د. محمد ناصر .

  حركة – فتح -  العودة إلى روح التجدد والانبعاث والاستمرار
<!--


تدخل حركة فتح شرخ الشباب ، غير محملة مثلما كانت ، كل معطى البداية والريادة ، فهي أول من أطلق الرصاصة الأولى مع فجر الأول من كانون الثاني عام 1965 ، وهي التي أعطت من بين صفوفها أول أسير – محمود حجازي وأول شهيد أحمد موسى ، وأول أسيرة – فاطمة البرماوي والشهداء القادة المؤسسين ... بل أن فخر الريادة يتجسد بكونها صاحبة فكر وممارسة حرب الشعب طويلة الأمد. ولهذا غالطت الكل ليلة 21/3/1968 ، مفهوماً وقراءة ، وقررت ضرورة مواجهة جحافل القوات الصهيونية المتقدمة نحو الأغوار عموماً والكرامة خصوصاً ، غالطت الجميع ولكن من موقع العارف للقوانين الخاصة لحرب الشعب في بلادنا وبين صفوف أمتنا العربية الإسلامية ، التواقة في ذلك الوقت العصيب والصعب بعد نكسة حزيران 1967 وهزيمة الجيوش العربية ، إلى قتال وشهادة وفداء . يرد الروح إلى الجسد، ونقل الحال إلى وضع جديد. فريادة فتح انطلقت من هذه الضرورة القومية والوطنية من جهة، ومن تجسيد الرؤى والأفكار تجسيداً ميدانياً حياً عبر الرجال المقاتلين، لا المتقاعسين والموظفين، وعبر الأفكار الواضحة والمفهومة من أوسع قطاعات الجماهير من جهة أخرى. لا الأفكار والمفاهيم التي تتنصل من استكمال طريق مقاومة الشعب الفلسطيني وثوراته المستمرة عبر تاريخه.


   انطلقت من هذه الأفكار والرؤى التي كان لها الدور الحاسم في الحفاظ على فتح قائدة، وقادرة، على إحداث الفعل، والأهم أنه جعلها شابة على الدوام، بقدرتها على صنع الحدث والالتحام المستمر بأحلام وتطلعات الشعب الفلسطيني في كل البلاد. وبهذه الروح الفتحاوية والتي عبرت عن ذاتها منذ انطلاقتها ، استمرت تقود الشعب الفلسطيني   .

 

   وهذا الموقع التاريخي لفتح والذي جسدته بعطاء آلالف الكوادر الشهداء ، وبحشد من قادتها التاريخيين في موقع اللجنة المركزية ، هذا الموقع التاريخي ذاته لم يدفع القائمين على هذا المؤتمر الأخير لفتح ، لأن يقرأ أعضائه معاً بعض الأفكار التالية والنابعة من التجربة والأفق المستقبلي الذي سعت له فتح كقائدة لنضال الشعب العربي الفلسطيني : 


  وفي رأس الملاحظات، هو بدايات فتح التي كانت في ظل ظروف إقليمية ودولية غير ملائمة، على أقل تقدير. وكم حمل المشوار الطويل والدامي من ظروف غير ملائمة ، ولكن فتح استطاعت وبالاستناد إلى مناضليها وشعبها وأمتها ، أن تواجه ، كل مرة ، تلك الظروف غير الملائمة ، فارضة حقائق أخرى ووقائع جديدة بالتضحيات والشهداء والعطاء .فالظروف غير الملائمة في يقين حركة فتح كانت دائماً ، ليست قوانين أبدية لا تتغير . بل أن فعل التغيير ممكن، وإن كان يحتاج دائماً للخطوة الأولى والمتبوعة بعشرات وآلاف الخطى .إن إدراك هذا القانون الذي أكدته ومارسته حركة فتح ، كان يجب أن يظهر في المؤتمر السادس وفي هذا الوقت ، أكثر من ضروري ونحن نرى إصرار الاحتلال الصهيوني على مواجهة الشعب الفلسطيني فقط بقوة السلاح والعنف والقتل اليومي ناهيك عن التشريد والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الأبدية .


  ونرى حليفه الاستراتيجي في واشنطن ، أكثر التصاقاً بالمشروع الصهيوني وتغافلاً عن دفع عملية السلام المزعومة . إلى جانب التغافل عن مشروع السلام الفلسطيني العربي الذي شكل فرصة تاريخية لتسوية الصراع على حساب الشعب الفلسطيني وضاع في أرشيف الخارجية الأمريكية ، من خلال السعي المستمر لتلبية رغائب ورغبات الاحتلال الصهيوني ومشاريعه التي لا هدف لها إلا بقاء وإدامة الاحتلال . 
ولهذا نقول إن تسلح الفتحويين بتلك المعرفة التاريخية ، يظل أحدى شروط التواصل والنجاح ، وهذا ما غفل عنه المؤتمر ؟ .

   وللنقطة السابقة ظلال تترك مداها على النقطة ألاحقة ، مع إجبار دخول أعضائها المنتفعين من مرحلة ما بعد المؤتمر السادس إلى رحاب الكون الجديد ، وعصر جديد ، لا يزال يتشكل ويتكون على صعيد مفهوم النضال الفلسطيني ، وبحجة اليد الممدودة للسلام كطريق أحادي وواحد المسار والفكر ، وسياسة إحراج العدو ستهب رياحها على العالم الغربي وستفتح الأفاق أمام الشعب الفلسطيني بالوصول إلى حقوقه المشروعة ؟!! . ولكن الفتحاويين لم يروا هذا العالم الغربي وحتى العربي يتحول باتجاه إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه ، ولا إعادة قراءة هذا العالم للتحول الفكري الفتحاوي والسلطوي ، أدى بالتقدم بالقضية الفلسطينية أو ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني للتوقف بتهويد الأراضي الفلسطينية بعد مرور ما  يزيد عن ثمانية عشرة عاماً من أتفاق أوسلو كمرحلة على طريق إحقاق ، حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة . 


