{ وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا }
لماذا سجل القرآن هذه الحركة لملكة سبأ !
الملكة بلقيس كشفت عن ساقيها لأنها عندما رأت القصر الذي بناه سيدنا سليمان من قوارير شفافة (زجاج) وأجرى تحته الماء، حسبته لجة أو بحراً ، بحركة عفوية كشفت عن ساقيها دون أن تشعر، وذلك لشدة الانبهار بالعمل الهندسي الرائع، فالذي لا يعرف أمره يحسب أنه ماء، ولكن الزجاج يحول بين الماشي وبينه .
والقرآن الكريم سجل لها هذه الحركة العفوية لأنها كانت ملكة 👑 محتشمة، جاءت إلى سليمان بعقلها لا بجسدها، جاءت إليه بعرضها السياسي لا بعِرضها الأخلاقي، جاءت إليه تفاوضه من قوة وليس لتغريه بأنوثتها، غابت عنها الأصول التي تؤمن بها للحظة بسبب الانبهار .. فكشفت عن ساقيها .
يقول الله تعالى : { قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (النمل - 44)
فلما قيل لها أن هذا صرح ممرد من قوارير، أدركت عظمة هذا الإنسان وقوته وقدراته، وأدركت أنها أمام نبي لا شك في ذلك، ليريها ملكاً هو أعز من ملكها، وسلطاناً هو أعظم من سلطانها، فقالت : { إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} .
في لحظة انبهار بالهندسة الرائعة كشفت لا إرادياً عن ساقها، لكنها آمنت بقية عمرها كله وحسن إسلامها .
وللأسف الشديد كثير من نسائنا كشفن عن سيقانهن في الشوارع والأسواق، والسبب هو الانبهار أيضا ، لكن بأمواج التعري القادمة من الحضارة الغربية.
خلعن الإيمان، وخلعن الحياء، وخلعن الاحتشام، وخلعن العقل والتفكير ، وسرن كالعمياوات خلف حضارة التعري والرذيلة .
ولو سألتهن لماذا ؟
لما وجدن جوابا على سؤالك سوى ان هذا شيء جميل وان هذه موضة وان هذا هو الدارج اليوم ..!!
والحقيقة التي يجب أن تقال بكل صراحة في وجوههن هي أنهن فعلن ذلك للفت الأنظار ، كل امرأة تكشف عن أجزاء من جسدها وتمشي في الشوارع هي امرأة تريد إغواء الرجال، ومن الطبيعي جدا أن يكون لهذا الفعل ردة فعل.
الأن دار اختبار والكل يرتدى ماشاء إما ساتر وإما فاضح ولكن غداً دار حساب وفيها لباسين :
الأول : { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ }
الثانى : { قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ }.
ألبسوا ما يرضي الله هنا يلبسكم ما يرضيكم هناك حيث دار الخلود.