الأغاني محرمة، وقد نص أهل العلم
الأغاني محرمة، وقد نص أهل العلم على ذلك، وحكى بعض أهل العلم إجماع أهل العلم على ذلك، ومن أدلة ذلك قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ [لقمان:6]، قال أكثر علماء التفسير: إن المراد بذلك الأغاني، وهكذا أصوات الملاهي، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، والحر: هو الفرج الحرام يعني: الزنا، والحرير معروف محرم على الرجال، والخمر معروف محرم على الجميع وهو المسكر، والمعازف هي الأغاني وما يعزف به من آلات الملاهي.
فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة الحذر من ذلك، ولا يجوز استماع ذلك لا من إذاعة ولا من غيرها.أما الشعر العربي الذي ورد في كلام العرب أو في كلام الصحابة وكلام غيرهم، فلا بأس به إذا كان فيه شيء طيب، كالأشعار التي قالها أهل الخير أصحاب النبي ﷺ ومن بعدهم فهذه ليست داخلة في الأغاني، فالشعر بلغة العرب ولحون العرب فيما ينفع الناس كالحث على الاستقامة على الدين، والجود والكرم والعفة والبعد عما حرم الله، هذه أشعار مقبولة كما قال فيها النبي ﷺ: إن من الشعر حكمة، وكان حسان بن ثابت ينشد بحضرة النبي ﷺ وفي المسجد أيضًا يهجو المشركين، ويدعو إلى الإسلام، وهكذا غير حسان كـكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة وآخرين، وهكذا من بعد الصحابة من أهل العلم.
فالمقصود أن الشعر باللغة العربية فيما ينفع الناس هذا ليس فيه بأس وليس من الأغاني، وإنما الأغاني هي ما يكون باللحون المطربة، بلحون الرجال متشبهين بالنساء أو بلحون النساء، هذا هو الذي يضر الناس ويثير الغرائز، ويدعو إلى الفساد ولاسيما إذا كان في مدح النساء أو الخمور أو اللواط.. أو غير هذا مما حرم الله، فيجتمع بذلك الصوت المطرب مع المعنى الفاسد فيكون في هذا شر كثير، وفساد كبير، ولهذا ذكر أهل العلم تحريم ذلك ونص عليه العلماء، وبسط الكلام في ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه: (إغاثة اللهفان في مكائد الشيطان).
فيجب على المسلم والمسلمة الحذر من ذلك وعدم استماعه لا من شريط ولا من إذاعة ولا من تلفاز ولا غير ذلك حفظًا للدين، وحفظًا للمروءة، وحذرًا من أسباب الفتنة والفساد، وإذا كان مع الأغاني آلات الملاهي من الرباب وغيره من أنواع الملاهي كالطبل وكالموسيقى وكالمزمار .. وأشباه ذلك صار الإثم أعظم.
وذكر ابن الصلاح وغيره إجماع أهل العلم على تحريم ما يكون فيه اجتماع الغناء مع آلات الملاهي يكون الشر أعظم والفتنة أكبر، وإذا انفرد الغناء وحده ليس معه آلة لهو فالذي عليه جمهور أهل العلم وهو كالإجماع منهم التحريم لما فيه من الفساد، فإذا انضاف إلى ذلك آلات الملاهي من موسيقى أو مزمار أو غير ذلك من آلات الملاهي كالطبل وكالرباب وأشباه ذلك كل ذلك يجعله أشد تحريمًا وأشد فساداً نسأل الله للجميع العافية. نعم.
المقدم: اللهم آمين،
---------------------
ابن باز رحمه الله