زراعة, رعاية و إنتاج الأسيرولا
أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية

مقدمة:
تنتمي الأسيرولا Acerola (Malpighia glabra) إلى العائلة Malpighiaceae التي تتبع النباتات الثنائية الفلقة, و تضم هذه العائلة 60 جنسا ً و حوالي 850 نوعا ًمن الأشجار و الشجيرات و النباتات المتسلقة. و ينحصر وجود نباتات هذه العائلة و بالدرجة الأولى في المناطق الاستوائية بأمريكا, مع وجود القليل الذي نشأ أساسا ً بالمناطق الاستوائية بالعالم القديم. بعض هذه الأنواع ينتج مواد مخدرة , بينما تنمو الأنواع الأخرى من أجل ثمارها و كذلك للأغراض التجميلية و التنسيقية. و يضم الجنس Malpighia حوالي 30 نوعا ًمن الأشجار و الشجيرات الدائمة الخضرة, التي نشأت أساسا ً في المناطق الاستوائية الأمريكية, المكسيك, أمريكا الوسطى و جزر الكاريبي.

المنشأ:
يبدو أن الأسيرولا قد نشأت بجزر الكاريبي, أمريكا الوسطى أو شمال أمريكا الجنوبية كما يذكر موسكوسوMoscoso (1956). و يُذكر أن الهنود الأوائل بجزر الكاريبي قاموا بنقل البذور أو النباتات خلال هجرتهم و تنقلهم بين الجزر قبل العصر الكولومبي. بعد ذلك انتشرت و ازداد استهلاكها بواسطة الهنود في وقت وصول المكتشفون الأسبان الأوائل. و بسبب تشابه ثمارها مع ثمار الكريز, فإن المكتشفون الأسبان أطلقوا على هذه الثمار اسم سيريزا, أي الكريز باللغة الأسبانية. و لقد استقدمت الأسيرولا أو كريز الباربادوس من كوبا إلى فلوريدا خلال ثمانينيات القرن الثامن عشر (1880). كذلك توجد ببورتيريكو, فلوريدا و هاواي.

* الظروف البيئية:
أولا ً: المناخ
أحد فواكه المناطق الاستوائية, تنمو و تزدهر في المناخات الدافئة للأراضي المنخفضة, كما أنها تنمو بصورة جيدة عند مستوى سطح البحر؛ إلا أنها قد تنمو و تزدهر على ارتفاعات قد تصل إلى 150 متر فوق مستوى سطح البحر كما في بورتوريكو و هاواي.
- الأمطار
توافر الرطوبة الكافية خلال معظم أوقات السنة يضمن إنتاجا ً جيدا ً وذلك نتيجة لتكرار دورات التزهير. و يتوقف عدد هذه الدورات على درجة الحرارة و طبيعة هطول الأمطار. و التوزيع الجيد لمتوسط هطول الأمطار (حوالي 1750 مم / سنة) يناسب النمو و الإثمار. أما تحت ظروف الأمطار الغزيرة (2500 - 3125مم) تنتشر أمراض تبقع الأوراق؛ و التي تعد من المشاكل الرئيسية التي تسبب سقوط الأوراق و تعرية الأشجار. وفي حالة الأمطار الموسمية؛ فإن الري يُعد أمرا ً ضروريا ً للحصول على مُنتج تجاري اقتصادي.
- الحرارة
يستمر النمو طوال العام عند درجة 15 - 32°م, أما عند درجات حرارة الليل 10 - 15°م يتوقف النمو تماما ً. و لا تتحمل الأشجار الصقيع أو درجات الحرارة الأقل من 57م لفترة طويلة, إلا أن الأشجار تنمو في أوكيناوا, تايوان و جنوب فلوريدا؛ حيث تنخفض درجة الحرارة خلال الشتاء إلى أقل من 5°م لفترات قصيرة.
- الفترة الضوئية
يدل تزهير و إثمار الأشجار خلال العام بهاواي إلى أن الأشجار لا تستجيب لطول الفترة الضوئية, و أن توقف التزهير خلال الشتاء بالمناطق تحت الاستوائية مثل فلوريدا, أوكيناوا و تايوان إن هو إلا دالة لدرجة الحرارة أكثر من كونه استجابة للفترة الضوئية. و تجدر ملاحظة أن التظليل يزيد من حجم الورقة, غير أنه يقلل من مستوى حمض الأسكوربيك (فيتامين ج) بالثمرة.
- الرياح
يمكن الحد من ارتفاع الأشجار عن طريق التقليم, إلا أن الأشجار يمكن أن تستفيد من وجود أشجار مصدات الرياح. فشتلات الأشجار النامية على جذورها الأصلية (الأشجار البذرية) تتميز بالجذور الطويلة الضاربة في أعماق التربة, وذلك نتيجة لوجود الجذر الوتدي. أما الأشجار الناتجة عن طريق العُقل, فجذورها ليفية و ضحلة (غير متعمقة), ومن ثم فإنه يمكن للرياح المتوسطة (64 كيلومتر/ساعة) اقتلاع مثل هذه الأشجار.