  لم يستطيع أصحاب نهج طريق التسوية، كطريق وحيد لإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، أن يتقدموا إلا اليسير بقضية الشعب الفلسطيني إلى بعض المنابر الدولية، ولم يستطيعوا جعل العالم الغربي أن يقرأ غير عالمه ومفاهيمه ومصالحه ؟ . ولم يستطيعوا أن يغلقوا المنافذ التي يتسرب منها عدونا وبنشاط كما يفعل الأن على كل الساحات ناهيكم من الساحات العربية والإسلامية التي باتت مشرعة أمامه. وإن كانت ملاحظة يجب أن تقال. 


    والملحوظة التالية تتعلق بمدى اتساع حدة القمع والقوة التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني حيال الشعب الفلسطيني بكل فئاته، فمن الاغتيالات إلى التشريد وزرع الحواجز وسياسة الأرض المحروقة كما حصل في مخيم جنين وغزة. ولا ندري هل هذا مصادفة أم جزء من عملية ترويض الشعب الفلسطيني وإخضاعه. 


    كل ذلك يدعو الأخوة في فتح وهي تدخل مرحلة ما بعد المؤتمر السادس لها .  وكاستباق منهم لحدث جماهيري سيضاعف من لهيب المقاومة وبشتى الوسائل ، أن يفصلوا سياق عمل السلطة الفلسطينية ، عن سياق أجندتهم وفكرهم التاريخي ، وأن يفكروا في فكر وسلوك الصهاينة . فكل الاتجاهات تدلل على الاتجاهات العدوانية الحقيقة للكيان الصهيوني ، وتدلل أكثر على أن مشروع التسوية ، ليس إلا مراوغة وذراً للرماد في العيون ، يهدف إلى كسب الوقت في خياره الخفي ضد الشعب الفلسطيني ، وما طرح يهودية الدولة الصهيونية إلا تشويش على مبادرة السلام العربية وكل أطروحات السلام المقدمة وهي خير دليل على ذلك . 


     إن ما تقدم ليس من باب التهويل أو المزايدة ، فلقد تعود الفتحاويون دائماً ، على رؤية الحقائق كما هي في الواقع ، لا كما يفعل الآخرون الذين يسقطون رغباتهم على الواقع فيلوون عنقها لتتناسب وما يحلمون !!! والمطلوب هو معرفة ما أنجزه كل فرد فتحاوي وما يستطيع إنجازه في هذه المرحلة ، لأن المرحلة لا تحتمل التردد والضياع والأسف ، ففي يدي الشعب الفلسطيني الذي كان هو البطل دائماً العطاء لمن يصدقه العهد ويقدم التضحيات الجسام . ولقد تعودنا أن نرى الفتحاوي مبدعاً بتفجير أشكال الكفاح التي تلاءم كل زمن ومرحلة معطاة ، بالتفاف الشعب الفلسطيني الواسع حول طلائع كفاحه الوطني .


    وهنا ما علينا إلا أن نحيي الفتحاويون في كل مكان – يحيون أرواح الشهداء البررة ، الذين يمثلون عطاء وكفاح الشعب الفلسطيني وكفاحه . وعلى الفتحاويون أن يدركون أن العمل لا زال كثيراً في وسط الشعب الفلسطيني وفي وسط الآمة كل الآمة ، لأنهم يخوضون معاً غمار صراع حضاري تاريخي ، لا بد أن توظف فيه كل الجهود والطاقات ، وفتح التي فجرت المسيرة .. عطاءاً وتضحيات وانتصارات ، أعتقد أن أعضائها الشرفاء والمخلصين والمثابرين القابضين على الجمر سيظلون على العهد الأول للانطلاقة والوعد بالاستمرار بالمسيرة بشتى الوسائل لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة . 
<!--


حول منظمة التحرير الفلسطينية .
بعد أن تعرض تراث م. ت . ف . للتبديد، وتم تعطيل وتجميد أطرها منذ دخول اتفاقية أوسلو مرحلة التنفيذ بعد عودة فلسطينيو المنظمة إلى داخل الضفة الفلسطينية وقطاع غزة. فمنذ ذاك الوقت تم التعاطي مع السلطة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاقية أوسلو كبديل لم . ت . ف .، تمثيلاً ومرجعية ودوراً وكان ذلك حينما رأى الذين يقفون من الفلسطينيين أن هذا الاتفاق سوف يفتح الآفاق وسيمضي الفلسطينيون في مسار أخر بعدما أصبحت المقاومة والعسكرة عبئاً وثقلاً ومن الماضي ، ويجب تخطي حقبة الثورة من أجل حقبة الدولة .
ولذلك كان لا بد من التضحية بمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار جامع وقائد ومرجعية للشعب الفلسطيني ، لحساب السلطة الفلسطينية التي دفع بها كإطار – سلطوي - تعمل كإطار دولة .


ومن هنا كان الخطأ الفادح الذي ارتكبه الموقعون على اتفاقية أوسلو من الفلسطينيين والذين سارعوا نحو إطار الدولة كمرجعية فلسطينية ومصادرة دور م . ت . ف . كمرجعية سياسية ووطنية . وتناسى هؤلاء بأن م. ت. ف. هي الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني كافة ، وهي الإطار الذي ناضل من أجله كل القوى السياسية الوطنية الفلسطينية ليكون مؤسسة تمثيلية للفلسطينيين جميعهم إن كان في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والقدس وفي داخل المناطق الفلسطينية من الثمان وأربعين ، وفي سائر مناطق اللجوء والشتات . 


