ليس ابن زريق هو الشاعر الوحيد الذي نجهل حياته. فهناك كثيرون مجيدون من الشعراء لا نعرف من أمرهم شيئا، على الرغم من أن لهم قصائد تشهد بأن لهم أفئدة تنبض بالشاعرية المبدعة. ومن يدري فقد يأتي يوم يعثر فيه الباحثون على هؤلاء الشعراء فترتوي غلة من يبحث عن مثل هؤلاء الشعراء المظلومين..
وهل توجد ظلامة أكبر من أن يبرز شاعر موهوب فتنتشر بعض آثاره بين الناس، تحرك النفوس ومع ذلك كله ينغمس هذا الشاعر في غياهب ظلمات الضياع؟ فإن من المعروف في عالم الفكر والأدب أن الخلود من أهم العوامل التي تدفع الفنانيين بصورة عامة أن يفنوا حياتهم في إبراز آثارهم ولو كلفهم ذلك ما كلفهم من التضحيات، وقد يكون من الخير أن أورد مثالا آخر مشابها لما أشرت إليه من ضياع شاعر يستحق أن يكون مصدر إشعاع بين الناس، وهو الشاعر الذي يقول:
صاح في العاشقين : يا لكنانه" رشأ في القلوب منه كنانه
بدوي بدت طلائع لحظيه فكانت فتاكة فتانه
فقد روى أن سبعين شاعرا ادعوا نظم هذه القصيدة:
كذلك يقال عن شاعر اليتيمة التي مطلعها:
هل بالطول لسائل رد أم هل لها بتكلم عهد
لهفي على دعد وما خلقت إلا لحر تلهفي دعد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 191 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2012 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

379,536