الأسبرين.. تناوله للوقاية الأولية يخضع للمنافع والمضار!

الاسبرين يوقف عمل الصفائح الدموية وقد يسبب النزيف

    علم القلب مثل غيره من العلوم دائم التغير على حسب مايتضح للبشر من أدلة علمية يتم تمحيصها في التجارب الاكلينيكية وبالتالي يتدرج الانسان في التطور.. حيث أن مانحن فيه الآن من حضارة هو جهد أناس آخرين سبقونا بمئات السنين في التجربة والبحث العلمي... وكل جيل يمهد الطريق لمن بعده فسبحان من علم الانسان مالم يعلم.. ومن ذلك التطور كان التطور الطبي في العلاج والوقاية من الامراض.

وحديثنا اليوم يهم كل انسان خصوصاً بعد تعدي سن الخمسين؟! هل احتاج الى اسبرين؟ وكم الجرعة؟ وهل الأفضل المغلف منه ام لا؟ وهل هناك فرق بين الرجل والمرأة؟...ألخ ...ومن المفارقات التاريخية العجيبة  التي يستحسن ذكرها ان الاسبرين عندما تم انتاجه كان أبتداء يستخدم لعلاج الحمى وآلام المفاصل وكان الأطباء  يحذرون الناس في ذلك الوقت من استخدامه في مرضى القلب!! ولم يعلموا انه بعد مائة سنة سيصبح من أهم ادوية الوقاية والعلاج من جلطات القلب !!

 

كيف يعمل الاسبرين؟

هناك مفهوم هام الا وهو ان الاسبرين يمنع تكون الجلطة في المراحل الاخيرة من سلسلة تكوين الكلسترول على الشرايين وبالتالي تشقق جدران الكلسترول المترسب على الشرايين ومن ثم ترسب الصفائح الدموية وتكوين الجلطة (هذه النقطة تحديدا هي المرحلة التي يمنعها الأسبرين وذلك بمنع تكون مادة الثرومبوكسين التي تؤدي لألتصاق الصفائح الدموية وتكوين الخثرة الدموية على الكلسترول المترسب في الشرايين)... ولذلك يفضل كثير من العلماء ان يكون تركيزنا على منع ترسب الكلسترول على الشرايين ابتداء  وليس الانتظار حتى  تكون الكلسترول في الشرايين وتشققه ومن ثم محاولة منع الجلطة في أول مراحل تكوينها.. ويكون منع ترسب الكلسترول على الشرايين - كما هو معروف -  بالغذاء الصحي والتمارين وعدم التدخين وادوية الكلسترول والتحكم بالضغط والسكري.. ومن المسلمات التي تم الاتفاق عليها في جمعية القلب الامريكية عام 2012 الا يعطى الاسبرين لجميع الأشخاص فوق سن معينة بدون استثناء لأن الدواء له مضاعفات قد تكون خطيرة الا وهي تقرحات الجهاز الهضمي وبالذات المعدة وبالتالي النزيف ويجب موازنة المنافع والمضار الحالية والمستقبلية  في ذلك الشخص ومن ثم اتخاذ القرار المناسب لكل حالة، حيث ورد في مجلة archives internal med يناير 2012 في تحليل دراسات احتوت على مائة الف مريض يتناولون الاسبرين كوقاية أولية تمت متابعتهم ست سنوات كانت نسبة تقليل جلطات القلب حوالى 10% وفي المقابل حدوث النزيف كان 30%  على وجه العموم وكلما زادت نسبة الفائدة كلما زادت نسبة النزيف ة.

في كل حلة توزن المنافع والمضار قبل أخذ الاسبرين

الاسبرين المغلف لايمنع نزيف المعدة

وبعض الناس يعتقدون ان الاسبرين المغلف يحمي من النزيف.. وهذا مفهوم غير صحيح لأن سبب النزيف هو تأثير الاسبرين على الصفائح الدموية في جميع اجزاء الجسم مما قد يسبب النزيف في الدماغ او الانف او الجهاز الهضمي (وذلك بنوعية الأثنين الواضح للعيان او الميكروسكوبي مسببا انيميا مزمنة وبالذات في كبار السن ) او نزيف من الجهاز البولي وكذلك تثبيطه لتصنيع البروستاسايكلين التي تحمي جدار المعدة.

