لم أحبّكِ يا ذاتي يوماً، ولم أكرهكِ، وهذه خطيئتي العظيمة الّتي ارتكبتها في حقّ من كان الأولى بحبّي. حرمتكِ من مشاعر مضطرمة ومن أخرى بليدة، خاملة، وأهلكتك بلامبالاة قاتلة، أقصتني عنكِ.
تقدّم عليك كلّ معوز للمحبّة، ومضى العمر وأنا أحسب أنّي أعتني بما هو الأهمّ، وسلوت عنكِ يا من أنتِ الأحرى بالاهتمام والحبّ. ارتحلت عنكِ فتغرّب جمالي وتشتّت عطري، وغرقت في ثبات السّنين. ولمّا أينع نضجي، وهممت أتلذّذ ثماره، وعظني قائلاً: " لا يُستمرأُ الأُكل إلّا من جذور الّذات المحتجبة في دواخل الأنا. فذوقي وانظري ما أطيب ذاتكِ الأخرى واعشقي رونق جمالها فتتجمّلي، واسمعي صمتها البيّن فيبتهج إصغاؤكِ بشدو أسرار الأرواح المنصهرة."
ساحة النقاش