أظهرت البحوث التي تمت في جامعة عين شمس أن نسبة نقص السمع – بالنسبة لجميع الأسباب – تبلغ حوالي 9% من السكان للأعمار التي تتراوح بين عام واحد و 70 عاما .
وتبلغ هذه النسبة ذورتها للأعمار بين 1 – 15 عاما .
فإذا وضعنا في الإعتبار أن عدد سكان مصر يبلغ حوالي 47 مليون شخص 44% منهم تقل أعمارهم عن 15 عاما لا تضح لنا مدى عمق وحجم المشكلة.
يحتاج الشخص المعوق سمعيا إلى خدمات أكثر ورعاية أطول من الشخص العادي حتى يمكنه أن يتساوى مع الأخير في الفرص المتاحة للإندماج في الحياة العامة والمشاركة في بناء بلده وإثراء حياته وإستغلال قدراته .
لذلك فإن العلاج المبكر لضعف السمع هو الأساس الذي يمكن به الوصول إلى هذا الهدف ، ولكي يتم ذلك يجب أن تتوافر بعض المكانات والتي يمكن تلخيصها كالآتي :
1.    مراكز طبية متخصصة لتشخيص أمراض السمع والكلام .
2.    الأخصائيين اللازمين للتشخيص والعلاج في فروع الطب : أنف وأذن والسمعيات – الأخصائيين النفسيين – الإجتماعيين – وأمراض التخاطب .
3.    الأجهزة الطبية المتنوعة واللازمة للتشخيص .
4.    الأجهزة التأهيلية للعلاج .
من ذلك يتضح أن علاج ضعف السمع وىثاره على إدماج المعوقين سمعيا في الحياة العامة لا يأتي من فراغ بل ينتج من حشد كبير من الإمكانات البشرية والمادية والعلمية فإذا قمنا بتحليل دور المهنيين الذين يقومون بهذا العلاج لا يتضح لنا الآتي :

1.    يقوم طبيب الأذن والأنف والحنجرة والسمعيات بالفحوصات السمعية الطبية المتعددة والتي تهدف إلى تشخيص ضعف السمع من حيث النوع والشدة والسبب وبهذه المعلومات توضع خطة العلاج الطبي التأهيلي أو كليهما .
2.    الأخصائي النفسي ببطارية من الإختبارات المختلفة يحدد مدى قدراته العقلية والذهنية ، وبالتالي يوجه القائمين على العلاج إلى أنسب وأصلح وسائل العلاج بما يتناسب مع قدراته العقلية .
3.    الأخصائي الإجتماعي بوسائله المختلفة يوجه ويساعد المعوق إلى أنسب الطرق للتغلب على عاهته بما يتناسب مع ظروفه الشخصية والعائلية والإجتماعية .
4.    الأخصائي التأهيلي يقوم بعبء تهيئة الظروف الملائمة مع توجيه المعوق إلى أنسب المهن الملائمة بالنسبة لقدراته المختلفة .

•    العلاج المبكر :
المثل القديم الذي يقول " إن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر " خير ما ينطبق على المعوق سمعيا . وبالمثل له جذور وأسس طبية وعلمية حيث أن قدرات الإنسان المخية القادرة على تعلم اللغة والكلام تستمد أصولها وأسسها عن طريق الرسالة المسموعة ، وتبلغ هذه القدرات المخية ذروتها للتعليم خلال الخمس سنوات الأولى من حياة الإنسان .
كذلك فإن الفشل في تشخيص ضعف السمع المبكر – وبالتالي بدء العلاج اللازم يؤدي إلى ضمور المخية المهيئة للتخاطب ، وعدم قدرتها على التحصيل والتعليم .
ويختلف هنا الشخص المعوق سمعيا عن المعوق بصريا بحيث أن الحرمان الحسي في الأخير لا يمنعه من تعلم الكلام واللغة عن طريق قناته السمعية ، والتي تؤدي دورها في إنماء قدراته التخاطبية واللغوية .
والعلاج المبكر للمعوق سمعيا يأخذ أشكالا كثيرة وقنوات متعددة يمكن سردها كالآتي :
1-    إختيار السماعة المناسبة لتكبير الأصوات .
2-    التعليم الأساسي العادي بدءا من المرحلة الإبتدائية إلى الجامعية .
3-    التعليم المهني بفروعه المختلفة .
4-    العلاج التخاطبي بإستعمال الإشارات .
5-    العلاج التخاطبي السمعي .
يهدف هذا العلاج إلى تنمية القدرات الصوتية والسمعية وبالتالي اللغوية للموعوق سمعيا . وهناط طرق كثيرة متنوعة للتدريب أو العلاج التخاطبي السمعي .
والطريقة المستعملة في مصر منذ منتصف السبيعينات هي طريقة جوبرينا أو طريقة النغمات المترابطة Verbotonal Method of Habilitation ، وقد ابتكر هذه الطريق الدكتور بيتر جوبربنا في مدينة زغرب بيوجوسلافيا في حوالي عام 1950 ، وانتشرت هذه الطريقة في بلدان كثيرة من قارات أوربا وأمريكا وآسيا وأفريقيا .
وتتلخص هذه الطريقة في المبادئ أو الخطوات التالية :
1-    إختيار الطيف السمعي الأمثل لتدريب المعوق ، وذلك بإستعمال جهاز خاص مصمم بحيث يصدر أصواتا بنغمات مترابطة . Optimum Band of Frequencies  .
2-    توصيل النغمات المترابطة حسب الطيف السمعي للمعوق إما عن طريق التوصيل الهوائي أو عن طريق التوصيل العظمي . وبفضل الأخير في الحالات التي يكون فيها ضعف السمع عميقا . ويتم التدريب في شكل جماعي أو فردي أو كليهما حالة المعوق .
3-    بإستعمال جهاز خاص متنقل يتم تدريب المعـوق على الإيقاع النفسي الصوتي واللغوي للكلام . تعتبر هذ الخطوة ذات أهمية خاصة في طريقة جوبرينا حيث أنها تمكن الطفل من إصدار الأصوات منغمة بطريقة طبيعية تشابه ما يصدره نظيره غير المعوق سمعيا .
وقد طبقت طريقة جوبرينا للتأهيل التخاطبي في مصر منذ 1975 . وفي خلال عشر سنوات الماضية يمكن الحكم بطريقة موضوعية وعلمية على فاعلية وقدرة هذه الطريقة لتحقيق الهدف الرئيسي وهو تنمية القدرات التخاطبية واللغوية للمعوقين سمعيا .
فقد أمكن تأهيل أو إعادة تأهيل أكثر من 280 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 – 6 سنوات عند البدء في التدريب . التحق منهم ( ذكورا أوإناثا ) ما يقرب من 200 طفل في المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية للتلاميذ العاديين – ولم يلحق بمدارس الأمل للصم إلا حوالي 60 طفلا بنسبة 21% من المجموع الكلي .
ولقد إتضح لنا طوال هذه السنوات : أن طريقة جوبرينا تؤهل الطفل المعوق سمعيا بإكتساب القدرات اللغوية المناسبة التي تمكنه من مواصلة الدراسة العادية بشرط إستعماله السماعة الخاصة أثناء الدراسة ، وكذلك مواظبته على التدريب التخاطبي مرة أسبوعيا طوال مدة دراسته العادية .