وإذا كان تعطيل م. ت. ف. وشلّ مؤسساتها وجعلها جزء من السلطة الفلسطينية، وما حصل من تصفية للدائرة السياسية لم.ت . ف. وتحويل إشرافها على السفارات والممثليات الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية ، بل مصادرة دور رئيس الدائرة السياسية ، وكوزير لدولة فلسطين – المعلن عنها في دورة المجلس الوطني بالجزائر ( نوفمبر 1988 ) ، وهنا لا بد أن نسأل ونستغرب ، من تصفية مرجعية الدائرة السياسية في مجال الدبلوماسية الفلسطينية ، بغض النظر عمن يرأسه هذه الدائرة . بدلاً عن قبول مبدأ استقلال الدائرة السياسية عن السلطة الفلسطينية، مما يضمن بذلك هامشاً لحركة م. ت. ف. في الحقل الدولي، مثلما كان سيضمن وحدة حركة فتح وما أدل على ذلك إلا هذه الأيام التي تعيشها حركة فتح والسلطة الفلسطينية والشق الحاصل في صفوف التنظيمات الفلسطينية. 


أما على صعيد حركة فتح وما تعانيه من أزمات على الرغم من انعقاد مؤتمرها السادس الذي وإن بدا للعيان أنه عمل على استقرار الأوضاع التنظيمية والسياسية داخل هذه الحركة . 


      فمن المعروف لجميع أعضاء حركة فتح أن استفحال أوضاع الأزمة الداخلية التي كانت تلمها هو من مواريث حقبة تاريخية تطور هذه الحركة ، ومن نتائج إعطاب تنظيمية وسياسية لم تجر معالجتها في حينها . وأعضاء حركة فتح يعرفون جيداً أن ترك أمر الأزمة كما كان حاله ما عاد ممكناً إلا على حساب وجود " فتح " نفسه بسبب بلوغ تلك الأزمة طور الانفجار ، لذا تداعي الكثير من أعضائها للدعوة لانعقاد مؤتمرها السادس ، حتى يعرف أعضاء هذه الحركة من هي مرجعيتهم ومن هو العنوان الذي من خلاله يتوجهون لتفعيل عضويتهم ، والمصيبة الآن ومع انعقاد المؤتمر الحركي السادس لفتح ما زال أعضاء اللجنة المركزية والأطر القيادية الأخرى كل يعمل على هواه وبحسب مصالحه ، والمجلس الثوري أصبح في معظمه فئوي وشللي ورموزه أكثرهم لا يرقون لعضوية مثل هذا المجلس ؟!! وما زال أعضاء حركة فتح إن كانوا بالداخل ام بالخارج لا يعرفون من يصنع القرار الفتحاوي .؟؟ كل ذلك بالرغم من كل المقولات عن تفعيل الأطر القيادية وأخذها للدور المناط بها لتنشيط وإستمرارية القرارات  التنظيمية الصادرة .!! 
<!--

     إن أعضاء حركة فتح المناضلين والذين تعايشوا مع البندقية ومارسوا العمل التنظيمي الأصيل، لا شك أنهم تحملوا معاناة " فتح " وهي بالنسبة لهم أصبحت معاناة شخصية مضاعفة. وليس ذلك لأنهم أعضاء في هذه الحركة العملاقة فقط ، بل لعلمهم بأن "فتح " هو العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية في مختلف محطاتها منذ  سبعة وأربعين عام ، وأن ما يصيبها إنما يصيب الحركة الوطنية برمتها .


فمن نافل القول إنها الهيكل العظمي للسلطة وجهازها العصبي والحركي ، وأن أي أثر تحدثه التطورات في تماسك " فتح " يرتد بأسوأ العواقب على مجمل أوضاع السلطة .


فالملاحظ أن ما شهدته " فتح " وما زالت تشهده ليس مجرد تنازع في الرأي الداخلي، وليس مجرد منافسة مشروعة على حيازة مواقع القرار فيها بين أكثر من فريق ، بل هو أكثر من ذلك ، ألا وهو استهداف حركة "فتح " مقدمة لاستهداف العمل الوطني الفلسطيني.


وهنا لا بد أن نشير بأن أياً كان في هذه الحركة المناضلة وأياً كان اتجاهه ، هو مطلوب من الصهاينة ، وأن جميع أعضائها مستهدفين ضمن استهداف إجمالي للعمل الوطني الفلسطيني برمته . 


أن ما يقلق الكثيرين من أعضاء حركة فتح المناضلين هو ما آلت إليه الأوضاع داخل فتح وتدهور الحال فيما بين صفوفها ، على الرغم من انعقاد المؤتمر السادس وما يطفوا على سطح عمل هذه الحركة من حراك داخلي أو بعض الخارجي . فالاعتقاد أن كل شرفاء ومناضلي حركة فتح من البقية الباقية المتمسكة بخيارات فتح الأولى ، يريدون إعادة الأمور إلى نصابها لحركة فتح ، فهم يقدرون ما جرى داخل حركتهم ولا يكتفون بأن تقضي الأمور بتركها ، لأنهم يرون أن هناك الكثيرون في هذه الحركة يملكون المقدرة على إدارة الأزمة التي ما زالت تلف بهذه الحركة وامتصاص آثارها السلبية وتوفير المساق المتوازن لتسوية الأمور الداخلية فيها على صعيد التنظيم أو الفعل والحراك النضالي الحركي .


