من ذا يحدّث البحار عن شوقي إليكَ
فتنشطر، وأعبر إلى أرضكَ
وأنقش سفر خروج جديد على حرير الرمالْ.
من ذا يخبر الرّعد في حوريبَ عن صوتكَ
فيصمت، وأسمع همسكَ
وأنشد لحن حضوركَ لتبتهج التّلالْ.
من ذا ينبئُ طبريّا عن وقع خطواتكَ
فتجذل، وأرمي درّها تحت أقدامكَ
وأحوّل خرير الماء إلى ابتهالْ.
من ذا يعلمُ صور وصيدا عن قدومكَ
فتدفن أصنامها، وأعبّ دفء نوركَ
وأحيك منه السّنا للمأسورين في الظّلالْ.
من ذا يعلن السّماء عن قدسكَ
فتنفتح أبواب مجدكَ وتضمّني إليكَ
وأحفر اسمي على ألواح من ذهب زلالْ.
ليس في الأرض من يخبر إلّا انا
ليس في السّماء من ينبئ إلّا أنتَ
وبين الأنا والأنتَ يتشامخ بهاء الحبِّ
ويعلن الأنا أنتَ والأنت أنا.
ساحة النقاش