ثانيا ً: التربة المناسبة
تنمو الأشجار في مدى واسع من أنواع التربة. وينخفض معدل النمو في الأراضي الثقيلة ذات الصرف الرديء. و يناسب نمو الأشجار جهد هيدروجيني pH يتراوح بين 5,0 - 6,5 . و في بورتوريكو وجد أن إضافة الجير للتربة (قيمة جهد الهيدروجين بها 5,4) بمعدل 4,5 طن /هكتار يزيد المحصول بمقدار 400 ٪ , كما يذكر لاندراو و صمويلز Landrau & Samuels (1956), مما يدل على أنه كلما كانت قيمة الجهد الهيدروجيني قريبة من 6 كلما كان أفضل. و تنمو الأشجار في الأراضي الصخرية القلوية و كذلك في الأراضي الحامضية بوسط فلوريدا.
* القيمة الغذائية و الأهمية الاقتصادية:
تتراوح قيم pH عصير ثمار الطرز الحامضية بين 3,1 و 3,3 في حين أنها تتباين بين 3,4 و 3,6 في عصير ثمار الطرز الحلوة, جدول (1).

جدول (1): يبين صفات ثمار الأصناف (الطرز) الحلوة و المزّة (الحامضية) المنزرعة بهاواي و كذلك المحصول لأشجار عمرها سنتين.

المصدر: Nakasone et.al. (1968)

كما تحتوي الثمار في الطرز الحلوة و الطرز الحامضية على مدى مختلف من حمض الأسكوربيك, فثمار الطرز الحلوة تحتوي على أقل من 10 - 20 جرام/ كيلو, في حين تحتوي ثمار الطرز الحامضية على أكثر من 29 جرام/ كيلو. و يذكر ليدين Ledin (1958) أنه يمكن تقسيم الطرز طبقا لطعم الثمار إلى: حامضي, نصف حلو و حلو. و يمثل حمض الماليك أكثر من 25 - 50 ٪ من الأحماض الكلية بثمار السلالات المزة, وقد يختفي تقريبا ً من ثمار السلالات نصف الحلوة. و تحمل أشجار الطرز المزة محصول أفضل مما تحمله أشجار الطرز الأخرى. و مستويات فيتامين ج التي تتعدى 10 جرام/ كيلوجرام لب تعتبر جيدة بولاية فلوريدا, حيث تستهلك الثمار طازجة أو مختلطة بالكثير من العصائر الأخرى الفقيرة به. ولقد طورت الأصناف الحلوة للزراعة بالحدائق المنزلية بصفة عامة ولاستخدامها في تصنيع غذاء الأطفال.

