"الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله اللهم إنى أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى فاقدره لى ويسره لى ثم بارك لى فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لى فى دينى ومعاشى وعاقبة فاصرفه عنى واصرفنى عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضنى به"

أتعجب كثيرا ممن يحفظون هذا الدعاء ويرددونه كثيرا ويلجؤون إليه إذا هموا

بفعل أمر أو احتاروا بين أمرين أيهما يختارون ، أتعجب منهم إذ يرددونه ولا يعون معناه وحتى إن فهموه لا يعملون به ولا يطبقونه خير تطبيق .

إنه دعاء الاستخارة ، دعاء عظيم أوله يمهد لك للعمل بآخره، فهو يبدأ بطلبك من الله

أن يختار لك بعلمه ويقدر لك بقدرته ، خروج من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته ، خروج من اختيارك إلي اختيار الله لك ... ألا يكون ذلك هو أعظم اختيار وخير الأقدار؟!

ثم انظر وتأمل وتفكر فى هذه الكلمة ( فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام

الغيوب) ، اسأل نفسك سؤالاً: هل الله سبحانه وتعالى يحتاج منك أن تبرر له وتذكر له سبب طلبك منه أن يختار لك؟ بالطبع ستكون الإجابة: لا وتعالي الله سبحانه وحاشاه أن يكون كذلك. إذاً ما هى الحكمة من قولك هذه الكلمات فى هذا الموضع؟ ألم تسأل نفسك مرةً هذا السؤال ؟ .. إن قولَكَ هذه الكلمات العظيمة يمهد لك أن ترضى بما سيختارُهُ اللهُ لك فربما يكون الخيرُ لك أن يبتليَكَ الله أو يمتحنَكَ بشئٍ ربما تراه بنظرتك القاصرة وعلمِك القليل صعباً عليك أو هو ما لم تكن تتمناه لنفسك .. لذا كانت تلك الكلمات تذكيراً لك أنت واعترافاً منك أنت أن الله هو العليمُ القدير وأن اختيارَه لك هو خيرُ اختيار فى الدنيا والآخرة .. وهذا هو السر الأعظم والغرض الأكبر من وراء الاستخارة ، أن تتدرب على ذلك وتؤمن به وتعيشه عملياً مرة بعد الأخرى .

إن فضل الاستخارة الأعظم والأكبر ليس فى أنك تطلب من الله أن يختار لك الله ما

هو خير لك من أمرك فى أمور الدنيا فقط ولكن إذا كنت يقظاً متدبراً متأملاً وأنت تستخير الله في أمر من أمورك ستجد فضل الاستخارة الأعظم أنك تطلب من الله أن يختار لك ما هو خير لك في الدنيا والآخرة وليس فى الدنيا فقط ، تفكر قليلا في تلك الكلمات (اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى) .

وإذ أنك تطلب من الله أن يختار لك ما هو خير لك فى الدنيا والآخرة فمن باب أولي

وأحرى أن ترضى باختيار الله لك فكم من مستخير علم أن اختيار الله له هو الأفضل والخير له فى الدنيا والآخرة ولكن ظل فى نفسه شئ تجاه هذا الاختيار ولم يرضَ به كامل الرضا ولو كان الرضا متوقفا على الاستخارة لكانت نهاية الدعاء عند كلمة ( واقدر ليَ الخير حيثُ كان ) ولما احتجت أن تقول ( ثم أرضنى به ) ولكن كانت هذه الكلمة تأكيدا على أنه ليس فقط يجب أن تطلب من الله أن يختار لك بل يجب أيضاً ترضى باختياره .

في هذه اللحظة فقط تشعر بطمأنينة وراحة عجيبة وتعرف معنى الاستخارة

الحقيقى وتمشى وأنت لا تشعر بأى نوعٍ من أنواع السخط فضلاً على أن اختياراتك تكن دوماً صائبة لأنك تعلم مسبقاً أنها يقيناً ليست من اختيارك ولكنها من اختيار الله لك .

ياااااه .... ما أحلى أن تعيش راضياً مطمئناً ... أقول لك على سر؟ لما تيجى تطلب

من ربنا حاجة بلاش تطلب حاجة بعينها لأنك لا تعرف الخير فين ولا الشر فين قول ( اللهم اقدر ليَ الخير حيث كان ثم أرضنى به) ساعتها والله هتشوف الفرق واضح وضوح الشمس فى حياتك وخلى انا مش باقول لك جرَّب لا ده عن يقين لأنك ما ينفعش تجرب مع ربنا لازم تدعى وانت على يقين ان ربنا هيستجيب.

أرجوك المرة اللى جاية وانت بتصلى استخارة استشعر كل المعاني دي وساعتها

هتقول .. أول مرة أصلى استخارة بجد.

المصدر: مصطفى رمضان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 196 مشاهدة

Media Charity

MediaCharity
مـيديا الخـير »

ابحث

تسجيل الدخول

تلفزيون مـيديا الخـير

سُنن يوم الجمعة المهجورة