رساله إلى من لايصلي الفجر جماعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى من أوصانا ديننا به، وجعله أخًا لنا نحبه ما تمسك بالدين نهدي إليك هذه الرسالة محمولة بالشوق، مغمورة في بحر الحب، ممزوجة بالعتاب الصادق الذي نرجو لك منه الخير، رجاء أن نجد قلباً للخير مفتوحاً و أذناً لكلمة الحق سامعة.
لا نكتمك سرورنا بحسن جوارك، و غبطتنا بحفاظك على الصلوات جماعة في المسجد، و هذا كافٍ على تأكيد حقك. إلا أنه كدّر صفونا غيابك عن جماعتنا في صلاة الفجر، و نحن على ثقة من معرفتك بحقها، و عظيم شأنها وأن أداءها مع الجماعة يبرئ ساحة المرء من النفاق، و يستحق جزاءً عليها في الجنة، بنص كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((من صلى البردين دخل الجنة)) والبردان هما صلاة الفجر والعصر و يمنحه وعداً بالنجاة من النار لقوله صلى الله عليه و سلم ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس و قبل غروبها)) يعني الفجر و العصر، هذا مع كونه في ذمة الله و حفظه لقوله صلى الله عليه و سلم ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ))
فالبدار البدار – أخى العزيز – لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان و تحيي القلوب، و تشرح الصدور، وتملأ النفس بالسرور، و يثقل الله بها الموازين و يعظم الأجور، وتذكر أن لذة الدقائق التي تنامها وقت الفجر لا تعدل ضمة من ضمات القبر، أو زفرة من زفرات النار، يأكل المرء بعدها أصابعه ندماً أبد الدهر ،{
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }.
أخي – هل أمنت الموت حين أويت إلى فراشك ، فلعل نومتك التي تنامها لا تقوم بعدها إلا في ضيق القبر. فاستعد الآن ، مادمت في دار المهلة ، وأعد للسؤال جواباً ، و ليكن الجواب صواباً . نسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.