•    من هو المعوق ؟
يقول الدكتور عبد الفتاح عثمان أن المعوق هو الشخص الذي ينحرف عن مستوى الخصائص الجسمية ، العقلية ، الإجتماعية ، أو الإنفعالية بحيث يحتاج إلى خدمات خاصة لعدم قدرته على إشباع حاجاته .
أما " محمد صالح هيشان " فيرى أن المعوق هو كل فرد يعاني من إضطرابات عضوية حسية أو عقلية بحيث يصبح في حاجة بصورة دائمة أو مؤقتة إلى برامج أو وسائل علاجية أو تربوية تساعده على مواصلة حياته الإجتماعية والإستقلالية والإنتاجية .
وبداية يجب أن يدرك حجم المشكلة في مصر إذ يبلغ عدد المعوقين 4.4 مليون أي بنسبة 10% من مجموع السكان .
وهناك أنواع ودرجات مختلفة من الإعاقة ... فقد تكون نفسية أو عقلية في حالة الأمراض العقلية المزمنة أو التخلف العقلي عند الأطفال . وقد تنتج الإعاقة لإصابة جزء من الجسم فينتج عنه شلل أو فقدان البصر أو السمع ..
وقد تتسب الأمراض المزمنة في الإعاقة مثل ألمراض الروماتيزمية وخاصة الروماتويد ، وكذلك أمراض السكر والقلب وهذه الإعاقة قد تكون جزئية أو كلية أو مزدوجة .
إلا أنه في كل معوق تبقى قدرات يمكن إستغلالها وإستثمارها وتنميتها وتوجيهها في مجالات أخرى .
فالمعوق نتيجة لإصابة ساقيه يمكن إستغلال يديه والعكس .. والذي يفقد البصر يمكن إستغلال قدرات أخرى لديه .. وهكذا .
وعلى هذا تقوم فكرة التأهيل أي إسـتغلال ما تبقى للمعوق من قدرات وطاقات وقدرات ظاهرة وكامنة .. والمعوق له مشكلات .. ولا يمكن إدامجه في الحياة العامة بشكل فعال إلا بعد معالجة هذه المشكلات فهو أولا لديه مشكلة جسمية فعدم القدرة على الحركة أو السمع أو الرؤية .. وينتج عن هذه المشكلة الجسيمة أخطر المشاكل – الإجتماعية وهي الإعتماد على الآخرين ... وهنا في تصوري تكمن أكبر صعوبة في إدماج المعوقين في الحياة العامة ...
والعمل الحديث قدم ويقدم وسائل وأساليب متعددة للتخفيف من وطأة تأثير الإعاقة الجسدية . وتهدف هذه الوسائل والأساليب أساسا إلى تقليل إعتمادية المعوق على الآخرين ، وإذا تم علاج هذه المشكلة فإن بقية مشاكل المعوق ستنخفض إلى حد كبير بل وتزول تماما وتلقائيا ..
فالمعوق الذي يعتمد كبيرا عل الآخرين يشعر بالنقـص ويبني صورة سلبية عن نفسه وبلا شـك فإنه يعاني من القلق والإكتئاب وينتج عن ذلك عدة عمليات لا شعورية تؤدي إلى تفاقم المشكلة النفسية  مثل النكوصي والعدوانية والإنطوائية ورفض التوافق مع مشكلته الجسدية وبالتالي رفض لكل لبرامج التأهيل ..
وتلك إحدى المشكلات التي يواجهها القائمون على برامج التأهيل ، إذ تنتاب المعوق فترات يرفض فيها أي مساعدة ويصبح عدوانيا ثائرا .. ولذك فإن العون النفسي أو فلنقل التأهيل النفسي يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع برامج التأهيل الأخرى للتخفيف من حدة هذه المشكلات وتحقيق آمال ورفع معنوياته لكي يشعر بالثقة بنفسه ، وبذا تخف حدة القلق والإكتئاب ...
فهناك مفهوم شامل للتأهيل يشكل جميع أنواع الرعاية والخدمات بحيث تكون متزامنة ومترابطة أي تتم في وقت واحد وفق خطة موضوعة لكل معوق على حدة للكشف أولا عن قدراته وإمكانياته المتبقية والكامنة ثم سرعة معاونته للإعتماد على نفسه لأقصى درجة .
ويزامن ذلك رعاية نفسية مكثفة لمنع اي معوقات نفسية سلبية تجعل إعاقته مزدوجة ... فإزدواجية الإعاقة تعني في هذه الحالة الإعاقة الجسدية ألصلية أو الأولية ثم الإعاقة النفسية الثانوية ...
والهدف الأسمى والنهائي يكون إدماج المعوق في الحياة العامة ...
