لي حبيبٌ ، بعطره الزّهرُ
يسكرُ ... وينحني
أمام رونق العبقِ
لي حبيبٌ ، رحيقه النّحلُ
يشتهي ... ويرتوي
من طيب العسلِ
في صوته يرنّ الصّمتُ
يتأمّل ... ويبكي
زمن الضجيج الواهمِ .
لي حبيبٌ ، في يمّ الاحلام يسافرُ
يهيمُ ... ويرتمي
في حضن الحنين الأزرقِ
حنان الأنغام يرتّلُ
يطربُ ... وينتشي
وسحر الألحان يغنّي.
لي حبيبٌ ، نفناف السّماء طهرهُ
يذوب ... ويهتدي
إلى ينابيع الحبّ الخالدِ .
عيناهُ،
طيران يغرّدانِ
شعاع الفجر الوهّاجِ
يرسمان خيوط الشمسِ
يبدعان نقاء الضيّاءِ
عيناهُ،
نمنمةُ الخالق المبدعِ
زخرفةُ فنّان حالمِ
رؤى شاعرٍ ملهَمِ
حبيبي ، في عالم الفناء يبحثُ
عن قصيدة الكمالِ .
يسمو ...
وإلى حرم الخلود ، يرتقي
أناشيد الملائكة يحيكُ
يرنمّها قصائدَ ... لي
فيندثر التّاريخ وينتهي
ليولد الازلُ
ويتربّعَ على عرش الأبدِ .
يا حبيباً ، سويداء القلب مسكنهُ
وفي حنايا الرّوحِ
معبد صلاته ، ومخدعهُ
لك الحبيب ، العين تفيضُ
دموع الألمِ ...
دموع العشق الأخضرِ
تنساب رقراقة وتنسكبُ
امام سحر الهيامِ
امام حرقة الوجدانِ
عبراتُ الشّوق لك ، تكرّسُ
مدى الزمانِ...
رحلة الألم السّعيدِ .
تتقاطرُ...
سنابل الحبّ تسقي
يكبرُ الحبُّ ، يتعاظمُ
ويحيا في ظلال الأرزِ
من غصنه العرش يصنعُ
من مجده الخلود يبني
أمامك ، محبوبي
أذيب العمر أشعارا
لأجلك ، رفيقي
أمنح الكون حنانا
أوقد لهيب ناري
أشعل السّماء أنوارا
اسكب عصارة دمي
وأروي عطاش الحب خمرا
حبيبٌ،
إلى وحدة الرّوح،نتوق
نتلهّف ... ونكتوي
بنار العليّقةِ ...
يلتحمُ الكيانُ
يحترقُ ...
ومن دواء السّقمِ
يطيّبُ
جروح الأيّام الغابرةِ
حبيبُ،
ما أقسى فجاآت الزّمان الأزورِ
ما أعسر طريق الجلجلةِ
معاً ... نحو مجد الحبّ نسيرُ
ونخشع في معبده الأزلي
يا من عيناه طيران يغرّدانِ
في قصائد الشعراءِ
في أسارير الأطفالِ
وفوق ربى الموتِ .
أيّها الروح القدسيُّ
يا من يهبّ حيث يشاءُ
احملني الى المحبوبِ
الى الأحضان الدّافئةِ
أيّها المعزّي الجليلُ
يا من جراحات الرّوح تبلسمُ
انثرني في بستانه العطرِ
ألوذُ ...
في سحر العبق الغنّاءِ
يا نجومُ
اسهري ...
على طفلي الحزين ، المتألّمِ
يا سماءُ
داعبي ...
جفون الحبيب الغالي
يا بحرُ
كن مهد الحنانِ
فيغفو الحبيب ، غفو الملاكِ
يا طيورُ
لملمي ...
بذور الحبّ من قلبي
واغرسيها في قلبهِ
ومع نيسان عودي
وبشّري ،
مريضة الحبِّ
بانتهاء الزّمانِ
وانتفاء الأمكنةِ .
ساحة النقاش