المدخنون يصابون بالعجز الجنسي في الخامسة والأربعين من العمر

النيكوتين ... يؤثر في القلب السليم ويرفع ضغط الدم ويعجل بظهور التجاعيد !

يساعد التدخين على تفاقم خطورة الأمراض

    تؤكد الحقائق العلمية على أن التدخين يؤثر على أعضاء الجسم ووظائفها ، إما تأثيراً سريعاً تظهر علاماته وأعراضه عندما يبدأ الشخص في ممارسة التدخين أو تأثيراً يتضح ضرره على صحة الإنسان بعد الاستمرار في ممارسة التدخين لمدة طويلة ، حيث ينجم عن هذه الممارسة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي ، كما يساعد التدخين على تفاقم خطورة هذه الأمراض إذا كان الفرد المدخن مصاباً بمرض من هذه الأمراض أو مصاباً بمرض تتضاعف خطورته بممارسة التدخين مثل أمراض السكر والسمنة والتوتر النفسي. وقد يؤثر التدخين على فعالية الأدوية حيث يؤدي إلى تدني فعالية بعض الأدوية أو إلى تفاقم الخطر الناجم عن استعمال أدوية أخرى .

وتعتمد شدة الآثار المزمنة للتدخين على مقاومة جسم المدخن ، فالمرضى الذين يشكون من أمراض الجهاز التنفسي أو أمراض القلب يكونون أشد تأثراً بإصابات التدخين عن الأشخاص الأصحاء ، كما أن هناك أفراداً أصحاء يكونون أكثر تأثراً بالإصابة بأمراض التدخين عن غيرهم. ويتوقف احتمال الإصابة وشدتها على طول المدة التي يمارس فيها الفرد التدخين وعلى عدد السجائر التي يدخنها يومياً بالإضافة إلى الطريقة التي تعود عليها في ممارسة التدخين ، فمدخنو السجائر بوجه عام أكثر تأثراً بالإصابة عن مدخني الغليون أو مدخني السيجار . كما أن المدخن الذي يجذب أنفاساً عميقة من السجائر أشد تأثراً من المدخن الذي يضع السيجارة في فمه مدة بدون تدخين .

يواجه مدخنو التبغ خطراً متزايداً للإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان . ولا يوجد أدنى شك في أن التدخين خطر على الصحة والدليل على ذلك وفاة أكثر من 419000 أمريكي كل عام بسبب الأمراض الناجمة عنه وتتجاوز نسبة الوفيات السنوية في جميع أنحاء العالم أكثر من 3 ملايين حالة وفاة ووفقاً للجمعية الأمريكية للسرطان American Caner Society يقل متوسط حياة المدخنين عن غير المدخنين بحوالي 15 عاماً مع وفاة شخص من كل أربعة أشخاص بسبب أمراض القلب ، ويعد التدخين سبباً لأكثر من 30% من إجمالي الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان ، حيث يموت حوالي 166000 شخص سنوياً . 138000 شخص منهم (حوالي 85%) بسبب سرطان الرئة . ويعد التدخين كذلك السبب الرئيسي لمرض انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن كما تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 500 ألف مواطن يموتون سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب نوبات قلبية ناتجة عن ممارسة التدخين ، كما تدل الدراسات على أن المصابين بأمراض القلب والشرايين من المدخنين ضعف عدد المصابين من غير المدخنين تقريباً وأن درجة الإصابة تتناسب تناسباً طردياً مع عدد السجائر التي يدخنها الفرد في اليوم وعدد السنوات التي مارس فيها التدخين بالإضافة إلى العمر الذي ابتدأ فيه التدخين .

وتتمثل خطورة التدخين على القلب والأوعية الدموية في وجود النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون في الدخان المتصاعد من السيجارة ، فالنيكوتين يؤدي إلى حدوث اضطرابات في القلب السليم ، وقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى حدوث الوفاة في مرضى القلب ، ويسبب النيكوتين أيضاً ارتفاعاً محلوظاً في ضغط الدم قد يؤدي إلى حدوث إصابات في القلب ، كما يسبب النيكوتين ضيق الشرايين السطحية ، وهذا يؤدي إلى التعجيل بظهور التجاعيد في الجلد مما يؤثر على نضارة بشرة الوجه وحيويتها .