إن إندماج المعوق سمعيا في الحياة العامة هو الهدف الأساسي للقائمين على علاج هؤلاء المعوقين ، ولتحقيق ذلك يجب وضع خطة علاجية وبرنامج تأهيلي متناسبين مع قدرات المعوق العقلية والطبيعية والعاطفية والنفسية . إن السمع وبالتالي القدرة على التخاطب هما من حقوق الإنسان الأساسية ويجب أن تتضافر كل قوى المجتمع لضمان وصول هذا الحق لأصحابه .

•    إختيار وتركيب السماعة المناسبة :
يحتاج المعوق سمعيا إلى وسيلة فعالة لتكبير الصوت تعويضا عن النقص السمعي الذي يعاني منه . وتعتبر السماعة أو المعينة السمعية هي الوسيلة المثلى لتحقيق هذا الهدف . على أنه يجب أن تتوافر بعض الشروط للإختيار الأمثل للسماعة ( المعينة السمعية ) :
1-    أن تكون قوة التكبير السمعية متناسبة مع ضعف السمع .
2-    أن تكون ذبذبات التكبير متناسبة ضعف السمع .
3-    أن تحتوى على المميزات السمعية الإلكترونية المناسبة لتقليل الآثار الجانبية الناتجة عن ضعف السمع الحسي العصبي ، ولكي تؤدي السماعة وظيفتها المثلي من حيث التكبير السمعي المناسب ، فإنه يلزم عمل قوالب للأذنين تكون بمثابة قناة للتوصيل الصوتي من السماعة إلى داخل الأذن والقناة السمعية الخارجية . ويبقى بعد ذلك القيام بضبط السماعة حتى تتناسب قدرتها التكبيرية والتعويضية مع النقص السمعي للمعوق ، وبذلك يكون المعوق مستعدا للمرحلة التالية وهي العلاج  والتدريب التخاطبي السمعي .

•    التعليم الأساسي العادي :
حيث أن ذلك يمثل الهدف المثالي للمعوق والأمل الكبير لعائلته فإنه يصعب تحقيقه في الكثير من الأحيان . ولتحقيق هذا الهدف يجب توفر بعض الشروط وهي :
1-    أن يكون ضعف السمع – على الأقل لأذن واحدة – أقل من 80 ديسبل لذبذبات الكلام ، اي من 250 إلى 4000 هيرتز ، وتوقيت التشخيص والعلاج مبكرا أي خلال السنوات الثلاثة الأولى من حياته .
2-    أن تطون نسبة الذكاء 80 أو أكثر لإختبارات ستنافورد بينيه وهيسكي نبراسكا .
3-    أن يبدأ التأهيل التخاطبي قبل أن يبلغ العام الثاني من عمره إذا كان ضعيف السمع أكثر من 80 ديسبل لذبدذبات الكلام .
4-    أن يلتحق بالمعهد المناسب للعلاج التخاطبي قبل أن يبلغ عامه الثالث .
فإذا توافرت هذه الشروط فإن فرص الشخص للإستمرار في التعليم العادي تكون عالية ومحققة للهدف المراد تحقيقه .

•    التعليم المهني :
وهذا نلجأ إلى الإكتفاء به في حالات خاصة وبشروط معينة يمكن تلخيصها كالآتي :
1-    أن يكون تشخيص ضعف السمع قد تأخر إلى السن التي تجعل العلاج التخاطبي لتنشيط نمو الكلام واللغة غير مجد ولا يؤدي إلى النتائج المرجوة .
2-    أن يكون ضعف السمع عميقا أي أكثر من 80 ديسبل لذبذبات الكلام .
3-    أن يكون مستوى مهارات المعوق اليدوية والعضلية والبصرية عادية .
4-    أن تكون قدرات المعوق العقلية في الحدود التي لا تمكنه من الدراسة النظرية .

المصدر: بحث مقدم من الأستاذ الدكتور / صلاح سليمان أستاذ ورئيس قسم وحدة السمع – كلية طب عين شمس
FAD

لاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين

ساحة النقاش

FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,504,084

مشاهير رغم الإعاقة