تحول إلى تجارة عالمية وترك انطباعاً نفسياً في تعاطيه وتحدياً في الإقلاع عنه
تاريخ الدخان.. من «الهنود الحمر» إلى جيل «خرمان سيجارة»!
بائع أمام «القدو» في السوق قديماً
مازالت المنظمات والهيئات الصحية، وكذلك الجمعيات الخيرية والإنسانية المحلية منها والدولية، تبث وتذيع وتنشر أبحاثها العلمية المؤكدة عن علاقة ظاهرة "شرب الدخان" بأمراض السرطان والأوعية الدموية، إضافةً إلى نشر قوائمها المهولة والمرعبة حول أعداد الوفيات اليومية والسنوية جراء ما تخلفه "السيجارة" و"الأرجيلة" من أمراض فتاكة أقل ما يقال عنها أنها الموت البطيء للجسم السليم.
ومصطلح "التتن" مصطلح تركي ينطقه الأتراك "توتون"، انتقل إلى الجزيرة العربية كغيره جراء التواصل بين الشعوب، لا سيما في البلاد الإسلامية التي عرفت "التبغ" بعد أن أخذه البرتغاليون المهاجرون إلى أمريكا الشمالية من سكان أمريكا الأصليين "الهنود الحمر"، الذين بدورهم نقلوه إلى أوروبا، حيث نقل السفير الفرنسي "جان نيكوت" الذي ينسب إليه لفظ "النيكوتين" نبات التبغ إلى بلاده، بعد أن أهداه أحد حراس السجون في "لشبونه" بالبرتغال حزمة من التبغ، الذي وصفه له بأنه علاج للعديد من الأمراض -كما توهم ذلك-، وبدوره انتقل التبغ من فرنسا إلى إنجلترا ومنه إلى أوروبا ثم إلى تركيا والعالم العربي.
بداية التبغ
وذكر مؤرخون أن اكتشاف "التبغ" جاء مع اكتشاف "كريستوفر كولمبوس" لأمريكا، حيث أهداه السكان الأصليون التبغ وبعد فترة جلبه البحّارة معهم وهم عائدون إلى أوروبا، منذ ذلك الوقت بدأ التبغ في الانتشار في أوروبا، وفي عام 1600م أصبح التبغ شهيرا للغاية، ثم في عام 1610م لاحظ السير "فرانسيس باكون" أن الإقلاع عن هذه العادة السلبية صعب للغاية، وفي عام 1760م أنشأ "بيير لوريارد" شركة في نيويورك لتصنيع التبغ والسيجار وما شابهه، وبعدها بقرابة قرن أي في عام 1847م بدأ "فيليب موريس" في بيع السجائر التركية التي تلف باليد، كما بدأت السجائر في الانتشار عندما أحضرها الجنود العائدون إلى إنجلترا معهم من الجنود الروس والأتراك، حتى جاء عام 1902م، الذي أسس فيه الإنجليزي "فيليب موريس" مجموعة محلات في نيويورك لبيع سجائره، وفي عام 1913م بدأت إحدى الشركات بيع نوع من السجائر يدعى كاميل -الجمل-، ثم تفجر استخدام السجائر بكثافة خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، وفي خلال فترة الحرب العالمية الثانية تزايدت مبيعات السجائر بشكل كبير وأصبحت بالنسبة للجنود مثل الطعام، كما أرسلت شركات التبغ ملايين السجائر المجانية للجنود، وعندما عادوا إلى أوطانهم أصبحت لدى هذه الشركات قاعدة كبيرة من المدخنين، وفي عام 1954م أنتجت إحدى الشركات ماركة ونستون ذات فلتر، وبعدها بعامين ظهر منتج ماركة (salem) الذي ليس له من اسمه نصيب.
تحذيرات صحية
وظلت فترة الستينيات تشهد ظهور العديد من التحذيرات الصحية من السجائر، وقد توقفت إعلانات السجائر التليفزيونية في إنجلترا في عام 1965م، وبعدها بعام وضعت التحذيرات الصحية على علب السجائر، ثم ظهر في عام 1968م نوع من السجائر لكنه فشل تماماً، إلى أن جاءت سنة 1980م حيث عدّت الجهات الرسمية التدخين خطأ، وأصبح الكثير من الأماكن العامة تمنع التدخين، وعام 1982م ظهر تقرير عن أن التدخين السلبي يسبب سرطان الرئة، كما مُنع التدخين في الأماكن العامة وأماكن العمل، وقبلها بسنة أي عام 1987م منع التدخين في رحلات الطيران الأقل من ساعتين، إلى أن منع التدخين في رحلات الطيران عموماً عام 1990م.