ويتراوح وزن الثمرة للأشجار التي تبلغ عمر أربعة سنوات بين 9 - 12 جرام, كما يبلغ المحصول الإجمالي حوالي 8,1 - 12,1 طن/ هكتار. كما يتراوح حجم العصير حوالي 73 ٪ من وزن الثمرة, و يتباين محتوى العصير من فيتامين ج بين 13,3 و 22,0 جرام/ لتر. ويختلف محصول الشجرة - تحت ظروف التلقيح الطبيعي - من 5 إلى 32 كيلوجرام/ شجرة. كذلك تحتوي كل 100 جرام لب ثمار على 1,8 جرام بروتين, 1 جرام دهن, 6,8 جرام كربوهيدرات, 1,2 جرام ألياف, 0,2 جرام رماد و 90 جرام رطوبة, 12 مجم كالسيوم, 11 مجم فوسفور, 0,2 مجم حديد, 0,03 مجم ثيامين, 0,05 مجم ريبوفلافين, 0,6 مجم نياسين, 1790 مجم فيتامين ج, إلا أنها فقيرة في محتواها من فيتامين أ. و تستهلك الثمار إما طازجة أو يصنع منها عصير, جيلي, شربات أو آيس كريم و غيرها.
* الوصف النباتي (الخضري):
شجرة يمكن تقليمها و تربيتها على جذع واحد لتشكل شجرة صغيرة يبلغ ارتفاعها حوالي 4,6 متر. المجموع الجذري ضحل, يتواجد معظمه على مسافة 6 - 10 سم أسفل سطح التربة, و ينتشر أفقيا ً في مساحة توازي مساقط الأفرع أو قمة الشجرة. و تختلف طبيعة النمو في العشيرة الواحدة من منتشر لإلى مندمج أو مفتوح أو حتى قائم. وقد دلت الملاحظات التجريبية على العشائر النامية بهاواي أن الأشجار التي تنتج ثماراً حامضية عادة ما تكون قائمة و مندمجة النمو, في حين أن مثيلاتها التي تنتج ثمارا ً حلوة تكون منتشرة النمو وذات أفرع رئيسية متعددة يسهل كسرها بواسطة الرياح. و أشجار كلا الطرازين أفرعها خشبية يوجد عليها العديد من العديسات و تحمل دوابر جانبية قصيرة. الأوراق بسيطة كاملة تخرج متبادلة, يختلف شكلها من بيضوي إلى مطاول, قمة الورقة مسحوبة إلى مدورة, يختلف حجم الورقة, حيث يتراوح اتساعها بين 2,5 - 3,8 سم و يختلف طولها من 5.0 - 6,4 سم؛ أما الأوراق المظللة فحجمها أكبر من ذلك بكثير. و أوراق أشجار الطراز الحلو مموجة نوعا ً, تحمل أوراقا ً صغيرة, و يوجد على السيقان زغب خفيف.

يبلغ اتساع الزهرة 2,0 - 2,5 سم, تحمل الزهرة خمسة سبلات يتباين لونها بين البيض إلى عدة درجات مختلفة من اللون الوردي طبقا ً للسلالة, شكل (1 - أ,ب, ج). يوجد بالزهرة عشرة أسدية, و يتكون المبيض من ثلاثة كرابل مندمجة و يحمل ثلاثة أقلام. تُحمل الأزهار في عناقيد تخرج من آباط الأوراق على الأفرع الطرفية الحديثة و الدوابر الجانبية. و يحدث التكشف الزهري قبل تفتح البرعم بحوالي 8 - 10أيام, ثم يحدث التزهير بعد ذلك بسبعة أيام.

