الأضرار الاقتصادية لتعاطي القات:


إن دراسة العواقب الاقتصادية من جراء استعمال القات تشير إلى أنها تساهم في عدم التماسك العائلي بسبب النزيف المالي للموارد العائلية, والذي ينعكس على مستوى العائلة الصحي والتعليمي, حيث يفقد المتعاطي الرغبة في العمـل, وتنخفض إنتاجيته, وتتعطل قـواه العقلية، ويفقده التعاطي الاهتمام بأسرته, و عدم مقدرته على تأمين احتياجاتهم من المال بسبب الإدمان والحاجة المستمرة للمال.
أما في الدول التي تنتشر فيها زراعة القات , فتشير الدراسات التي تمت بها , إلى أن القـات يستنـزف كميات كبيرة من المياه قد تكون البلاد في أمس الحاجة لها, كما هو الحال في اليمن على سبيل المثال, حيث يستهلك القات نصف الكمية المخصصة لمدينة صنعاء من المياه, مما يعرض مواردها المائية للنضوب, والمدينة للعطش.
إن الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالقات, مثل عمليات زراعته وتسويقه واستهلاكه تعتبر أنشطة ضارة باقتصاد البلد, حيث كان بالإمكان توجيهها إلى بدائل مفيدة منتجة ترفع من الدخل القومي, وتساهم في نمو الناتج القومي, كالزراعات المفيدة التي تحل محل الزراعات المخصصة للقات, بدل استيرادها, فارتفاع الدخل والناتج القومي ينعكس على رفاهية المواطنين , وانخفاضه يؤدي إلى انتشار الفقر والبطالة والجرائم الاقتصادية .
و يمكن إيجاز بعض المخاطر الاقتصادية للقات في المظاهر التالية :

- انخفاض ساعات العمل ورداءة الإنتاج
    نظراً للآثار الضارة المترتبة على مضغ وتخزين القات نجد المتعاطين لا يذهبون إلى أعمالهم إلا متأخرين بسبب السهر في جلسات تخزين القات، كما أن الفتور والخمول الملازم لهم بسبب تعاطي القات يجعل إنتاجيتهم في العمل منخفضة, بسبب مزاجهم غير المعتدل, وفتورهم المضني, وشعورهم بالكآبة.

-البطالة
     تنتشر البطالة بين مزارعي القات ومروجيه اعتماداً على ما يدره القات من أموال طائلة على حساب صحة وأسرة المستهلك ، وبالتالي إفساد المجتمع، ولا هم لمزارعي القات سوى البحث عن متعهم وجلساتهم المكلفة لتخزين القات (التي تختلف تماماً عن جلسات المستهلكين الضعفاء) والاهتمام بامتلاء جيوبهم دون كد أو عرق ، غير مبالين  بكسبهم حلالاً كان أم حرماً.

-انتشار الـفـقـر
     يسبب تعاطي القات ارتباكات مالية في الأسر التي بها أفراد يتناولون القات فينفقون على تعاطي القات جزءاً غير قليل من دخلهم ، وقد يستدين بعضهم , وما أن يسدد إلا ويستدين مرة أخرى , مما يجعله في حالة فقر مستمر، والبعض الآخر قد يزيد دخله الشهري عن عشرة آلاف ريال ولا يأتي نصف الشهر إلاّ وهو صفر اليدين من جراء الإنفاق على جلسات القات.

عملية حسابية تقديرية للهدر المالي بسبب تناول القات
لنفرض أنه في مجتمع صغير عدد سكانه مليون نسمة وأن نسبة متعاطي القات فيه 10% أي بمعدل 000¸100 شخص , ومعدل الشراء اليومي للفرد على أدنى تقدير 50 ريال
• التكاليف للفرد شهرياً = 500¸1 ريال
• التكاليف للفرد سنوياً = 000¸18 ريال
• التكلفة الإجمالية سنوياً 000¸000¸800¸1 (مليار وثمانمائة مليون ريال)