ورأى علماء الإسلام في بداية انتشار التدخين أنه من المكروهات، لكن سرعان ما صرحوا بتحريمه حينها علموا بمضاره وخطورته على الإنسان، بل حرمه مجمع الفقه الإسلامي تحريماً قاطعاً، وطالب بمكافحته حفاظاً على أرواح البشر الذين تثبت الدراسات الحديثة خطورة التدخين الجنس البشري.
انتشار الوعي
وكان الملك الإنجليزي "جيمس الأول" معارضاً شرساً للتدخين، وألّف كتابا ضد التدخين تحت عنوان "إدانة التبغ"، وبحلول منتصف القرن السابع عشر، تعرفت كافة الحضارات على تدخين التبغ، وقد تم اصطلاح كلمة "التدخين " في الإنجليزية في أواخر القرن الثامن عشر، وقبل ذلك كان يطلق على تلك العملية شرب الدخان، وفي عام 1881م قام أحد الحرفيين، "جيمس بونساك"، بإنتاج ماكينة للإسراع من إنتاج السجائر مادة إلى ما يسمى حروب الأفيون، وكذلك كان "هتلر" يدين التدخين بضراوة، كما تم اغتيال قادته من جنود الحملات المعروفين بمعاداتهم للتدخين بعد الحرب العالمية الثانية، وشحنت الولايات المتحدة حينها التبغ مجاناً إلى ألمانيا كجزء من خطة "مارشال".
وفي بداية القرن العشرين وضع أحدهم كتاباً سماه "الغليون والحبيب"، أو ديوان شعر المدخنين، وقد ربط بعض الأدباء ظاهرة التدخين بحياة العزوبية، ومنذ الحرب العالمية الثانية، أصبح ظهور التدخين على الشاشة أقل تكراراً؛ نظراً لانتشار الوعي بالمخاطر الصحية الواضحة للتدخين، ومع اكتساب الحركة المناهضة للتدخين مزيداً من الاحترام والتأثير، أصبح هناك محاولات جادة لمنع ظهور التدخين على الشاشة لتجنب التشجيع عليه أو ربطه بأشياء إيجابية لاسيما في أفلام الأسرة، واليوم أصبح التدخين على الشاشات شائعاً بين الشخصيات المجسدة، التي تظهر في صورة الأشخاص المعادية للمجتمع أو حتى المجرمين.
عظام الإبل
وأثبت الروايات والمخطوطات والأبيات الشعرية والقصائد، أن ظاهرة التدخين عرفت في بلادنا ومجتمعنا منذ أكثر من أربعة قرون، ولا أدل على ذلك إلاّ رسالة "عليان الضبيني" وهو أحد قادة الإمام "سعود بن عبد العزيز" في عام 1225ه إلى "يوسف باشا كنج" -والي دمشق والشام-، وجاء في الرسالة: "والذي نحن عليه، كل من أرضى الله بأعماله، وبانت شواهده بالبر، نحشمه ولا نستغيث به، وزيادة الخطايا الظاهرة مثل شرب الخمر، واللواط، والنساء الخارجات، وسب الدين، والحلف بغير الله، وشرب التوتون والأركيله، ولعب المنقلة والورق، والحديث بالقهاوي، وضرب الطار، ولعب الأشعار..." إلى آخر الرسالة، وقد استجاب يوسف كنج -رحمه الله- وأصدر أوامره ب"ألاّ أحد يشرب خارج بيته دخان ولا تنباك".
ويذكر أن "التنباك" وصل إلى حاضرة نجد على وجه الخصوص عن طريق التجارة في الخليج والعراق وبلاد فارس، لا سيما وأن بلادهم كانت طريقاً للعابرة إلى غرب الجزيرة العربية وإقليم الحجاز أو اليمن، أما بادية نجد فقد عرفوها أكثر عن طريق المستشرقين والرحالة، أو عن طريق مخالطتهم لأهالي المدن، وكان البدو يستخدمون عظام الإبل كسيجار يحشونها بالتبغ ويدخنون كما هو التدخين الآن، حتى إن أحد شعرائهم يصف حاله مع القهوة وشرب الدخان فيقول:
لولا شراب العظم يومني أملاه
أكويه بالجمرة ويكوي جروحي
مع دلة صفرا على النار مركاة
أبصر بصبتها على كيف روحي
أو كما قال أحدهم:
ياما حلا الفنجال والعظم ولعان
ومعطش يغذي خوى الراس عني
انتشار الآفة