الثمرة تشبه في شكلها ثمرة الكريز الحقيقية, إلا أنها حسلة Drupe مكونة من ثلاثة كرابل, و يمكن ملاحظة هذه الكرابل بصعوبة في صورة فصوص على سطح الثمرة من الخارج. يوجد بداخل الجزء اللحمي الداخلي ثلاثة أجسام أو أنوية صلبة. و تحتوي كل كربلة على بذرة واحدة. و في هاواي تنضج الثمار بعد 21 - 22 يوماً من التزهير. بعد ثلاثة أيام من التلقيح توجد فترة تساقط للحامل الزهري, كما توجد فترة أخرى بعد 16 - 18 يوم من التلقيح. و ينضج جنين البذرة بعد 15 يوم من التزهير.يتراوح وزن الثمرة بين 3 - 4 جرامات وقد تصل عشرة جرامات. و يختلف لون الثمرة المكتملة النمو بين احمر - برتقالي أو أحمر قرمزي داكن. الجلد رقيقا ً يمكن خدشه بسهولة.
* التلقيح و الإخصاب و عقد الثمار:
في هاواي يحدث التزهير في دورات, بين الدورة و الأخرى حوالي شهر تقريبا ً, تبدأ في مارس و ابريل و تمتد إلى نوفمبر أو بعد ذلك. و يبلغ متوسط عقد الثمار الناتج عن التلقيح المفتوح حوالي 1,3 إلى 11,5 ٪ ؛ أما التلقيح الذاتي المحكوم فيزيد نسبة عقد الثمار من 16 - 55 ٪ في حين تحدث زيادة جوهرية في نسبة العقد تحت ظروف التلقيح الخلطي حيث يزداد متوسط نسبة العقد من 32 إلى 74 ٪ . ويُظهر التلقيح المتبادل أحيانا ً نسب مختلفة من عقد الثمار مما يعكس وجود درجات من عدم التوافق الجنسي. وتدل الدراسات على أن الرياح لا تلعب دورا ً أساسيا ً في نثر حبوب اللقاح, ويبدو أن الحشرات مثل النحل تقوم أساسا ً بهذا الدور, و لو أن ياماني و ناكاسوني Yamane & Nakasone (1961) يذكران أن وضع خلايا النحل بالبستان لم يزد من نشاط الحشرة كما أنه لم يحسن من نسبة العقد.
و تعطي الثمار القليل من البذور الحية, و تدل الدراسات المورفولوجية على الأجزاء التناسلية بالزهرة أن عدم وجود بذور بالثمار قد يكون نتيجة الأسباب التالية:

1. فشل الإخصاب المتبوع بتطور الثمار بكريا ً(يمكن الحصول على ذلك بخصي الأزهار ثم تكيسها لمنع التلقيح الخلطي).
2. نجاح الإخصاب مع حدوث إجهاض للجنين المتطور كنتيجة لفشل تطور الإندوسبيرم.
3. عقم البويضة المتسبب عن غياب الانقسام أو تأخر انقسام الخلايا الأمية للكيس الجنيني و تحلل الخلايا النيوسيلية و موت و إجهاض الكيس الجنيني قبل التزهير, كما يذكر مياشيتا و آخرون Miyashita et.al. (1964).

 

شكل (1-أ): يبين شكل شجرة الأسيرولا و الثمار الناتجة عليها.

( ب )                                           ( ج)

* الوراثة و التربية و التحسين:
تدل المعلومات السيتووراثية على أن الخلايا الثنائية (الخلايا الجسمية) 2ن = 20 كروموسوم. و بداية من عام 1946 حتى الستينيات, كانت أهداف التربية تنحصر في اختيار الأصناف المفضلة و تطوير المعاملات الزراعية و طرق التصنيع, و لتفهم العمليات الكيموحيوية التي تحدث بالثمار. و كانت الطريقة المثلى لذلك هي زراعة أعداد كبيرة من الشتلات ذات الاختلافات الكثيرة. و تجدر ملاحظة أن أساسيات الانتخاب المتبعة واحدة ً في بورتوريكو و فلوريدا و هاواي مع التأكيد على الطراز, المحصول, محتوى الثمار من حمض الأسكوربيك, حجم الثمرة, كمية العصير, الصلابة و سهولة الإكثار بواسطة العقل, و في فلوريدا تدخل صفة البرودة في الاعتبار.

* التكاثر:
يستخدم التكاثر الجنسي بصفة أساسية لإنتاج نباتات بغرض الانتخاب أو إنتاج أصول للتطعيم عليها بالأصناف المرغوبة. و نظرا ًللخلط الوراثي المرتفع فإنه لا ينصح بزراعة شتلات بذرية بغرض الإنتاج. كما يتطلب الإكثار الجنسي عدد كبير من البذور, وذلك بسبب خلو نسبة 50 ٪ تقريبا ًمن البذور من أجنة حية. و في حالة الإكثار الجنسي تغسل البذور و تجفف و تنثر في بيئة جيدة الصرف مثل الفيرميكيولايت, البرلايت, الرمل أو بيئة مكونة من خليط منها, ثم تغطى البذور بطبقة من البيئة بسمك 1سم, و تترك أواني الزراعة تحت مظلة. يحدث الإنبات بعد حوالي 10 - 12 يوما ً من الزراعة, بعد ذلك تنقل البادرات التي يتراوح ارتفاعها بين 4 - 5 سم كل ٍفي إناء خاص قطره 7 - 8 سم. و بعد أن يبلغ عمر الشتلة 6 - 8 أشهر, تُجرى عليها عملية أقلمة تحت أشعة الشمس مباشرة, عندئذ يمكن نقلها إلى أرض البستان.

