ضبط 18مليون حبة كبتاجون وأطنان من المخدرات خلال الخمسة أشهر الماضية
وزير الداخلية - رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات
حوار - محمد البدراني: تصوير - ثامر الربيع
والمتابع لقضية المخدرات والجهود البارزة التي نسمع عنها ونشاهدها عبر الوسائل الإعلامية والشبكات العنكبوتية وما يدار في المجالس يقف خلفها رجل يعمل.. يخطط.. ينفذ.. أخلص لهذا الوطن وعمل بكل حماس قدم وأعطى وكان معه رجال كانوا على قدر المسؤولية، هذه مقدمة كنت أتمنى أن أسرد الكثير والكثير لهذا الجهاز الفاعل والنشط ولكن المساحة المحددة ترفض ذلك، وحول هذا الجهاز.
يسر أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن تلتقي بسعادة مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج.
@ بداية أقدم الشكر والتقدير على رحابة صدرك ونود تسليط الضوء على أهداف ومهام المديرية العامة لمكافحة المخدرات خصوصاً بعد صدور الأمر السامي الكريم برفع المستوى الإداري للإدارة إلى قطاع وربطه بسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية؟
- أهلاً وسهلاً بكم وكما يعلم الجميع بأن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تعمل وفق عدة محاور وأهداف رئيسة لتحقيق غاياتها في خفض الطلب والعرض على المخدرات وذلك بهدف الحد من مرتكبي جرائم المخدرات وضبط كل من يتعامل بها والعمل على إحباط عمليات التهريب والترويج ومكافحة غسل الأموال ومن المهام الرئيسة للمديرية ما يلي:
ضبط مهربي ومروجي المخدرات وكل من يتعامل بالمواد المخدرة تصنيعاً أو زراعة أو تهريباً أو نقلاً أو تجارة أو حيازة أو تعاطياً. والعمل على تنفيذ خطط المكافحة وتكثيف الحملات الميدانية بهدف إحباط عمليات التهريب والترويج والحيازة والتعاطي. والعمل وفق ما حددته بنود الاتفاقيات الدولية والثنائية في مكافحة المخدرات من خلال عمليات التسليم المراقب والتعاون المشترك مع السلطات الأمنية الدولية. وتوعية أفراد المجتمع من مخاطر المخدرات عبر الوسائل الإعلامية المختلفة. وإنفاذ الحملات التوعوية والوقائية لتحصين أفراد المجتمع من آفة المخدرات. والمشاركة في رعاية ومتابعة المتعافين من ادمان المخدرات وفق الخطط المحددة لها من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
@ لا شك أن جهود المديرية واضحة للعيان فهي تضطلع في البرامج العلاجية والوقائية إضافة إلى مهامها الأساسية في ملاحقة المهربين والمروجين وتتبعهم وهذه أهم الركائز التي تعتمد عليها المديرية في حربها ضد المخدرات، هل لنا أن نعرف هذه الجهود بالتفصيل؟
- لا شك أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات استطاعت وبتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية - رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والذي أشبهه إن جاز التعبير (بالأسد الذي يذود عن عرينه)، وهو رجل الأمن الأول الذي يقف على هرم قطاع وزارة الداخلية وقد تحدث سموه وبين في كل مناسبة أن هذه البلاد مستهدفة ومحسودة، ولا شك عندما يتحدث مسؤول بمقام سموه الكريم فلا بد أن يقف المتلقي لأي حديث ينطق به سموه لأنه من المسؤولين الذين عرف عنهم الدقة في الوصف والتحليل إضافة للموضوعية وبعد نظره خصوصاً إذا كان الأمر مرتبطاً بالجانب الأمني. ولم يتكلم سموه من فراغ فهناك آلاف الأطنان من الحشيش والهيروين وملايين الحبوب المخدرة التي يتم ضبطها من قبل المديرية بحكم اختصاصها أو من الجهات ذات العلاقة والشريكة في الحفاظ على أمن هذا البلد وأبنائه وهذا ما يؤكد حديث سموه بأن أبناءنا مستهدفون في أمنهم وصحتهم وعقولهم.