تدل الإحصاءات والدراسات على أن التدخين المفرط يضعف من خصوبة الرجل والمرأة كما أنه يغير من الخواص الطبيعية للكروموزمات حاملة الصفات الوراثية وهذا يؤدي إلى حدوث تشوهات في الأجنة .

ويعتبر التدخين من أخطر العوامل التي تؤثر على صحة الأم الحامل والجنين فالنيكوتين يساعد على زيادة إفراز هرمونات الأدرينالين وارتفاع معدله في الدم ويسبب هذا الهرمون زيادة سرعة القلب وارتفاع ضغط الدم عند الأم الحامل ، كما يسبب انقباض الأوعية الدموية للمشيمة وهذا يعرقل وصول الدم إلى الجنين. ويسبب النيكوتين أيضاً زيادة في ضربات قلب الجنين قد تستمر لمدة ساعة بعد أن تطفئ الحامل سيجارتها. ويسبب غاز أول أكسيد الكربون نقصاً واضحاً في كمية الأكسجين المنتقل من دم الأم إلى دم الجنين ، وهذا يؤدي إلى إعاقة نمو الجنين ، ونقص وزن المولود نقصاً يتناسب مع درجة الإفراط في التدخين كما أن المولود يكون عادة قصير القامة وصغير الرأس والكتفين والصدر .

ومن أضرار التدخين في فترة الحمل أنه قد يؤثر على درجة ذكاء المولود . كما أنه قد يؤدي إلى حدوث النزيف وزيادة نسبة الإجهاض ، بسبب زيادة إفراز هرمون أوكسيتوسن ، وموت الجنين وزيادة احتمال الولادة قبل موعدها ، كما قد يشكو المواليد من اضطرابات في الانفعالات والسلوك والسمع ، مع احتمال حدوث التهيجات العصبية والرعشات وإفراط الحركة في الأطفال . وتفيد الأبحاث التي أجريت على عدد كبير من المدخنين بأن التدخين يؤثر على درجة الخصوبة في الرجل والمرأة ، كما أنه يقلل من مقدرة الرجل الجنسية ، وإذا كانت معظم الأبحاث التي أجريت في مجال التدخين قد ركزت في المقام الأول على أثر التدخين على صحة الإنسان إلا أنه قليلاً منها قد اهتم بتأثير التدخين على خصوبة الإنسان وقدرته الجنسية ، ولقد بينت نتائج الأبحاث التي أجريت على المدخنين أن التدخين يؤدي إلى تثبيط الحركة الذاتية للحيوانات المنوية وذلك إذا ما قورنت بالحركة الذاتية للحيوانات المنوية في غير المدخنين. وتشير نتائج هذه الدراسات أيضاً إلى أن درجة تثبيط الحركة الذاتية للحيوانات المنوية تتناسب تناسباً طردياً مع عدد السجائر التي يدخنها المدخن يومياً وعن طول المدة التي مارس فيها التدخين . كما أثبتت الدراسات والفحوصات التي أجريت على الحيوانات المنوية أن التدخين يسبب حدوث تشوهات بها إذا كان الفرد قد مارس التدخين لفترة طويلة . وتجدر الإشارة إلى أن التدخين يؤدي إلى حدوث تشوهات في الكروموزومات (الصبغيات) ناقلات الصفات الوراثية ، وتفيد نتائج هذه الدراسات في أن الإفراط في التدخين قد يؤدي إلى حدوث العقم في الرجال .

ويعتبر التدخين أحد أسباب العجز الجنسي حيث يسبب النيكوتين انقباضات في الأوعية الدموية التي توصل الدم إلى القضيب وهذا يؤدي إلى إعاقة وصول الدم إلى القضيب وعدم القدرة على الانتصاب ، فلقد بينت الدراسات التي أجريت على 1.2 مليون مدخن أن المدخنين الذين يدخنون 40 سيجارة أو أكثر يصابون بالعجز الجنسي في الخامسة والأربعين من العمر .


 

المصدر: ارشيف - جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 538 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

942,812

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.