    ومن نافل القول هنا أن لا يرتاح أعضاء حركة فتح إلى ما يجري فيها لأنهم بذلك يعززون دورهم ويؤكدون على أنهم ضمن المرجعية العامة ويشكلون فريقاً ضد من يزرعون الصراعات ويحاولون من خلال ذلك تمرير مشاريعهم أو الأجندة المطلوب من البعض تمريرها ؟ في هذه الحركة العظيمة التي تجسدت شعبيتها من خلال تضحيات أبنائها من شهداء وأسرى ومبعدين ومطلوبين ومغيبين ... ولا يجوز أن لا نقر بأن الكثيرين من أبناء فتح على كافة أطرهم ومواقعهم دائمي الشكوى ويأسفون لما آلت إليه طبيعة الأطر التنظيمية والثرثرة التي تضر بهذه الحركة والتي أصبحت وكأنها برنامج عمل للكثيرين إلا وهو إلصاق التهم وإصدار الأحكام الجاهزة والمبطنة فيما بين أعضاء هذه الحركة . وما أن يطرح إسم عضو أوكادر أياً كان موقعه وطبيعة عمله إلا وتكثر التهم ويبدأ التشكيك به .. وهنا يجب أن نتسائل من المستفيد ويقف وراء كل ذلك ..؟ الخ.


  والمطلوب وضع حد لكل أشكال الانتقاص أو النيل من أعضاء هذه الحركة وبالخصوص ممن ما زالوا بالخارج ولا يجوز التطاول عليهم من خلال دمجهم بأجهزة السلطة كما كان سائداً بالداخل أو دمج من هو بالخارج في أطر أجهزة منظمة التحرير الفلسطينية ، أو التقاعد الذي يؤشر على إنهاء حراك هؤلاء الأعضاء .


   ولا بد للأخ الرئيس أبا مازن  وقيادة هذه الحركة من الأستمرار بأخذ دوراً حاسماً في رفع الغطاء عن جميع من يندثرون تحت شرعيته للمساس بمقام حركة فتح ، إذا كان يريد أن يحفظ لنفسه موقع الحياد القيادي عما يجري داخل حركة فتح كي يتم نبذ المتسلقون ويفقدون ورقة الشرعية التي قد توفرها لهم "  عضويتهم "  بحركة فتح؟

 

     وما تلك اللجان التي شكلت لمعالجة أوضاع الأعضاء بعد التقاعد وقبله من قبل الرئيس أبا مازن  وعدم التقيد ببعض القرارات التي اتخذت من قبل أبا مازن  بخصوص معالجة أوضاع من بالخارج بعد التقاعد ومساواتهم بالداخل من حيث الرتبة والراتب والنظام المعمول به بالداخل ، إلا مؤشر على أن الشللية والمحسوبية والانتقام ما زال سائداً ضمن بعض المجموعات من المتنفذين الذين أولاهم  الرئيس أبا مازن   ثقته للمساعدة بترتيب ألأوضاع بالخارج ؟!!!

الأخ الرئيس أبو مازن : 
   لا شك في أن انتخابك رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبإجماع فصائلها في لجنتها التنفيذية، وجاء انتخابك رئيسا لسلطة الحكم الذاتي من قبل أكثر من نصف الشعب الفلسطيني في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة. كل ذلك يجب أن يكون قد زاد من دورك في الساحة الفلسطينية ، من فتحاويين ومن الكثير من عموم فلسطيني الداخل ، وهذا جاء في لحظة وجدانية حملها الشعور العام الفلسطيني بعد فقدان القائد الرمز أبو عمار .


   ولقد كان انتخابك أيضاً كرئيس لحركة فتح وبحسب من انتخبك على أنك الأقدر على حفظ ميراث أبو عمار ومسيرته في مشروعه الوطني الذي اغتيل من أجله أو من أجل اغتياله كمشروع . وهذا يعني أنك تتحمل مسؤولية تاريخية عظيمة ، يجب أن تأخذ منك ولا تعطيك ، وأن هذه المسؤولية التي أولاها إياك من أنتخبك هي رأس مال ثمين قابل للتوظيف السياسي من أجل استكمال المشروع الوطني الفلسطيني الذي أرساه أبو عمار . 
<!--


    والآن السيد الرئيس أبا مازن، الشعب الفلسطيني وأعضاء حركة فتح يسألونك، ماذا فعلت بذلك الرأسمال ؟ وأين وصل الأمر بالمشروع الوطني الفلسطيني ؟ وما هي إجاباتك المنتظرة من قبل من انتخبك وحملك بصوته إلى الرئاسة إن كانت للشعب الفلسطيني، أو لحركة فتح ؟

    ومن نافل القول وبعد أن وضعت كل المسؤوليات الأولى للأطر الممثلة للشعب الفلسطيني بين يديك ، هناك الكثير من الأسئلة التي تنتظر إجابات واضحة ولكن هنا فقط نريد أن تجيب على سؤال واحد فقط ، ألا وهو ما هو برنامجك السياسي ؟ وليس المقصود برنامج م. ت. ف . ، حق تقرير المصير وإقامة الدولة وعودة اللاجئين ، وإنما برنامج السلطة المشدودة بكل الخيوط إلى خيار التسوية . فلقد بات الكثير من الشعب الفلسطيني يعرف أن هذا البرنامج عند الشهيد ياسر عرفات، لم يكن يستبعد اللجوء إلى خيار الكفاح المسلح وكافة أشكال النضال الشعبي والوسائل المتاحة بعد أن تبين أن التسوية والتفاوض مضيعة للوقت وطريقه أخرى لانتزاع تنازلات فلسطينية بالسياسة لم يكن ممكناً انتزاعها بالحرب . والجميع أصبح يعرف بأن هذا ما فعله الشهيد أبو عمار منذ انهارت التسوية في العام 2000، فأجاز تسليح " فتح " وقيام " تنظيمها " شهداء الأقصى " والمجموعات القتالية الأخرى، وغض النظر عن نشاط المقاومة، ورفض - تحت كل الضغوط - أن يدينها أو يصطدم بها.

