روائع من تاريخنا الاسلامي
نبحث في فتوحات المسلمين وأسباب انتصاراتهم؛ سنجد أن القوة لم تكن عاملًا في انتشار القرآن، فقد ترك المسلمون المنهزمين أحرارًا في أديانهم، فإذا حدث أن اعتنق بعض الأقوام النصرانية الإسلام واتخذوا العربية لغة لهم فذلك لما رأوا من عدل المسلمين المنتصرين ما لم يروا مثله من سادتهم السابقين .. وقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تُفرض بالقوة، وخير دليل على ذلك أنه لما قهر النصارى مسلمي الأندلس فضّل هؤلاء القتل والطرد عن آخرهم على ترك الإسلام ..
لم ينتشر القرآن بالسيف إذن، بل انتشر بالدعوة، وبالدعوة وحدها اعتنقته حتى الشعوب التي انتصرت على المسلمين العرب كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند أن زاد عدد المسلمين فيها إلى خمسين مليون نفسًا وفي الأغلب لم يكن المسلمون العرب فيها سوى عابري سبيل من أجل التجارة، ويزداد عددهم يومًا بعد يوم مع أن الإنجليز الذين هم سادة الهند في الوقت الحاضر، يجهزون الحملات التبشيرية ويرسلونها تباعًا إلى الهند لتنصير المسلمين دون جدوى !! ولم يكن القرآن أقل انتشارًا في الصين التي لم يفتح المسلمون أي جزء منها قط، إلا أن نسبة الإسلام تتسارع فيها بشكل يدعو للدهشة حيث يزيد عدد مسلميها على عشرين مليونًا في الوقت الحاضر !!
➖➖➖➖➖➖➖
من كتاب جوستاف لوبون "حضارة العرب"
الصادر سنة 1884 م ..
قناة - لله ثم للتاريخ
؏ التليجرام'.