قم والتقط هذا الحجر.
محمد ناصر الخوالده
لا تنتظر
قم والتقط هذا الحجر
فهو الخلاص ...
هو الطريق إلى الظفر
كم من شهيد ناله كف القدر
زعموا رحيله عنا , يكسر شراعات السفن
سفننا تشق طريقها
عبر الكوارث والمحن
عبر البحار الراميات
لتنتهي من الظلام العابسات
لكنه , لا ينتهي ,
باق هنا – في أرضنا , هو بيننا
متربعا سويداء القلوب مدى الزمن .
رحل الشهيد من الوطن – وإلى الوطن
رفض الوهن , نبذ الكفن
لكن
تلفع شامخا علم الوطن
متضرجا بالأحمر
متلألئا في الأبيض
متزاهيا بالأخضر
وجعلتهم يتلفعون هم السواد مدى الزمن
لا تنتظر قم والتقط هذا الحجر
فهو الخلاص
سطر لنا أقوى الملاحم والعبر
واجعل لنا من حجرك الصامد – وتر
واعزف لنا أنشودة من دمك العطر
***
يا أمه ؟
لا تذرفي أبدا دموع
لم يبق وقت للبكاء
لا للهوان – لا للخنوع
لا للسجود – لا للركوع
هيا اخلعي هذا السواد ,
وانفخي عن هذه النار الرماد
ولتطلقي زغرودة الفرح المكلل بالظفر .
أم الشهيد تمهلي , فشهيدنا آتٍ لنا
رحل الشهيد ولم يمت
باق هنا أبد الأبد
نيراننا لن تنطفئ
نبراسنا قد أتقد
طفل الحجارة قد صمد
فتصَّبري
وتمهلي
لا تجزعي
وليكن الزاد الجلد
ولتعلمي انك بِذا , أعطيتنا
أغلى هدية للبلد
***
لا تنتظر قم والتقط هذا الحجر
فهو الخلاص
هو السبيل إلى الظفر .
ساحة النقاش