 

    ولقد كان هذا البرنامج محكوما بسقف " اتفاق أوسلو " وقد أثبتت الأيام ، أنه كان يفرض على المفاوض الفلسطيني أقل بكثير عن سقف توقعاته المعتدل في تحصيل الحد الأدنى من الحقوق الوطنية ، وعلى الرغم من كل المرونة التي أبداها الشهيد ياسر عرفات أثناء المفاوضات وكل التنازلات التي قدمت خلال المفاوضات ، قد ثبت أن الشهيد عرفات كان يتجرع مكرهاً تقديم كل هذه التنازلات مكرهاً وشكلياً وايحاءً منه ، للأمريكيين والإسرائيليين ، بأنه مستعد للتفاهم والمرونة في ما هو أكثر . وآي ذلك ، والدليل على شكلية ذلك التنازل أن ياسر عرفات تمسك تمسكاً بطولياً بالثوابت الوطنية ( القدس ، اللاجئين ) ، في " مفاوضات الوضع الدائم " في " كامب ديفيد " الثانية في تموز/يوليو/2000 ولم يساوم عليها أمام ذهول كلينتون وباراك ، وهو ما يعني أن ذلك السقف السلطوي الواطئ لم يمنع ياسر عرفات من اختراقه . 
وبعد انقضاض الانتفاضة على أتفاق أوسلو في 28أيلول /سبتمبر /2000 – قدم ميتشل تقريره الذي أوصى من خلاله بمعالجة أمنية وأن المعدل الأمني في تلك المعالجة أرتفع أكثر بعد تصديق ذلك التقرير وتوصياته في " خطة تينيت " ثم في مفاوضات المبعوث الأمريكي أنطوني زيني مع القيادة الفلسطينية لتطبيق أحكام الخطة .


     وهنا برز دور ياسر عرفات ( أبو عمار) في عدم قبوله تنفيذ الشق الأمني من " تقرير ميتشل " وهي " خطة تينيت " التي قيل زوراً إنها آلية لتنفيذ التقرير! من دون أن يحصل على ثمن سياسي مُجزِ. وحين لم يحصل عليه، اعتصم بموقفه وكسب عطف شعبه.
وكما هو معروف أن الشهيد " أبا عمار " وافق على ما يسمى خارطة الطريق " لأن إسرائيل " رفضتها عملياً من خلال وضع شارون 14 تحفظاً عليها .

 

     السيد الرئيس أبا مازن ، الخيارات امامكم محدودة، ان لم تكن معدومة، والخيار الوحيد المتاح امامه هو الاعلان عن فشل المسيرة السلمية كليا، بما في ذلك حل الدولتين، والعودة الى نهج المقاومة باشكالها كافة، وتحمل كل المسؤولية عن الامرين، اي فشل رهاناته على حل الدولتين، وتبني نهج المقاومة وما يمكن ان يترتب عليه من تبعات ومخاطر شخصية او على سلطة رام الله نفسها.

   والقول ان القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية العربية الاولى، والسبب في ذلك يعود بالدرجة الاولى الى ابنائها والى قيادتهم، فهؤلاء اختاروا جميعا الخمول وعدم مقاومة الاحتلال تحت ذرائع متعددة مثل عدم ملاءمة الظرف الدولي، او انعدام الدعم العربي، او وجود حكومة اسرائيلية يمينية متغولة قد تستخدم القبضة الحديدية ضد السلطة واتباعها.

     فالخلل في موازين القوى ليس جديدا، بل هو موجود منذ بدء النكبة الفلسطينية قبل اكثر من ستين عاما، ولكنه لم يمنع من اندلاع ثورات فلسطينية مسلحة ومدنية لمقاومة المشروع الاستيطاني والتطهيري الاسرائيلي، وربما نشير الى ان المقاومة الفلسطينية المسلحة بلغت ذروتها بعد هزيمة حزيران (يونيو) عام 1967.

 

   ولا يبدو أنكم ايها الرئيس  تحتاج للذهاب الى لجنة المتابعة العربية، وعليكم ان تذهب الى الشعب الفلسطيني عبر خطاب متلفز يشرح له الموقف بكل تفاصيله، ويعترف باخطائه، ويعلن خياره الجديد، اي استئناف المقاومة بكل اشكالها، ويتعهد بعدم التراجع عن هذا الخيار وعدم العودة الى المفاوضات مطلقا مهما بلغت الضغوط من قوة وشراسة اللهم الا اذا تحققت الثوابت الفلسطينية بالكامل اي انهاء الاحتلال الاسرائيلي لكل الاراضي العربية المحتلة.