مع ملاحظة أن الاستهلاك بالنسبة للفرد قد يصل إلى أضعاف الرقم المفترض

يبلغ حجم الإنفاق اليومي من استهلاك القات في اليمن حوالي 70 مليون ريال
يوميًّا «الدولار الأمريكي يعادل 177 ريالاً يمنيًا»، بما يعني أن حجم الفاقد الاقتصادي السنوي يصل إلى حوالي 25.2 مليار ريال، كما تستنزف عملية زراعة القات حوالي 55% من إجمالي استهلاك المياه الجوفية.
ويشير الدكتور «محمد الحاوري» في دراسة نشرتها مجلة «نوافذ» في عددها التاسع والعشرين أغسطس 2000م تحت عنوان: «القات بين اقتصاد المواطن واقتصاد الوطن» إلى أن متوسط الإنفاق الشهري للأسرة على تعاطي القات يبلغ حوالي 12.01% من إجمالي دخل الأسرة.
ويتابع قائلا: «هذا بينما لا يتجاوز الإنفاق على التعليم 1.74%، والحبوب ومشتقاتها 17.2%، والفواكه 2.9%، والخدمات الصحية 2.91%، والخضراوات 4.6%، ويخلص إلى أن تعاطي القات يتسبب في خفض الإنفاق على السلع الضرورية، وبالتالي تدهور مستوى المعيشة».

إن لتعاطي القات أضراراً اجتماعية تؤدي الى استعدادات غير طبيعية لدى بعض الأفراد للانحراف وذلك نتيجة الانعكاسات النفسية المترتبة على التعاطي، كما قد يؤدي إلى تقبل السلوك وضعف الإحساس بالواجب الاجتماعي وبالتالي اختفاء الولاء للأسرة والمجتمع ما  يؤدي إلى تأثر الحياة الاجتماعية وإلى التفكك الأسري، كما يلعب القات دوراً كبيراً في حدوث البطالة المؤدية إلى الفقر الذي يجر إلى إرتفاع معدلات الجريمة في بعض الفئات خاصة في ظل غياب الوازع الديني، ويمكن إيضاح الأضرار الاجتماعية في النقاط التالية:
التفكك الأسري
    إن الإنفاق على شراء القات يمثل عبئاً اقتصادياً على ميزانية الأسرة, حيث ينفق متناول القات جزءاً كبيراً من دخله ، مما يؤثر على الحالة المعيشية من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية، وبالتالي يحدث التوتر والشقاق والخلافات الأسرية، نتيجة عدم تلبية رب الأسرة لمطالبها الضرورية, لضيق ذات اليد بسبب إنفاقه على شراء القات وتعاطيه.

انحراف الأحداث وسوء تنشئتهم:
يقدم متناول القات نموذجاً غير مثالي من السلوك لأبنائه , حيث يتركهم يعانون الحرمان والحاجة, بسبب انشغاله بنفسه , واهتمامه بتأمين ما يحتاجه من أجل تعاطيه القات، فيشعر الأبناء بالنقص تجاه أقرانهم الذين يجدون الملبس الجديد والمركب المريح والمسكن المناسب والملائم، ويتنـزهون مع أسرهم، ويحرمون أيضاً من الدورات التعليمية، أو المشاركات في الأندية الرياضية  بسبب عدم توفر المبالغ المالية، أو بسبب ضياع وقت آبائهم في مجالس القات، وعدم تخصيصهم جزءاً من الوقت للترويح عن أبنائهم، فيفقد الأبناء الثقة في أنفسهم، ويزرع الحقد في صدورهم بسبب الحرمان الذي يعيشونه مقارنة مع غيرهم، مما يدفع الأبناء إلى سلوكيات غير سوية, وعدم تحمل للمسؤولية, وقد يحترفون السرقة , ويتعاطون القات وغيره من المخدرات، كما أن الأبناء يقتدون بآبائهم فإذا انتشرت هذه العادة بين الأجيال المتعاقبة سيكون لدينا في المستقبل مجتمع متهالك تسوده الفوضى ولا يقوم بواجباته وخدمة نفسه

 

المصدر: جامعة جازان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 260 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

903,661

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.