المدمن يجب أن يخضع لبرنامج علاجي طويل يهدف إلى محاولة إعادة دمج المريض مع المجتمع بأسلوب تدريجي حتى يتمكن من التعايش الإيجابي

 

    تشكل مشكلة ادمان المخدرات ظاهرة خطيرة على كافة المستويات لأثارها المدمرة على الفرد والأسرة والمجتمع اذ تدل الإحصاءات والبيانات على تزايد الإقبال على المخدرات والتي اورثت الأمراض العقلية والنفسية والأمراض الأخرى التي لا حصر لها.

وعرف الإدمان بأنه تعاطي مادة او اكثر من المواد المخدرة بشكل قهري مما يؤدي الى حالة اعتماد عضوي او نفسي او كليهما مع التحمل (زيادة الجرعة) وظهور الأعراض الانسحابية في حالة الانقطاع.

حول هذا الموضوع استضافت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات سعادة الدكتور عبدالله عمر الجوهي (نائب مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية بالدمام - ورئيس قسم علم النفس الإكلينيكي).

@ وعن كيفية تحول المدمن الى مريض نفسي؟

- قد يرجع ذلك الى نوعية معينة من المواد المخدرة التي يستخدمها المدمن "وخاصة المنشطات" التي قد تؤثر لى الجهاز العصبي مما قد ينتج عنها خلل "عضوي او وظيفي" وينتج عنها مجموعة من الاضطرابات النفسية التي يطلق عليها "الاضطراب العقلي الناتج عن تعاطي المخدرات".

كذلك قد يكون لاستخدام المدمن لأحد المواد المخدرة او لمجموعة منها لفترة طويلة دور في حدوث الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي بدورها الى المعاناة من القلق والاكتئاب فيما بعد.


@ ماهي المشكلة الرئيسية في المدمن: هل هي العقل أم الجسد؟

- تكمن المشكلة الرئيسية لدى المدمن في كل من العقل والجسد، فالإدمان كمرض يؤثر في كل جوانب حياة الشخص الجسدية والنفسية وكذلك الاجتماعية، وكل تلك الجوانب في علاقة تفاعلية لا تنفصل.

كذلك يمكن القول بأنه بعد علاج الجوانب الجسدية من آثار المخدر ويصبح الجسم خالياً تماماً من آثار تلك السموم قد تحدث الانتكاسة، وفي هذه الحالة نقرر بأن المشكلة لدى المدمن مشكلة مع العقل حيث ان الجهاز الرئيسي المتحكم في كل تصرفات الفرد، فأسلوب تفكير الفرد وطرق تعامله مع واقعه ومشكلاته، وتعبيره عن صراعاته وانفعالاته كلها بحاجة الى علاج ايضاً "علاج سلوكي معرفي" حتى يمكن السيطرة على مشكلة الإدمان، ومن هنا يمكن القول بأن المشكلة الرئيسية تكون مع العقل كمسؤول عن كل تصرفات الفرد.

@ ماهي الطرق التي يجب ان يقوم بها المدمن للحصول على التعافي؟

- لابد وان يعاد تأهيل المدمن نفسياً واجتماعياً والعمل على اكسابه الكثير من المهارات السلوكية والمعرفية التي تساعده على مواجهة واقعه ومشكلاته ورغباته ايضاً بأساليب جديدة تساعده على التوافق سواء مع النفس او مع الآخر.

لذلك لابد وأن يخضع المدمن لبرنامج علاجي طويل الأمد يهدف الى محاولة اعادة دمج المريض مع المجتمع بأسلوب تدريجي حتى يتمكن من التعايش الإيجابي.

@ للمرشد نجاح وقدرات في تعافي مريض الإدمان: هل من الممكن معرفة هذه القدرات؟

- من اهم هذه القدرات فهم لطبيعة الظروف التي يمر بها مريض الإدمان خلال عملية التعافي نظراً لمعايشته السابقة لتلك الظروف تقريباً. بالإضافة الى قدرته على تفهم طبيعة معاناته الداخلية من حيث الرغبة في التعاطي بالرغم من كل المشكلات التي نتجت عنها.


@ اغلب المدمنين لا يمرون بالتجربة الروحية، ولكن اغلبهم يتعافون عن طريق اليقظة الروحية فما الفرق بين التجربة الروحية واليقظة الروحية؟

- يكمن الفارق في طبيعة الدافعية التي تحرك المريض، فالدافعية وراء تجربة قد تكون منخفضة مقارنة بالدافعية التي تعمل على اليقظة الروحية.

التجربة قد تكون لاختبار شيء جديد ومعرفة مدى مناسبته للفرد ولكن اليقظة الروحية يكمن وراءها رغبة في التعامل مع المشكلة من خلال الجوانب الروحية.

@ هل هناك علامات تدل على ان الفرد المتعافي وصل الى مرحلة الإدمان؟

- المتعافي انسان وصل الى مرحلة الإدمان بالفعل، وبدأ تجربة العلاج واستمر فيها عن رغبة تحقيقاً لما نطلق عليه التعافي.

أما عن اهم العلامات الدالة على الوصول الى مرحلة الإدمان فيمكن ان نحددها فيما يلي:

تدهور كامل في جوانب حياة الفرد الشخصية والاجتماعية والمهنية.

تغيرات جوهرية في نمط الحياة.

فقدان السيطرة على الكثير من الأمور.

ظهور انماط سلوكية غريبة وشاذة مغايرة لما كان عليه.

المصدر: جريدة الرياض ـ حوار محمد البدراني
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 275 مشاهدة
نشرت فى 21 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,386

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.