السيد الرئيس أبا مازن، من المعلوم أن الكيان الصهيوني لم تنتج أي مشروع عالمي أو إنساني، المجتمع الصهيوني في إسرائيل لم يقدم إلا مشروع مكلل بالعسكر والهاجس ألامني فقط.
إن أحلام المنتصرين هي تحقيق آمل الفلسطينيين في فلسطين وليس في جزء منها . ومن يراهن على الجزئيات في فلسطين يجب أن يقال له أن فلسطين ليست ( فلس – أو – طين ) بل وطن تاريخي كنعاني عربي فلسطيني .
<!--


الاستمرارية المطلوبة.
    لا تخفي العين ، أي عين ، حجم مسافة الطريق الطويل ، الذي دشنته "فتح" وقادته طوال السنوات السبعة والأربعين الماضية ، فقد حققت كثيراً من الانجازات ، ويكفي كدلالة واضحة بارزة حجم الحضور الفلسطيني ، في ضمير العالم ، وفي هيئاته ومنظماته الدولية والإقليمية والعربية .
وعلى المستوى الكفاحي والنضالي ، فلقد أبدعت مع كل الشعب الفلسطيني ، في تطوير وسائل الكفاح واختيار النموذج الأمثل في كل مرحلة ليكون شكلاً رئيسياً للمواجهة ، وبتناغم عظيم ومتناه بين الثانوي والرئيسي في عملية كفاح متواصلة أساسها ، الاعتماد على الإنسان وحركة الجمهور من جهة ، وإبداعات المكافحين و حبهم للتضحية والعطاء والشهادة . 
وبذلك شُق معالم الطريق ، لأشكال المواجهة المثلى مع عدو استيطاني ، استعماري ، لا يكف عن العدوان والظلم والقمع ، والتوسع والطمع في بلاد العرب من النيل إلى الفرات

 . 

العامل المعنوي الحاسم. 

قالت أدبيات فتح ، بأن المعركة طويلة ، ووطنت عقول وقلوب أبناءها على مثل هذا الشكل من أشكال الحرب ، وهي بهذا القانون ، إنما أقرت وتقر بحقيقة موضوعية ، لا زال تمثيلها من الجميع يشكل المدخل المناسب لوضع إستراتيجية وتكتيك صحيحين حيال كل أمر ومسألة . ولعل هذا القانون يتخذ الآن – على ضوء فشل ما سمي بالمفاوضات واستغلال فرص إحلال السلام وعودة بعض الأراضي الفلسطينية – مصداقية أعلى وأبعادا أعمق . 

 


فالنفوس كلها ، والمناضلون جميعاً ، في أي موقع كانوا " سياسياً ، عسكرياً ،تنظيمياً وجماهيرياً " مدعوون الآن ، وأكثر من أي وقت مضى ، للالتزام بهذا القانون والعمل على هدّيه ، كفاحاً ونضالاً وعطاء فعدونا الصهيوني الذي يؤمن – وهو كذلك – بأن إقامة المستعمرات ، وسياسة القتل وخنق الآمال الفلسطينية بعدم قيام كيان فلسطيني مستقل تعادل قيام الكيان الصهيوني فوق الأرض الفلسطينية المغتصبة ، تتجدد لديه من دوره القديم ، كحاملة طائرات أو كمين متقدم للمصالح الأمريكية في المنطقة . 


وخاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية ، تبذل جهوداً خارقة للحفاظ على وضعها كدولة عظمى رقم "1" وهو ما يجافي الحقائق الاقتصادية التي تميل لصالح ألمانيا / أوروبا واليابان والصين ، وكذلك تعدد المراكز الكونية ، بحيث تكون أمريكا مركزاً من بين الخمس أو الست مراكز دولية محتملة .

وحتى تتبلور هذه الحقائق فستنحو أمريكا إلى تطوير إمكانيات الكيان الصهيوني ومنحة الضوء الأخضر ، لعمليات عدوانية ، وسياسة التهديد وفرض أمر الواقع على المنطقة العربية ، وإدارة ظهره لطروحات السلام ، لأن هذا الدور يخدم حقيقة موضوعية تعرفها أمريكا جيداً ، وهي إن من يملك السيطرة على بلاد العرب والمسلمين ، إنما تحسم لصالحه السيادة الإقليمية .
وهذا التناغم المصلحي ، والالتقاء بالأهداف الإستراتيجية هو الأصل والفرع ، في الماضي واراهن والمستقبل ، والذي على أساسه وانسجاماً مع تحليلنا المستمر له ، نرى أن تكون فتح ملزمة بالتمسك الحازم بقاعدة طول المعركة ، والنفس الطويل في المواجهة

 . 

روح فتح والكفاح على مستوى الآمة .

قالت فتح، بأن من سمات الثورة والحركة معاً، بأنها " فلسطينية الوجه، عربية العمق، عالمية الامتداد ". وهي كانت ويجب أن تستمر عبر هذا الشعار تقدم رؤية وتفصيلاً لأبعاد ومعاني المعركة الحضارية التي خاضتها. بل أنه وبعد   سبعة وأربعين عاماً ، من خوض الثورة ، نقول صحة القانون ، قد ثبتت وتؤيدها وقائع الماضي وإن تضعضعت في الوقائع الراهنة ؟!! .

وما تصريحات قادة الكيان الصهيوني حول يهودية الدولة، وتلك المتعلقة بحدود الدولة الفلسطينية المؤقتة، واستمرار القول بالأحتفاظ بمنطقة الأغوار و بناء المستعمرات فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 باسم العودة إلى أرض الأجداد التي احتلت قبل ثلاثة ألاف عام من قبل العرب ؟!، وتبادل الأراضي ، ناهيك بتصريحات الرئيس السابق لأركان جيش بني صهيون إشكينازي وخططه الحربية ، وضرورة تجهيز سلاح قادر على ضرب من المحيط الأطلسي إلى تركيا وإيران وباكستان .. " لاحظوا الطبيعة الإسلامية للمناطق المتحدث عنها " أما الجانب العملي ، وهو الحري أكثر من غيره في تقديرات الموقف، فنرى بأن العمل على زرع واستمرار الانقسام الفلسطيني ما زال الشغل الشاغل لقادة الكيان الصهيوني ، والعبث بالأمن بالأمن الفلسطيني من خلال عمليات الاغتيال التي تحصل وبشكل دائم ، وإقامة الحواجز وللضغط على الفلسطيني معنوياً ومعيشياً .


