إن أقسى الأدوار على النفس أن تكون الإعاقة سبيلاً للانزواء والعزلة والانطواء وواجبنا أن تكون الإعاقة بالإرادة والتحدي سبيل للمشاركة في البناء والنماء.
إننا نرى أن الوقت قد حان لإجراء إصلاحات عميقة للأوضاع المتعلقة لذوي الاحتياجات الخاصة تعيد الاعتبار للكرامة الإنسانية لهم وتشيع جو الثقة وتبعث الحماس وتحي الأمل وتبدد غيوم الخوف وتقضي على الإحجام عن المشاركة في الحياة العامة للمجتمع.
وعالم اليوم للمعوقين ليس عالماً متميزاً له بناءه الخاص ومشكلاته الخاصة وإنما هو قطاع جزئي وإن شملته طبيعة البناء الاجتماعي العام الذي يعيش فيه فإن مشكلاته واحتياجاته التي ينفرد بها وإذا أردنا أن نرصد بعض الأدوار الرئيسية التي تعيق عملية الدمج الاجتماعي للمعوقين فإننا نحدد هنا الأدوار التالية:
أ_ دور المعوق
قد يولد الإنسان معوقاً وقد يصاب بالإعاقة في مرحلة الطفولة وهنا يواجه بدرجات ومظاهر للاتجاهات السلبية نحوه ولهذا فإن الإعاقة تمثل صدمة قاسية لديه يشعر معها بالدونية وقد يتعرض للسخرية بالإضافة إلى الحزن والغضب والعدوان والاضطراب والانحراف السلوكي ، وقد تتميز شخصية المعوق بالجمود وعدم المرونة وقد يكون هناك قدر من الاكتئاب.
إن الطفل المعوق قد يصبح مزدوج الإعاقة إذا تم نقله من بين أفراد أسرته والمحيط الاجتماعي الذي نشا فيه إلى مجتمع غريب لا يتعامل فيه سوى أفراد يعانون من نفس القصور الوظيفي الذي يعانيه.
ونحن بدورنا علينا أن نحقق الوقاية للمعوق بالاعتماد على أمرين
1-أن يشعر المعوق أنه قادر نسبياً على حياة أقرب إلى الحياة الطبيعية وأن احتياجه للآخرين قليل وأنه قادر على الإنتاج والإبداع والإضافة.
2-إن وجوده مهم للآخرين على المستوى المعنوي وليس حسب قدرته على العطاء المادي أي أن يكون هناك حب حقيقي في حياته.
إننا نؤكد على ضرورة كفالة حق جميع الأطفال في التمتع والاستفادة من الخدمات والبرامج المناسبة لخصائصهم واحتياجاتهم الفردية.
ب_ دور الأسرة
الدور الطبيعي للأسرة في احتضان ورعاية تأهيل ابنها المعوق والذي من شأنه أن يحدد معالمه المستقبلية ، ويختلف الأمر هنا من حيث مدى سلامة الخلية الأسرية من عدمه حيث أن حالة الطفل المعوق لا تستقيم بدون توازن وتوافق أسري وعلاقات إيجابية ومنسجمة متبادلة بينه ومن حوله.
أن محاور الأسرة تتلخص في دورها في الحد من آثار الإعاقة وإعداد المجتمع لتقبل المعوقين وإدماجهم ومن خلال العمل على إدخال تغيرات في المواقف السلوكية وفي اتجاهات التصورات الاجتماعية وفي تنفيذ السياسات النشيطة والفاعلة للنهوض بهم.
أن تمكين المعوق سواء كان طفلاً وكهلاً من لحقه فيالاندماج أسرياً ومدرسياً ومهنياً من خلال تقنيات التواصل الاجتماعي وتعديل الاتجاهات السلوكية والمواقف السلبية لتحقيق احترام الفرد المعوق وحماية حقوقه الإنسانية ودعوته بالالتزام بواجباته كمواطن له دور فاعل ونشيط وبإمكانه المساهمة والمشاركة في حياة مجتمعه.
إن العلاقات الأسرية الإيجابية كما نعلم تتميز بالتساند والتكامل للاستمرار وكل ذلك يتوقف على مستوى تعليم الوالدين ومستوى الالتزام بين أفراد الأسرة _ والمطلوب هو دعم دور أسرة المعوق لتمكينها من تحمل مسئولية التنشئة الاجتماعية والتربوية والنفسية والصحية وتخطيط برامج التوعية وكيفية تقبل المعوق ومعاملته.
إن دورنا مع الأسرة لتحقيق الدمج يتلخص في :
1-دمج المعوق في جو الأسرة والتدريب على الدور العائلي لكل من المعوق وأخوته وأقاربه وأصدقائه.
2-التعرف على حقوق وواجبات كل من الأسرة والطفل في التعامل مع مؤسسات الدولة التشريعية والصحية والتربوية والتأهيلية.
3-مساعدة الوالدين على تجاوز صدمة الإعاقة وتبني اتجاهات والديه موجبة نحو المعوق.
4-مساعدة الوالدين على فهم احتياجات الطفل المعوق ومطالب نموه ومساعدته على النمو المتكامل والاعتماد على نفسه والاستقلالية في تصريف أمور حياته.
5-تطوير شعور الوالدين بالثقة والكفاءة في تلبية احتياجات طفلهما والمشاركة في عمليات التقييم والعلاج والتعليم.
المصدر: اشكاليات وطموحات الدمج الاجتماعى لذوى الاحتياجات الخاصة
أ/على عبدة محمود
نشرت فى 8 يونيو 2011
بواسطة FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,515,134
ساحة النقاش