وذلك يتحقق حين يكون مستقلا وقادرا على العمل والكسب وبالتالي قادرا على إقامة علاقات تبادلية مع الآخرين .
وعند هذه الحالة نتطمئن غلى انه قد بنى صورة إيجابية عن نفسه بدلا من الصورة المشوهة ..
ويرى الدكتور مختار حمزة من خلال خبراته أنه يغلب على المعوقين الشعور بالنقص والإعتماد على الغير والتفكير في الإنتحار وعدم الشعور بالأمن ، كما أن صورة الجسم مشوهة في نظرههم ، ويميل بعضهم إلى الإستهتار بمجهودات التأهيل ..
ولقد ورد معنا التأهيل بصورته الشاملة المتكاملة في تقرير هيئة الأمم المتحدة في سنة 1960 على أنه عملية ديناميكية متناسقة متكاملة ، تهدف إلى إستثمار قدرات العاجز إلى اقصاه لإكسابه أنسب المهارات المهنية ليتمكن بها من أن يعيش عيشة إستقلالية وعلى درجة مناسبة من التوافق الإجتماعي ...
ويشمل الخدمات الطبية والنفسية والإجتماعية والتعليمية والمهنية لتمكين المعوق من التغلب على إعاقته . ويعني الـأهيل كذلك إعادة تكيف الفرد مع البيئة التي يعيش فيها إذا ما اصيب بعجز جسماني أو عقلي يجعله دون الأسوياء أو دون وضعه السابق .
أما محمد صالح هشان فيعرف التأهيل بأنه مجموعة من العمليات العلاجية " الطبية والنفسية والإجتماعية والمهنية " التي تهدف إلى تنمية القدرات المتبقية لدى المعوق لكي يتمكن من التعويض عن قدراته المفقودة وليتمكن من الحصول على أفصى درجة من التوافق والإستقلالية ..
وبهذا المعني فالمعوق المؤهل هو لاذي يتمكن من مزاولة العمل والعودة إلى الحياة الإجتماعية كالعاديين ..
وجوهر عملية التأهيل يقوم على عدة مبادئ منها إقدام وتقدير الفرد المعوق والتعامل معه كوحدة متكاملة لها كيانها المستقل والثقة بإمكانياته المتبقية كما يقوم على مبادئ تكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع عن تهيئة الفرص للمعوقين ليعيشوا حياتهم الخاصة حتى لا يكونوا عالة على المجتمع  ...
وكما أوضحنا من قبل أن التأهيل النفسي يجب أن يبدأ من اللحظة الأولى وذلك عن طريق تقييم نفسي شامل للمعوق للكشف عن شخصيته ، وقدر المعناه النفسية الناتجة عن غعاقته الجسدية ، وكذلك العمليات اللاشعورية التي قد تخلق معوقات جديدة في سبيل تقدم عملية التأهيل ...
والهدف الأول من ذلك هو أن تجعل المعوق يقبل إعاقته ويتوافق معها ومساعدته في بناء صورة إيجابية عن نفسه ، حتى يشعر بالأمن والطمأنينة ..
وفي خلال مراحل التأهيل المختلفة يجب أن تستمر المساندة النفسية ... ومع كل تقدم يحرزه المعوق يجب أن نشعره بتقدير ... فالتقدير الإجتماعي والشعور بالذات من اهم الحاجات النفسية عند المعوق ... وبذلك يكون هناك دائما هدفا ظاهرا وخفيا في نفس الوقت للتأهيل النفسي وهو التأكيد للمعوق على أنه يملك قدرات قد لا تتوفر لدى بعض الأسوياء .
والقلق والإكتئاب من الأعراض سريعة الظهور لدى المعوق . والقائمون على التأهيل يجب أن يكون مؤهلين في سرعة إكتشاف هذه الأعراض وأيضا في كيفية التعامل معها وهذا يستلزم وجود الأخصائي النفسي والطبيب والنفسي في كل مراحل التأهيل ...
وبذلك نرى أن إدماج لمعوقين في الحياة العامة يتوقف إى حد كبير على مدى ما يتمتع به المعوق من صحة نفسية .

المصدر: بحث مقدم من الأستاذ الدكتور / عادل صادق أستاذ الطب النفسي والأعصاب – كلية طب عين شمس
FAD

لاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين

ساحة النقاش

FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,408,185

مشاهير رغم الإعاقة