ولا ننسى الترسانة التي تقوم على الأمور التالية: 

1- سلاح جوي متفوق، " الضرب في عمق الخصم ".
2-
سلاح بري / ميكانيكي سريع الحركة ، " الانتقال إلى أرض الخصم " .
3-
سلاح نووي، " بهدف لعب دور مركزي إقليمي ".
4-
سلاح الصواريخ البلاستيكية ، " في مواجهة الصواريخ العربية " .
5-
الغزو الاقتصادي، والعمل على زرع التفرقة بين العرب.
6- أجهزة أمنية متطورة ومتنوعة .


وتتاطر هذه الأنواع من الأسلحة " الدور " في رعاية تقنية علمية ومادية من جانب الولايات المتحدة " تقوم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني حالياً بتجارب مستمرة لإنتاج نوع من القذائف المضادة للصواريخ بهدف إسقاطها في أرض الخصم " إلى جانب ما تقدمه الولايات المتحدة من أسرار العسكرية العربية والمعلومات الأمنية للكيان الصهيوني ، وكذلك العمل بمختلف أشكال الضغط لمنع أو تحجيم التطور التقني والعسكري العربي والأمثلة في هذا المجال أكثر من أن تحصى .


وما الذي يمكن استنتاجه:
1- - إن الكيان الصهيوني يعد حربه ومعاركه على أساس كلي ضد الأمة العربية جميعها . وما تركيزه في مرحلة ما ، على هذا القطر أو ذاك ، إلا نتيجة للوضع الدولي ، في الوقت الذي يتعامل فيه مع نتائج الحرب إقليمياً كلياً / نتائج حرب حزيران 1967 م ، وحرب تشرين 1973 ، والحرب على لبنان عام 1982 ، والحرب الذي خاضها على الأراضي اللبنانية عام 2006 في الجنوب اللبناني وحرب إبادة الشعب الفلسطيني على غزة في 2007/2008. 
2- - التحالف الإسرائيلي / الغربي في جوهره تحالف حضاري ضد المنطقة العربية عموماً وما التغيير من هذا المركز الدولي وإلى مركز دولي جديد ، إلا تأكيداً للتحالف ، وأهدافه المستمرة ضد المنطقة بأبعادها الحضارية . 

على ضوء الاستنتاجين الخاصين بالتحالف الغربي / الإسرائيلي من جهة ، وكون الشعب الفلسطيني ، محدود العدد أو أنه جزء من أمة عربية من جهة أخرى ، يصبح القانون الفتحاوي حول طبيعة المعركة " فلسطينية الوجه ، عربية العمق ، وعالمية الامتداد " .

كما أن التجربة العملية للثورة الفلسطينية في سنواتها  السبعة والأربعون ، أكدت وبما لا يدع مجالاً للشك ، مدى العمق والارتباط المستمر بين ما هو قومي عروبي وما هو وطني على مستوى هذا الإقليم أو ذاك . 
فالفلسطيني لا يستطيع موضوعياً إلا أن يكون قومياً حتى العمق، لأن طبيعة الموقع والمعركة والأهداف، وحتى متطلبات المعركة، تجعل من القومي في جوهر الصورة وجوهر التصور والسلوك ويجب أن يتم إستغلال ما سمي بالربيع العربي لمصلحة الشعب الفلسطيني على كافة الأوجه ..

أفاق عمل قومي جديد

إن مستوى الأداء في العلاقة بين القطري والقومي يحتاج وأكثر من أي شيء أخر ، إلى المراجعة ، مراجعة الأساليب ومراجعة الأفكار الحقيقية التي ولدت أساليب العمل المحددة في الفترة الماضية . وبداية لا بد من الإقرار بجسامة وخصوصية هذه المسألة ، التي تطرح في ظل التجربة الإقليمية العربية القائمة ، وخصوصية هذه المسألة ، التي ، تطرح في طل التجزئة الإقليمية العربية القائمة ، خصوصاً أن كثير من دول التجزئة لا تسمح لأي عمل قومي ، أن يأخذ عمقه ومداه الماديين ، وهي في ذلك ، لا تخرج عن طبيعتها كدولة تجزئة ، بل أن الكثيرين منهم ، دفع لتكون المعادلة الفلسطينية ضمن واقع التجزئة القائم ، لأنه لا يضير ضمن الأفق الإقليمي ، أن يكون عدد الدول العربية اثنين وعشرين ، ما دامت الأفكار والسلوكيات تقوم على قانون التجزئة . 



وللثورة الفلسطينية تجربة غنية ورائعة، في السنوات الأولى للثورة، حيث ضمت قواعد الفدائيين " عندما كان الفدائي، يعني فدائي " كل الجنسيات العربية فكنت تجد الجزائري والمغربي، اليمني والسعودي، والكويتي والتونسي، الفلسطيني والأردني والعراقي، السوري واللبناني.. الخ ، جنباً إلى جنب ، موحدي الفكر والسلوك ، وموحدي الآمال والطموحات في مواجهة عدو قومي مباشر ، بل وصل الأمر في تلك السنوات إلى أن تكون هوية الفدائي هوية مرور على كل الحواجز العربية ولا يخفي أثار ذلك المناخ الصحي على تقوية عوامل الصمود وتعزيز العوامل المعنوية التي احتاجتها في تلك السنوات العصبية بعد حرب حزيران 1967 . 
<!--


