الصفائح الدموية.

فالأسبرين يزيد من سيولة الدم مما يمنع انسداد الشرايين ومنها الشريان التاجي الموجود في القلب وبالتالي حماية القلب بطريقتين (Mechanism of Action ):

1- منع إلتصاق الصفائح الدموية وتراكمها عند مجرى الدم في الشريان التاجي وبالتالي عدم سد الشريان

2- تخفيف الالتهابات في الشريان نتيجة عملية معقدة والتي تعتبر إشارة نداء للصفائح الدموية للحضور لتلك المنطقة بسبب ترسب الكوليستيرول ومن ثم ضيق الشريان

وكما هو الحال مع أي دواء آخر يجب استشارة الطبيب قبل تناول الدواء حيث يستطيع الطبيب تحديد مقدار الجرعة وفق جداول منها ما هو خاص بالذكور ومنها ما هو خاص بالإناث، وتشمل عمر المريض وضغط الدم ونسبة كوليستيرول الدم والتدخين. السبب في التفصيل هو أنه كما للأسبرين فوائد فإن له آثاراً جانبية، والضابط في استخدام أي دواء هو حينما تغلب الفائدة المحتملة للتناول على الضرر المحتمل لذلك. فكلما زادت نسبة الفائدة المحتملة على الأضرار فينصح المريض باستخدام الأسبرين.

فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن مرضى السكري البالغين هم عرضة للإصابة بأمراض تصلب الشرايين والمعاناة من تداعياته سواء التي في القلب أو الدماغ أو الأطراف، وبالتالي فهم أولى من غيرهم بتناولهم للأسبرين كوسيلة وقائية أولوية ضمن قائمة العلاجات التي يُنصحون بها وهو ما تُنبه عليه إرشادات الهيئات الطبية العالمية اليوم كالرابطة الأميركية لمرض السكري والحملة الأميركية لخدمات الوقاية من الأمراض. فالجلطات القلبية أو الدماغية نتيجة أمراض الشرايين فيهما هي أهم ما يهدد حياة مرضى السكري نتيجة للإصابة المزمنة به، وتحصل بنسبة تبلغ ضعف ما يُصاب به غيرهم، والوفيات منهما تشكل حوالي 65% من أسباب الوفيات لدى مرضى السكري عموماً. ووفق تأكيد رابطة مرض السكري الأميركية والتقرير الثالث للجنة الخبراء في الحملة القومية الأميركية للتثقيف حول الكوليسترول فإن ظهور مرض السكري بحد ذاته لدى البالغ يُعد أمراً موازياً تماماً لظهور أعراض مرض شرايين القلب وخاصة الإصابة بجلطة القلب سواء بسواء، مما يعني أن الحاجة إلى تناول الأسبرين يومياً ما لم يكن هناك مانع منه هو أمر حتمي لمن أراد السلامة من تداعيات تصلب شرايين القلب والدماغ المهددة للحياة أو الصحة.

كما ذكرنا عن مثال ممن يستفيد من تناول الأسبرين للوقاية أود من ناحية أخرى أن أدرج بعض الأمثلة عن من يستطيع استخدامه ولكن بحذر:

@ مرضى الربو

@ ضغط الدم المرتفع

@ من أصيب بقرحة المعدة سابقاً

@ مرضى الكلى

@ مرضى الكبد

@ الحوامل

@ من لديه نقص في إنزيم جلوكوز 6فوسفات ديهايدروجنيز

كما يمنع منعاً باتاً استخدام الأسبرين للفئات التالية:

@ الأطفال والمراهقين من تقل أعمارهم عن 16عاماً

@ الأم المرضعة

@ المصاب بقرحة في المعدة

@ مرضى الهيموفيليا أو أمراض النزيف الأخرى

@ المصابين بمتلازمة راي

أما ما يتعلق بالأعراض الجانبية للأسبرين فإنها قليلة وتتلخص بالتالي

@ ضيق في التنفس نتيجة انقباض عضلات الشعب الهوائيه.

@ نزيف في الجهاز الهضمي.

هناك مثل يقول "قَدِّرء لِرِجءلِكَ قبل الخطو موضعها" وهذا تحذير من العلماء لمن بدأ بتناول الأسبرين لفترة طويلة للوقاية من جلطة القلب أن لا يتوقف فجأة عن تناوله وذلك لأنه قد يؤدي لنتائج عكسية وهذا يتمثل بزيادة فرصة حدوث الجلطة نتيجة ارتفاع قدرات الصفائح على الالتصاق بعضها على بعض.

من الأمور الطريفة التي تتعلق بالأسبرين أن مادة الساليسليك التي تدخل في تركيب أقراص الأسبرين تساعد على نمو النبات، وتعمل على مقاومة الفطريات والبكتريا والفيروسات وذلك عن طريق تنشيط المقاومة الذاتية للنبات فهذه المادة تعمل كالهرمون بالنسبة للنبات.

الصيدلي/ زهير عبد الله الغريبي

المصدر: جريدة الرياض - الطب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,927

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.