وكان "الغليون" و"الشيشة" معروفين في ذلك الزمان أي قبل أكثر من قرنين ونصف القرن، وكان "إبراهيم باشا" أثناء حملته على الجزيرة العربية قد خصص ل "التتن" خازن خاص تتوفر لديه الكمية الكافية من التبغ والمجامر أو الغليون بأعداد كافية له ولحملته، وقد وقفنا على إحداها في الأحافير التي تجريها حالياً الهيئة العامة للسياحة والآثار مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وربما أظهرت هذه الحفريات أكثر من "غليون" تحت هذه الأحافير في حي "طريف" و"البجيري" وسط الدرعية القديمة، ولك أن تتصور بقاء الجنود الأتراك وآثارهم من "القبوس" و"القنابل" و"السلاسل"، وحتى "المجامر" و"الغليون"، الذي خصص له الباشا أكثر من "ذلول" لحمل أكياس التبغ، كما أن احد أشهر الرسومات ل "محمد علي باشا" كانت تلك التي يطل من شرفة قصر القلعة بالقاهرة وبجانبه "الأرجيلة"، وما هذا إلاّ دليل على رواج آفة التدخين في ذلك الوقت الذي وافق في أوروبا تداعيات الثورة الفرنسية وعصر "نابليون" الذي ازدهرت فيه ثقافة وأدب المقاهي، وقد دلّلت منقولات الشعر انتشار هذه الآفة في وسط الجزيرة العربية أثناء هذه الأحداث، حيث قال الشاعر النجدي المشهور "حميدان الشويعر" يهجو أبناء المدن الذين انتشرت بينهم ظاهرة شرب الدخان بالغليون والشيشة أو الأرجيلة، التي يسمونها "البربورة" نظراً لما تحدثه من صوت حيث يقول:
يا عيال الندم يا ربايا الخدم
يا غذايا الغلاوين والبربرة
كما يصف ابنه مانع ويقول:
مانع خيالٍ في الدكة
وظفر في راس المقصورة
اليمنى فيها الفنجال
واليسرى فيها البربورة
وكان من عادة "شيبان" نجد أن يذموه ويذموا من يشربه، كما في كافة إقاليم الجزيرة، بل كان كثير منهم يقول يكفيك منه أن "ما في أوله بسم الله ولا في تاليه الحمد لله"، بل كانت المرأة كثيراً ما تنصح زوجها بضرورة الإقلاع عنه، كما حدث مع الشيخ "ابن هذال وزوجته"، أو كما قالت إحداهن لزوجها:
لا تشرب التتن يالمملوح
يحرِّق ثناياك يالغالي
ما عندنا دخان
وذكر "د. محمد فضل" في احد كتبه نقلاً عن "الزركلي"، جانباً من سياسة الملك عبد العزيز تجاه التبغ، وذلك عبر حوار دار بين الملك عبدالعزيز -رحمه الله- و"طلعت حرب باشا" حيث قال "الزركلي": ذهبت وأنا في مصر، مع بعض الأصدقاء للسلام على "طلعت حرب باشا" بعد عودته من زيارته الأولى للمملكة عام 1354ه، فكان حديثه مع الملك عبدالعزيز أنه سأله عما يقال من تحريم شرب الدخان في المملكة، فقال له الملك عبدالعزيز: بكم يدخن أفقر إنسان عندكم يومياً؟ فرد "طلعت": بقرشين، فقال الملك عبدالعزيز: كم عدد الذين يدخنون على أقل تقدير؟ فأجابه "طلعت": خمسة في المائة، قال الملك عبدالعزيز: كم تخمّن عدد سكان بلادنا؟ فرد عليه "طلعت": حوالي خمسة ملايين. قال الملك عبدالعزيز: إذا لم ننظر إلى ناحية التحليل والتحريم، وأبيح التدخين، فكم ينفق المدخنون عندنا على هذا القياس؟ قال "طلعت": فأخذت قلماً، وعملت الحساب فوجدت أن عدد المدخنين سيكون 250 ألف شخص ينفقون خمسة آلاف جنيه في اليوم، فقال الملك عبدالعزيز: ما عندنا دخان ولا ورق للدخان ولا شيء من آلاته، كله يأتي من الخارج، تريد أن نرسل خمسة آلاف جنيه، هدية إلى الخارج كل يوم، مقابل ما ننفخه في الهواء؟! وأكمل "الزركلي" حديثه: قال "طلعت": في الناس من يقول إن لي شيئاً من العلم بالاقتصاد، والله لقد كان صاحبكم أعلم به مني.
تعطير بالعود
وقد استعرض المؤرخون موقف الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من مخازن التبغ التي وجدها أثناء دخوله مدينة جدة، ومن ناحية أخرى يقول "فيلبي": كنت أنا ورفيقاي ندخن ذات ليلة وكانا مثلي ضيفين في القصر، إذ دخل علينا خادم يعلمنا بقدوم الشيوخ، وكانت "الغلايين" و"علب التبغ" مبعثرة على الديوان، فخبأناها مسرعين وفتحنا الشبابيك كلها، إلا أنه عندما دخل السلطان -ويقصد الملك عبدالعزيز-، كان الدخان لا يزال منتشراً في الغرفة، فجلس، وجاء أحد الخدم توّاً بالمجمرة وفيها الطيب، فقدّمها إليه، ودار بها علينا مراراً، ثم تركها على السجادة في وسط القاعة تطهيراً للهواء.
