لمّا آن أوان الورد، وأعلن الملاك قدوم الحبّ في مجده العظيم، ضممتكِ إلى قلبي، أصلّي حبّي الكبير. ارتبكت الشّفاه واضطرب القلب، واختلج في الأحشاء، وإذا بكلّ ذرّة من الكيان تنشد الفرح القدسيّ، وتهلّل اتّحاد اللّيل بالنّهار. فلا يعود يعاين إلّا النّور المتدفّق من ينبوع الحبّ الأزليّ.
والتفتّ إليكِ يا ذاتي الحبيبة، وإذا بك انتفيتِ في أعماقي، تبدّدين الشّجن، وتنثرين البخور في حنايا الرّوح وتصلّي فيّ بأناة لا توصف. تجاهرين بحبّك وتبدّلين خابيتي العتيقة بقدس أقداس تدخلينه مرة واحدة تخشعين فيه وتحتوينه.
هل أقول بعدُ، تعالي يا ذاتي الحبيبة واسكنيني، وأنت مكثت أبداً في الجسد والرّوح؟ هل اقول أحتاجك وقد أصبحت ملء الكيان، هل أقول أحبّك وقد ظلّل حبّك كوني الرّحب؟
يا من رأيتني وحدك كاملة بدون عيب، كما اختارني الحبّ قبل إنشاء العالم، وقرأتني حروفاً مقدّسة، وكتبتني بندى السّماء على صفحات التّاريخ، أنشودة حبّ سرمديّ، ينفي وجود المكان، ويقصي حدود الزّمان.
ساحة النقاش