بين السياسي والثقافي
________________________________________
بين السياسي والثقافي علاقة وحدة وصراع وتشابك ، والسياسي يقود إلى الثقافي في كثير من الأحيان مثلما يولد الثقافي أسئلة في أحشاء السياسي ، وفي الحاضر حيث الثقافي يدقق في معطى العصر ، فأنه يطرح أسئلته الكثيرة على السياسي العربي ، كيف ، ولماذا ، ومن ؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تستدعيها سخونة الحدث الدولي والمحلي الراهن .
كثير من الندوات ، وكثير من المقالات ، وكثير من الكلام ، والناس يقرءون ويتابعون يفهمون وينظرون حولهم فلا يجدون متغيرا أو رابطا في بلادهم بين السياسي ، صاحب القرار وبين الثقافي الذي يقول ما يريدونه ويطرح مشاكلهم وهمومهم ، وحالتهم في عصر يتغير .
فحسب المنطق الثقافي ، يدخل في السياسي ، ولكن حسب الواقع في بلادنا العربية فالفضل سيد الموقف وسيد الحالة ، وهنا المفارقة .
رغم ذلك لا يكف الثقافي عن الدخول في أسئلته اليومية ومقالته الملتهبة ويواصل
حواراته ، لأن الثقافي في بلادنا العربية ، أو جزء كبير منه على الأقل ، ربط علاقته مع الناس أكثر مما هي مع السياسي بمعنى السلطوي .
ومن ضمن هذا المدخل الحيوي أصبح للثقافي دوره وحضوره الساطع في عمق حياتنا ، يسهم في تشكيل الوجدان ، ويصيغ الرأي في المواقف والحياة .
نقول هذا الكلام ومن هذا المنبر جوابنا على حوار المثقفين حول متغيرات العصر والمتغيرات الدولية بينما السلطة في بلادنا العربية غير عابئة بما يجري ، وكأنها معزولة عن العالم المحيط بنا ، يقدموا أمثلة متنوعة على كم الثقافي الذي قال رأيه هنا أو هناك ، ونتائج تلك الندوة أو تلك . يتحاورون كثيرا ، وليقول واحد منهم ولكن أين أثر كل ما قلتم على أرض الواقع والحياة ، أين تطبيقه في السياسي العربي في اليومي ، ينظر الكل إلى بعضهم البعض ، وكان أو صار الصمت سيد الموقف .
وهنا المفارقة الكبرى ؟ ولكن نقول لكل الأخوة المثقفين في بلادنا أن ذلك هو جزء من الصورة وليست كلها ، فهناك الأرض الفاصلة بين الطرفين ، أي الناس الذين هم الحدث ، وهم الهدف أنهم يقرءون ويتابعون بل أنهم يتسقطون أي خبر أو معلومة أو رأي ، أنهم الذين يبنون بلادهم ويريدون لها أن تزداد عمارا وأن تكون جديرة بأبنائها ، أنهم يكافحون وكل في موقعه ، والكتاب والمثقفون وكل أهل الرأي إنما يناضلون من أجل حياة أفضل ولكن من موقعهم كمثقفين أيضا وفي ذلك شيء من الرد المنطقي على ما تمارسه السلطة من فصل متعسف ما بين السياسي والثقافي .
نشرت فى 2 مايو 2011
بواسطة MOMNASSER
د .محمد ناصر.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
379,535
ساحة النقاش