وذكر "الريحاني" أن الملك "عبد العزيز" كان يزوره، لكنه إذا علم أن المزور من المدخنين أرسل قبل ذهابه إليه من يحمل البخور لتطهيره الحجرة أو الخيمة التي هو فيها.
وذكر "الزركلي" أن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كان لا يسمح خلال استقباله للضيوف من الملوك والرؤساء تعاطي الدخان في مجلسه، حتى إن أحد الملوك في اجتماع مع الملك عبدالعزيز تضايق من الامتناع عن التدخين، لكن الملك بحكمته أشار عليه بالتدخين خارج المجلس.
معاقبة المُدخن
وقال "د. محمد فضل": إن من الجهود التي بذلها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في محاربة هذه الظاهرة توقيعه على وثيقة عمرها أكثر من (89) عاماً، وبالتحديد في 20 من شهر شوال عام 1344ه، تقضي بتحريم التدخين، ومعاقبة متعاطيه لأضراره الصحية والمادية، حيث جاءت في الوثيقة ما يلي: "إعلان الحكومة أنه بموجب الحرص على تطهير البلاد من جميع الدنس، ولمصالح العباد والمضرة في أمور دينهم ودنياهم وأبدانهم، أن جميع المسكرات من استعملها فإنه في خطر ويصير جان على نفسه، وأنه سيمضي فيه الحد الذين تقتضيه الشريعة"، وقال الملك عبدالعزيز أيضاً في الوثيقة: "إن الدخان فلا عندنا شك في تحريمه، لأنه مضر للبدن وتبذير للمال، فحالاً نعلن أن من استعمله واطلع عليه بذلك أنه أول مرة يحبس ثلاثة أيام، وعند خروجه يسلم للحباس مجيدي -عملة ذلك الوقت-، ومن عاد إليه ثانية يحبس 10 أيام، ويؤخذ عليه 10 مجايدة تدخل في البلدية، ومن تجاوز ذلك يضاعف له الأدب، ومن تعدى ذلك عزرنا به والله يتولانا وإياهم لما يحبه ويرضاه".
ملامس فضي
وما زال العالم في عصرنا الحالي يعيش حرباً ضروساً بين الجمعيات والهيئات والمنظمات الصحية والاجتماعية المكافحة لآفة التدخين وبين شركات التبغ، حتى ظهر في السنوات الأخيرة ما يسمى "السيجارة الإلكترونية"، التي أثبتت هي أيضاً خطورتها على صحة الإنسان، بل إن الدول التي تساهلت في السماح ببيعها وانتشارها في بادي الأمر عادت ومنعتها وحظرت بيعها، بعد أن تبين لها الأضرار الناتجة عنها، والتي حاول البعض ترويجها بحجة أنها أقل ضرراً من السيجارة العادية، بل وإنها الطريقة المثلى للإقلاع عن التدخين التقليدي، وهذا ما أثبتت العيادات الطبية بطلانه، إذ إن أضرار السيجارة والتدخين متقاربة في كلتا الحالتين، ولذا أظهرت بعض الجمعيات والمنظمات الدولية المكافحة لآفة التدخين بديلاً لهذه السيجارة، وهو ما يطلق عليه "الملامس الفضي" عالجت من خلاله كثيرا من المدخنين، وهو عبارة عن جهاز نبضات كهرومغناطيسية يعالج المدخن خلال ستة أيام.
رسوم جمركية
والمتابع للأوامر السامية والقرارات والمراسيم التي صدرت للحد من التدخين عبر أكثر من تسعين عاماً بداية من الأوامر آنفة الذكر التي أصدرها المؤسس -رحمه الله- عام 1344ه وحتى الأمر السامي الأخير القاضي بمنع التدخين في جميع الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة، وبين هذا وذاك، يلخص الباحثون عددا من الأوامر التي صدرت بخصوص مكافحة التبغ والحد من انتشار ظاهرة التدخين على مدى العقود المنصرمة، كرفع الرسوم الجمركية للتبغ ومشتقاته إلى (50%) بدلاً من (30%)، وإعلان مكة المكرمة والمدينة المنورة مدينتين خاليتين من التدخين، وفرض العبارات التحذيرية على علب السجائر ومنع الإعلان لها في الصحف ووسائل الإعلام، وحظر استخدام الشيشة داخل المقاهي والأحياء السكنية، ناهيك عن إصدار نظام لمكافحة التدخين عن طريق مجلس الشورى، وقيام الحملات الوطنية والجمعيات الخيرية الخاصة لمكافحة التدخين ومتابعة تجارة التبغ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