و يستخدم التطعيم إذا كانت شتلات الأصل ذات مميزات معينة مثل مقاومتها للأمراض و الآفات الحشرية و الحيوانية - بخلاف ذلك - فإن هذه الوسيلة تُعد مكلفة, كما تحتاج لوقت طويل. أما العقلة فهي الوسيلة الأكثر انتشاراً للحصول على أعداد كبيرة من النباتات خلال وقت قصير نسبياً. و تجهز العقلة بطول 20 - 25 سم, وقطر 0,64 - 1,3 سم, مع الإبقاء على بعض الأوراق. و يفضل معاملة قواعد العقل ببعض المواد الكيميائية المنشطة أو المشجعة على تكوين الجذور. بعد ذلك تغرس العقل في بيئة الفيرميكيولايت, الرمل أو خليط من بعض المواد التي توفر تهوية جيدة, و تتم الزراعة تحت ظروف تتوافر بها نسبة رطوبة عالية ( الضباب "mist"). و يحدث التجذير في العقل خلال ستة أسابيع, و تجدر ملاحظة أن القدرة على تكوين الجذور تتباين باختلاف الأصناف.

* زراعة البستان:
تجهز أرض البستان بإتباع ذات الطرق العملية التقليدية من حرث و تقليب و تسوية و المستخدمة مع محاصيل الفاكهة الأخرى. و تنقل النباتات إلى أرض البستان في أي وقت من السنة في حالة توافر الري؛ أما في المناطق التي تعتمد على الأمطار, فعادة ً ما يتم النقل خلال فصل الشتاء. و عقب تجهيز الجورة, يضاف في قاعها حوالي 15 جرام سماد متكامل ثم تردم الجورة بالتربة حتى سمك 2,5 - 3,0 سم فوق خط التربة الأصلي. عقب الزراعة, يضاف لكل شتلة 7 - 10 جرامات من السماد تنثر و تخلط بتراب سطح الجورة ثم تروى. وتتوقف مسافة الغرس على السلالة المزمع زراعتها و حسب طبيعة نمو قمة الشجرة؛ ففي السلالات ذات القمة المندمجة, تغرس الأشجار على 4,6 متر بين الصف و الآخر و 2,45 متر بين الشجرة و التي تليها. و يذكر ليدين Ledin (1958) أن الطرق التقليدية للغرس هي 3,7 م x 4,6 م إلى 5,5م x 5,5 م بكثافة 478 شجرة و 332شجرة /هكتار على التوالي.

* المعاملات الزراعية:

أولا ً: الري
عند توافر الأمطار, وفي حالة التوزيع الجيد لهذه الكمية خلال السنة, كما هي الحال بهاواي, قد لا يكون الري ذا أهمية؛ ومع ذلك فإنه في معظم المناطق الاستوائية ذات موسم الجفاف المحدد, يصبح الري أمرا ً حتميا ً و ضروريا ً للحصول على إنتاج عال ٍ و ثمار ذات جودة مرتفعة.

ثانيا ً: التسميد
يؤثر نقص النيتروجين بدرجة كبيرة على النمو و المحصول, كذلك فإن نقص عناصر الفسفور, البورن, الكبريت و الحديد قد يؤدي لبطء و نقص النمو, مع حدوث زيادة جوهرية في المحصول. كما أن نقص البوتاسيوم يحد من نمو الأشجار, دونما تأثير على المحصول, و تدل الملاحظات أيضا ً أن نقص الماغنيسيوم و المنجنيز ليس لها تأثيرات ظاهرة. و نظرا ً لحدوث التزهير في دورات خلال شهر أو كل شهرين, فيتحتم تكرار التسميد عدة مرات كل عام.

