جمال الحياة حبيب وصديق، الأوّل يجمّل الذّات والثّاني يكتشف جمالها. والحبيب إذ ما أعتق النّفس من شوائبها أدخلها سرّ الجمال العظيم، والصّديق إذا ما اكتشف جمالها أظهره بصدق وإخلاص.
الحبيب يجمّل النّفس بعذوبة الحضور وفيض الحبّ بسخاء، فيمسي حضوره أشبه بالوحي، يلهم العقل وينقّي الرّوح، فيظهر الجمال للعلن ويُسحَر به كلّ معاين له. وهو الأنا المستترة الّتي تنقص لينموَ المحبوب. والصّديق وباكتشافه الجمال يستفزّ كلّ قدرات النّفس ليصقلها ويزيدها جمالاً. إنّه القادر على رؤية ما لا تراه النّفس وهو الدّاعم والمشجّع لها ومصدر تحدٍّ لها في إبراز كلّ قدراتها الجماليّة.
إن منحك الوجود حبيباً وصديقاً فاعلم أنّك ولجت أسرار الكون العظيمة، الحبّ والخير والجمال.
لي حبيب إذا ما تامّلته
منحني سرّ الجمال
لي صديق إذا ما اعتمدت حكمته
زاد جمالي جمالاً
ساحة النقاش