الغافل عن مضار الشيشة
انتابتني الحيرة أثناء تحضير أحد المرضى لعملية جراحية عندما أنكر أنه يدخّن خاصة وأن العلامات الضارة للتدخين واضحة في صدره، فإذا به يقول لي: أنا "أشيّش" يا دكتور! فعلمت أن الناس تعتقد أن تدخين الشيشة أخف وطأة من تدخين السيجارة، وخلال مهمة علمية للمملكة المتحدة لاحظت انتشار الشيشة في أكثر من مكان ليس فقط بين مجتمع العرب هناك إنما من كافة الأجناس؛ رجالهم ونسائهم، وهذا ما أكدته صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر صباح الجمعة 16 مارس 2012م، وفيه تذكر الصحيفة انتشار الشيشة بين الطلبة والشباب وأن خيمة الشيشة تنصب بازدياد ملحوظ لرواد حفلات الجامعات الليلية بل هناك الآن متعهدون لتوصيل الشيشة جاهزة للمنازل، ويتوقع لها أن تشيع أكثر بالنظر إلى رائحتها "الحلوة" ونكهة الفاكهة المميزة مع ما تحدثه من فرقعات أثناء شفط الدخان، فهل هي فعلاً أداة متعة بريئة أم أنها وسيلة تدمير للصحة تماما مثل السيجارة؟
تفاوتت درجة المعرفة بالضرر بين مستخدمي الشيشة: 15% لا يعتقدون بضررها، 44% يظنون ضررها أقل من السجاير، لكن الدراسات الكثيرة ومطبوعات منظمة الصحة العالمية تثبت أن ضررها أكبر من السيجارة لعديد من الأسباب:
* فهي تحتوي على التبغ المرتبط مباشرة بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي إضافة إلى أضراره على المرأة أثناء الحمل.
* يتعرض مدخنو الشيشة إلى السميات الناتجة عن احتراق الفحم والخشب.
* طبيعة تدخين الشيشة من حيث الوقت والصحبة يعادل تدخين 100 (مائة) سيجارة في الجلسة الواحدة.
جلسة واحدة من تدخين الشيشة تعادل تدخين مائة سيجارة.
في بريطانيا زادت مقاهي الشيشة 210% منذ عام 2007م فبعد أن كان عددها 179 أصبح اليوم 556، والشيشة دخلت هناك بسبب إقامة وهجرة الآلاف من الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، وكم كنت أتمنى أن نسلك طريق أسلافنا الكرام حينما نشروا مبادئ الإسلام الراقية العريقة أينما ذهبوا وحلوا وهي المحافظة على النفس والعقل والمال والعرض والدين.
وبينما تدور عجلة التطور والتقدم في بلادنا الحبيبة فإننا نتوقع أن تمضي مكونات النهضة للأمام باضطراد وتناسق، ولهذا فنحن بحاجة ماسة إلى برامج تبصير وتنوير بأضرار تدخين الشيشة أسوة بالسجاير والتعريف بخطورتها على صحة الفرد ولتبدأ التوعية من فصول المدارس، مع سنّ القوانين بمنعها ومنع ترويجها حفاظاً على الصحة العامة.
*