ثالثا ً: التقليم
يبدأ التقليم في مرحلة المشتل بهدف تربية الشجرة و إعطائها الشكل المطلوب. أما عند ترك الشتلات كي تنمو على طبيعتها فإنها تميل لأخذ شكل الشجيرات مما يصعب من عملية جمع الثمار. وعادة ما تربى الشتلات بنظام الجذع الواحد الذي يحمل عددا ً من الأفرع الجانبية الرئيسية على ارتفاع 60 - 90سم فوق سطح الأرض.

و تستفيد الأشجار المثمرة من التقليم الخفيف, عند اكتمال الإثمار. و تتميز أشجار بعض الأصناف بالارتفاع و النمو المنتشر و التفريع الجانبي الغزير, هذه الأفرع يجب تقصيرها لتشجيع النمو الجانبي أكثر. و بعض الأصناف الأخرى تكون أشجارها ذات قمم مندمجة, وهذه تحتاج تقليم خفيف (تقليم خف) كل عام. و تجدر ملاحظة أنه إذا أجري التقليم خلال فترة عدم تزهير فإنه في هذه الحالة ستمر فترة طويلة بين وقت تقليم الأفرع الرئيسية و حدوث تزهير على الأفرع الثانوية مقارنة بإجراء التقليم خلال فترة التزهير. و يحدث تكون البراعم الزهرية بعد حوالي 15 - 18 يوم بعد التقليم.

رابعا ً: مكافحة الحشائش
عادة ما تتم مكافحة الحشائش بالعزيق اليدوي أو عن طريق تغطية أرض البستان ببعض المواد العضوية, أو بشرائح البوليثيلين. و تعمل التغطية على توفير الرطوبة و المحافظة عليها و تنظيم حرارة التربة, كما تقلل من أضرار الديدان الثعبانية. أما تقليب التربة بين خطوط الأشجار, فهذا أمرا ً متروكا ً للزراع.

* المحصول و جمع و تداول الثمار:
يُتوقع الحصول على محصول تجاري من أشجار عمرها عامين. أما عن محصول الشجرة فهو يتباين من صنف لآخر, ففي بعض السلالات النامية بهاواي يقدر إنتاج الشجرة بحوالي 23 - 32 كيلوجرام/ سنة. وفي بورتوريكو, يذكر أروستيجوي و بينوك Arostegui & Pennock (1955) أن محصول الأشجار التي يبلغ عمرها أربعة سنوات يتراوح بين 14 إلى 28 كيلوجرام في الموسم, أما الأشجار الكبر سنا ً فتعطي محصولا ً مرتفعا ً. و تستمر الأشجار في إعطاء محصول لمدة 15 - 20سنة. ويتراوح محصول البستان الذي يحوي 200 شجرة بين 2722 إلى 4082 كيلوجرام /سنة.

جمع الثمار و إعدادها:
الثمرة ذات قشرة رقيقة, سهلة التأثر و عرضة للإصابة بالأضرار الميكانيكية؛ و من ثم فسواء أكانت الثمر للاستهلاك الطازج أو التصنيع فأنه يجب عدم تركها على الأشجار حتى تسقط عقب نضجها. و عادة ما تجمع الثمار بين نصف إلى مكتملة النضج لجميع أغراض الاستهلاك أو الاستخدام. و الثمار الخضراء المكتملة النمو تناسب استخلاص فيتامين ج , حيث تحتوي في هذه المرحلة على أعلى مستوى منه. وقد ثبت أن الثمرة لا يزداد حجمها أو قد تحدث زيادة طفيفة بعد 18 يوم من التزهير. وطالما أن الثمار تكتمل النمو و تنضج بعد 22 - 25 يوم, فإنه لابد من جمعها كل ثاني يوم, و إذا جمعت جميع الثمار الناضجة وتلك التي تلونت بالكاد؛ فإن دورة الجمع قد تمتد لثلاثة أيام دون فقد في الثمار.