وأود أن أبين للجميع أن حكومتنا الرشيدة حققت العديد من الإنجازات والنجاحات في هذا المجال بفضل من الله ثم بتوجيهات ودعم ولاة الأمر - حفظهم الله - ففي خلال الخمسة أشهر الماضية وتحديداً من 1429/1/1ه وحتى 1429/25ه بلغت الإحصائية للضبطيات (18.163.616) من مادة الكابتاجون إضافة إلى 3.751.987.753جرام من مادة الحشيش كما بلغت ضبطيات الهيروين لهذا العام
نفسه 19.190.06تسعة عشر كيلو ومائة وتسعون جرام وستة مليجرام وبلغت الضبطيات من القات المخدر سبعة وستين طن وسبعمائة وثمانية وتسعين كيلو وثمانمائة واثني عشر جرام والتي تم ضبطها في منطقة تبوك كادت ان تتسرب إلى عقول شبابنا لولا حماية الله سبحانه وتعالى ثم بجهود وحرص رجال المكافحة الأشاوس والرجال المخلصين من رجال الجمارك.
وبتوجيهات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو المساعد تقدم المديرية العامة لمكافحة المخدرات مكافآت مجزية لكل من يبذل جهداً من رجال المكافحة وكذلك للمتعافين معها. وقد سبق وان صدرت توجيهات ولاة الأمر على ترقية العديد ممن بذلوا جهوداً في احباط قضايا المخدرات وتكريمهم بمكافآت مادية مجزية ومعنوية وترقيات استثنائية ونوط أمن وأوسمة شرف.
كما حقق رجال المكافحة خلال الأيام الماضية ضبطت (900.000) تسعمائة ألف حبة مخدرة في محافظة حفر الباطن.. وهناك ضبطيات متنوعة في بعض المواقع، ومازالت المديرية العامة لمكافحة المخدرات تسعى للحد من تدفق المواد المخدرة عبر حدودها المترامية الأطراف وضبط العديد من عصابات التهريب الدولية والمحلية إلى جانب ضبط الكميات التي كانت تستهدف دولاً أخرى وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي ومن ضمنها قضايا غسيل الأموال.
وأما فيما يتعلق بالبرامج التوعوية الوقائية. فإن التوعية الوقائية بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات تشترك مع الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات من خلال برامج علمية مدروسة ومكثفة تربوياً ودينياً وثقافياً وصحياً تهدف أولاً وآخراً إلى الإعلام بحقيقة المخدرات ودوافع تعاطيها ثم السلبيات الخطرة وأضرارها على الفرد والأسرة والمجتمع.
وقد استخدمت المديرية كافة القنوات الإعلامية في ايصال الرسالة التوعوية وكان منها مشروع قافلة التوعية إضافة إلى إقامة المعارض والحملات الإعلامية وعقد الندوات العلمية والمحاضرات واللقاءات والبرامج التلفزيونية وتوزيع الرسائل التوعوية من النشرات والكتب والأقراص المدمجة لتحصين أفراد المجتمع من أضرار المخدرات.
كما أود ان أوضح بأن المديرية العامة لمكافحة المخدرات وكافة إداراتها بالتعاون التام مع المواطنين في سبيل نقل أبناء لمستشفيات الأمل دون ايقاع أي عقوبة بحقهم كذلك من تقدم لطلب العلاج وكل هذه الأمور تتم بسرية تامة وبتعاون بين وزارة الصحة والمديرية العامة لمكافحة المخدرات إضافة إلى اهتمامنا بالمتعافين لضمان استمرار تعافيهم وادماجهم داخل المجتمع وإعادتهم إلى صحتهم الطبيعية.
@ لاحظنا بينكم وبين حرس الحدود ومصلحة الجمارك تعاونا في تنفيذ ضبطيات مشتركة، فما حدود هذا التعاون؟
- بدأنا ننهج مع زملائنا في حرس الحدود واخواننا في مصلحة الجمارك في إعداد خطط ميدانية مشتركة وهذا تم بتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف وقد أتت هذه الخطط ثمارها ولله الحمد وفي هذه المناسبة لا يفوتني ان أنوه بالدور الايجابي والتعاون المثمر والبناء والدعم والمؤازرة في مجال مكافحة المخدرات الذي تلقاه المديرية من قيادة هذين الجهازين الهامين الجمارك وحرس الحدود.
