2/3.6
كالتّفاحة في أشجار الغابة
حبيبي بين البنين.
في ظلّه اشتهيت فجلست،
وثمره حلو في حلقي.
أدخلني ببيت خمره،
ورايته عليّ المحبّة.
أسندوني بأقراص الزّبيب
أعينوني بعصير التّفاح،
فأنا مريضة من الحبّ.
ليت شماله تحت رأسي
ويمينه تعانقني.
العبادة في المسيحيّة تتخطّى الخضوع للرّبّ، لتصبح علاقة حميميّة ووثيقة. والنّفس المؤمنة هي النّفس العاشقة للرّبّ والسّيّد، فهو المحبوب الوحيد الّذي لأجله تُبذل الّذات، وله تنقاد الأشواق. لا تجد سلام القلب إلّا في ظلاله، ولا ترتاح إلّا في كنفه. طعامها كلامه المحيي، وحبّه هو القوت الباقي للحياة الأبديّة.
قال الرّبّ: أنا هو الرّبّ إلهك، لا يكن لك إله غيري. لا بدّ أنّه علينا عبادة الله فقط ولا نجعلنّ من أي صنم في هذا العالم بديلاً له. ولكنّ الرّبّ متيّم بنا ويريدنا أن نحبّه وحده، ويبقى أميناً لهذا الحبّ وإن لم نكن أمناء. إنّه الحبّ الحقيقيّ والمطلق، الّذي يروي ظمأ النّفس ويرتفع بها نحو الأعالي حيث تهيم حرّة في سماء المحبّة.
يجب أن لا نعبد الله خوفاً، كما يجب أن لا نعبده طمعاً، بل علينا أن نرتبط به، ونخلق علاقة حميمة فيصبح هو المعبود والمحبوب، فلا يفصلنا عنه بعد شيء، لا سيف ولا شدّة ولا خطر، لا علوّ ولا عمق، لا حياة ولا ممات... هو المحبوب السّاكن في أعماق النّفس، ويصبح وإيّاها واحداً.
ومتى سكنتُ المحبوب وسكنني ابتهل إليه قائلة:
"مرضت نفسي يا سيّد، فحبّك يعصف بي، ويفتك في الجسد والرّوح
ضع شمالك تحت رأسي، وبيمينك عانقني
واحملني في قلبك، لأستريح...
ساحة النقاش