ما الفرق بين الوقاية الأولية والوقاية الثانوية والعلاج ؟

 ويجب ان نفرق بين مفاهيم الوقاية الأولية والوقاية الثانوية  ومفهوم العلاج... فالوقاية الأولية : هي أخذ الاسبرين للأنسان الصحيح المعافى الذي لم يصب بجلطات سابقة – سواء كان لديه امراض مزمنة ام لا - للوقاية من جلطات القلب والدماغ وفاعليته في حدود 10% بالشروط التي سنذكرها في هذا السياق .

اما الوقاية الثانوية: هي أخذ الاسبرين لمن أصابته جلطة سابقة في قلبه او دماغه او ساقيه (شريانية وليست وريدية) وذلك لمنع حدوث الجلطة مرة أخرى.. وفاعليته حوالي  20%.

 اما العلاج فهو للأنسان الذي لديه جلطة حادة الان في القلب أو الدماغ ويحتاج لأخذ الاسبرين لتقليل احتمالية وفاته في تلك الجلطه وتوسعها وفاعليته في تلك الحالة حوالي 25%.

وبذلك يتضح ان الاسبرين اكثر فعاليه في العلاج منه في الوقاية الثانوية، وفي الوقاية الثانوية منه في الوقاية الأولية وذلك بسبب تناقص الخطورة تدريجياً.

  ينصح بأخذ الاسبرين للوقاية الأولية من تتوفر فيهم جميع الشروط التالية:

1- الرجال فوق الخمسين سنة والنساء فوق الستين سنة

2- من ليس لديه عوارض قرحة في الجهاز الهضمي او نزيف سابق في الدماغ او المعدة او اجزاء الجسم الاخرى او قابلية معلومة للنزيف مثل الهيموفيليا وامراض تليف الكبد او نقص الصفائح الدموية أقل من ثلاثين ألفاً.

3- ان يعلم انه من الممكن ان يحصل للشخص نزيف في المعدة او الاثني عشر بسبب الاسبرين وأن ذلك الشخص يفضل الوقاية من جلطة القلب مقابل التعرض لاحتمالية نزيف المعدة الذي يمكن ان يكون في بعض حالاته أخطر من بعض جلطات القلب وأن يعلم كذلك أن الفارق الاحصائي بين فائدة الوقاية وخطورة المضاعفات متقارب جدا في هذه المجموعة من الناس.

4- ليس لديه حساسية معلومة للأسبرين .

5 - من كانت احتمال اصابته بجلطة في القلب خلال السنة القادمة أكثر من 1% حسب جدول فرمنقهام .(             http://hp2010.nhlbihin.net/atpiii/calculator.asp?usertype=prof               ) وهو موجود في موقع مايو كلينيك لمن اراد بسطا أكثر في طريقة حساب المخاطر المستقبلية من جلطة القلب.

6- لدى الشخص القدرة والاستعداد على اخذ الدواء يوميا والاستمرار عليه لسنوات طويلة في سبيل الحصول على منفعة الوقاية.

 

من ينصح بأخذ الاسبرين للوقايه الثانوية :

1-  من لديهم جلطات سابقة في القلب او الدماغ او جلطات شريانية في الساقين

2- ان تكون نسبة النزيف لديه في المعدة او اجزاء الجسم الأخرى أقل من فائدته من أخذ الدواء .

والخلاصة: ان الاسبرين دواء فعال في علاج من لديهم جلطات حادة وكذلك في الوقاية الثانوية.. اما الوقاية الأولية فهو موضوع يجب ان توزن فيه المنافع والمضار في كل حالة على حدة حسب الشروط التي ذكرت أنفا وبعد نقاش مستفيض بين المريض وطبيبه ومتابعة مستمرة لأنه ببساطة منافع الدواء ومضاره المحتملة متقاربة كثيرا في هؤلاء المرضى.

نزيف المعدة من اخطر مضاعفات الاسبرين

المصدر: جريدة الرياض - الطب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 155 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,711

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.