نقول مثل هذه الأمور ونحن نعرف أننا قد نحمل الثورة الفلسطينية فوق أحمالها ، ولكن يشفع لنا ، بأننا نرى في هذه الثورة شعلة ثورية وكفاحية ، يظل موضوعياً من احد أهدافها الكشف عما هو جوهري وضروري لضمان عوامل ومسببات النجاح في الصراع الحضاري الطويل . لقد حققت الثورة الفلسطينية الغرض الكامل من فلسطينية الوجه وإن ما زالت الحاجة إليه قائمة ، لأن الصهيونية لا تزال تصر على نفي خصمها الفلسطيني من أرض الصراع ، ولكن هذا البعد الإيجابي يفرض على ضوء ما سبق ذكره ، إن لا يتعدى الإطار الشكلي ، وأن تفتح الصفوف مجدداً لكل المكافحين العرب ، ليكونوا كوادر وجنود وقادة في إطار الثورة الفلسطينية ، أو كما يطلق عليها الآن من قبل البعض المقاومة الفلسطينية ؟!!.

فقد دلت حرب 1982 في لبنان ، ودلت الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية ، والمقاومة الحالية الشعبية  والتي لا تزال تتواصل وإن بشكل متقطع " أو موسمي وحسب المرحلة والطلب " على أرض فلسطين ، بأن الثغرة المركزية في كل هذه الحالات كانت في غياب البعد العربي الشعبي منه والرسمي ، مثلما يشكل هذا الغياب ، سبباً مشرعاً وقائماً ، للكيان الصهيوني للاستمرار في صلفه والتفكير بحرية بقرع طبول الحرب وتوجهها في المكان الذي يريد ، وفي قمعه للشعب الفلسطيني ، ومحاولة تهجير وقتل شبابه وطمس معالم مدنه وقراه من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وزرع المستعمرات فيها . 

   إن المناضلين الفلسطينيين أو ما تبقى منهم مطالبون بأن لا يقصروا عملهم الكفاحي على الفلسطينيين فقط، بل أن يمدوا جذوة الحماس والعمل إلى العمق.
ولكن هذا لا يعني ، بأن ما نقوله أيضاً ، لا يعفي المناضلين العرب من أخذ المبادرة في هذا المجال ، ولا يجعلوا من الانقسام الفلسطيني المرحلي أو الفشل الفلسطيني الرسمي في مشروعه سبباً لعدم تقدمهم في مشاركة أخوتهم الفلسطينيين ، فالأخطار محدقة ، ولا بد من العمل والاستفادة من الدروس والعبر التي تتركها كل يوم تجربة الكفاح ووقائع وتصرفات الكيان الصهيوني . إن تعميق العمل على أساس عربي قومي شامل يظل أحد المنطلقات الأساسية والمشرعة لمواجهة المستقبل وبنائه . 

وحركة فتح التي فجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة يجب أن تستمر وبعزيمة كل شرفائها ومناضليها بالتصميم على نيل حقوق الشعب الفلسطيني لحقوقه ، فلا تراجع عنها ... حتى تتحقق تلك الأهداف التي خطتها في أدبياتها . فاعتبار وجود الاحتلال الصهيوني ذاته سبباً كافياً للاستمرار في ممارسة كل أشكال الكفاح التي شرعتها المواثيق الدولية. 


فالتجدد والانبعاث والاستمرار سيحمل معه ، أيضاً تطوراً في وسائل العنف الصهيوني ، ومناوراته المستندة إلى سياسة العصا والجزرة ، ولعل العنف والمراوغة المستخدمان بقوة منذ فترة طويلة والتي كانت ذروتها في عمليات الاغتيال للمناضلين والعنف الهستيري الذي تعرضت له غزة وما زالت ، وفي إطلاق العنان لعصابات المستوطنين لممارسة مساحة أوسع بالعنف والفلتان . 


  إن معرفة مسار عنف العدو المبرمج ، يفرض على قوى المقاومة والثورة التسلح بقوة الوحدة أكثر ثم أكثر ، وتطويرها عبر برامج كفاحية يومية ، مرنة التنفيذ وصلبة في تدمير أهداف العدو . ويمكن أن تكون أولى مراحل البرامج الكفاحية، الإضراب الشامل، ومن ثم العصيان المدني الشامل في المرحلة التالية. وهنا يكون الرد على أصحاب النظريات التي لا تؤمن سوى بالهجوم السلمي المجرد من الأدوات النضالية الأخرى ؟ ! .

<!--


   وبتداخل الأحداث الشائكة التي تمر بشعبنا الفلسطيني على أرضه ، ندعو للتصدي لها بجهد تاريخي جماعي ، متواصل ، يترك أثاره القوية على الدفع بمسار الوحدة الوطنية وإعادة تنظيم الصفوف من أجل التصدي الدائم للكيان الصهيوني والعمل على إحباط كافة المشاريع التي تصب في إجهاض المسيرة الثورية التي كان لفتح شرف إطلاقها ، ففتح هي حركة الشعب الفلسطيني ، نأمل أن تكون قد حددت رزنامة فعل وتصاعد نهجها المقاوم الثوري من خلال الاستمرار في تصعيد مفكرة الثورة ، للدلالة على اتجاه الطريق السوي مع كل قوى الشعب بمختلف التنوعات الفكرية لقواه ، وبقوة الفعل المتصاعد والواعد بدحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف ، وليس مدينة القد س فقط . وذلك هو قدر المكافحين المؤمنين بالله والنفس والمصممين بقوة وعزم على استخلاصهم لحقوقهم الوطنية .. وما نصر الله ببعيد .
<!--

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 192 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2012 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

379,535