و يتم جمع الثمار بواسطة اليد؛ وفي هاواي و خلال الستينيات تمت تجربة الجمع الآلي بواسطة هزاز ميكانيكي. تجمع الثمار و تعبأ في صناديق أو سلال, و يجب وضع العبوات في الظل, حيث ترك الثمار معرضة لأشعة الشمس يتسبب في فقد مقداره 25 ٪ من فيتامين ج خلال 8 ساعات. و يجب تصنيع الثمار دون تأخير أو تبريدها في الحال. و بخصوص استخلاص فيتامين ج؛ فيجب تجميد الثمار بسرعة أو تصنيعها بمجرد وصولها للمصنع.

* الأصناف:
كما سبق القول فإنه يوجد طرازين من الثمار, فالطراز المز ذا الثمار الحمضية يوجد منه بعض السلالات الجيدة مثل السلالة "B-17" , كذلك توجد السلالة الحلوة الثمار مثل فلوريدا سويت و التي تتميز بالطعم الحلو. كذلك توجد بعض الأصناف الحلوة مثل هاوايان كوين, تروبيكال روبي و مانواسويت. أما الأصناف الحمضية فمنها ردجامبو, ملنويلي, جي .إتش. بيمونت, سي.إف.رينبورج و إف. هالي.

* الآفات و الأمراض:
غالبا ما تكون الأشجار خالية من الأمراض الفطرية, غير أن مرض تبقع الورقة يسبب بعض المشاكل نظرا ً لتسببه في إسقاط الأوراق, ويقل ظهور المرض في حالات هطول مطر قليل أو متوسط. كذلك تعد نيماتودا تعقد الجذور أحد العوامل المحددة للإنتاج بفلوريدا و بورتوريكو, إلا أنها ليست كذلك في هاواي. و تحدث أكثر الأضرار في الأراضي الرملية و الأراضي الحامضية مقارنة بالأراضي الجافة القلوية, ومن ثم يلزم تدخين التربة و لو أن هذه الطريقة مكلفة و تأثيرها مؤقت.
كما تُهاجم الأشجار ببعض الحشرات الماصة مثل البقة الخضراء التي تتسبب في سقوط الثمار, كما تُهاجم الثمار بذبابة الفاكهة, وقد تسبب بعض الطيور فقد شديد في المحصول. المصادر:

1. عاطف محمد إبراهيم - فواكه المناطق الاستوائية - 2007 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.

1. Arostegui, F. and W. Pennock. 1955. The acerola. Miscellaneous Publication 15. Agricultural Experiment Station. University of Porto Rico. Rio Piedras. Porto Rico
2. Ledin, R.B. 1958. The Barbados or West Indian Cherry. Bulletin 594. Agricultural Experiment Station. University of Florida, Gainesville.
3. Landrau, P.Jr. and G. Samuels. 1965. Results of lime and minor element fertilizer research in Porto Rico. 1949 - 1950. University of Porto Rico Journal of Agriculture 40: 224 - 234.
4. Moscoso, C.G. 1956. West Indian cherry - richest known sources of natural vitamins C. Economic Botany. 10: 280 - 294.
5. Miyashita, R.K., H.Y. Nakasone and C.H. Lamoureux. 1964. Reproductive morphology of acerola (Malpighia glabra). Technical Bulletin 63. Hawaii Agricultural Experiment Station. University of Hawaii.
6. Nakasone, H. Y., G.M. Yamane and R.K. Miyashita. 1968. Selection, evaluation and naming of acerola (Malpighia glabra) cultivars. Circular 65. Hawaii Agricultural Experiment Station. University of Hawaii, Honolulu.
7. Yamane, G.M. and H.Y. Nakasone. 1991. Pollination and fruit set of acerola (Malpighia glabra) in Hawaii. Proc. Amer.Soc. Hortic.Sci. 78: 141 - 148.

 

 








 

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 938 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2018 بواسطة FruitGrowing

PROF.DR.Atef Mohamed Ibrahim

FruitGrowing
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

727,973