@ تعمل في المديرية العامة لمكافحة المخدرات وفروعها كوادر نسائية متمكنة.. فما هي الأعمال والمناشط الذي تقوم بها هذه الكوادر؟
- نعم هناك كوادر نسائية متخصصة ويتركز عملهن على شقين:
الاول: هو اهتمامهن بالتوعية الوقائية بأضرار المخدرات وتبيان مخاطرها للأمهات وللطالبات في مختلف مراحلهن الدراسية وكذلك في التجمعات النسائية، أثناء إقامة المهرجانات أو في المراكز التجارية والمراكز الترفيهية وخاصة في الإجازات والمناسبات الوطنية من خلال إلقاء المحاضرات التثقيفية بأضرار المخدرات وكيفية مواجهتها وعقد الندوات العلمية وورش العمل العلمية من أجل حماية الأسرة من مخاطر تلك الآفة.
والشق الثاني: هي الأعمال الإدارية المناطة بهذا القسم ودراسة حالات الادمان وتلقي البلاغات من أسر المدمنات سواء أمهاتهن أو زوجات المدمنين لعلاج أزواجهن في مجمعات الأمل واستقبال المكالمات والحالات النسائية التي ترد إلى المديرية.
@ هل بالامكان معرفة البرامج والخطط الإعلامية والوقائية التي تقوم بها المديرية وفروعها بالمملكة وهل حققت أهدافها؟
- من الطبيعي ان يبرز دور الإعلام عند الحديث عن قضية المخدرات فوسائل الإعلام تستطيع ان تلعب دوراً تنويرياً رائدًا في مكافحة المخدرات من خلال نشر الضبطيات ليدرك الآخرون أننا أمام خطر قاتل بل أمام كارثة، وكذلك الإعلام عن نشر البرامج والمناشط التي تقوم بها أي جهة ليقصدها الجميع للفائدة.
والمديرية العامة لمكافحة المخدرات وكافة إداراتها بالمملكة تقوم بإعداد وتنفيذ البرامج الوقائية طوال العام من خلال الزيارات التي تقوم بها للمدارس والمراكز الصيفية والأندية الرياضية والمهرجانات والمناسبات الوطنية وعقد الدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات والمرشدين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. وقد حققت هذه البرامج أهدافها المنشودة وعلى أثر هذه الجهود تقدم العديد من المتعاطفين لطلب العلاج دون تردد رغبة منهم في التعافي وهذا ما تصبو إليه القيادة الحكيمة من تحصين وعلاج المواطنين وحمايتهم من أدران المخدرات.
وبهذه المناسبة لا يفوتني ان أشيد بالجهود التي تبذلها مشكورة بعض الجهات الحكومية في التعاون مع أجهزة المكافحة سواء في عمليات الضبط واحباط عمليات التهريب أو تنفيذ البرامج الوقائية وأولاها الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ورعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم والشؤون الإسلامية والمحاكم الشرعية وهيئة التحقيق والادعاء العام والجهات الأمنية الأخرى
اسأل الله ان يأخذنا بأيدينا جميعاً إلى تحقيق مانصبو إليه من قطع الطريق على هذه العصابات الإجرامية قبل ان تتمكن من نشر سمومها والقضاء على هذه الآفة، وأرجو ان يشارك معنا الجميع في حربنا ضد هذه السموم ونرحب في المواطنين الراغبين التعاون مع أجهزة المكافحة وكذلك الاخوة المقيمين لتقديم أي بلاغ ونحن فاتحون أبوابنا للجميع لما فيه خير هذا البلد وأهله.
نشكر لكم استقطاع هذا الوقت الثمين من أجل ايضاح دور المديرية في مجال مكافحة المخدرات.
لا شكر على واجب والمديرية العامة لمكافحة المخدرات وكافة إداراتها في كافة أنحاء المملكة ترحب بتعاون الجميع من أجل مكافحة آفة المخدرات ونسأل الله ان يحمي هذه البلاد وأبناءها من كل مكروه إنه سميع مجيب.
مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.