الحد من الإعاقة الناتجة عن عملية الولادة

تحدث الإعاقة من الولادة إذا كانت عسرة ، ولم تكن طبيعية في ظروفها ومراحلها وتحدث بذلك من طريقة مساعدة الولادة من الغير مم حضرها للمساعدة فيها بالتصرف الخاطئ أو التعامل الجاهل لفن التوليد بسبب عدم الدراية ، أو لقلة الخبرة .
وتعدد مشاكل مضاعفات الولادة العسيرة ، ولكن ما يعنينا هو المضاعفات طويلة الأمد التي تبقي آثارها ملازمة هذا المولود طوال حياته ، ومن أمثلة هذه الحالات الآتي :
•    النزيف داخل الجمجمة
يحدث النزيف داخل الجمجمة إذا استطالت الولادة عن معدلها الطبيعي بسبب إختلال التناسب بين أقطار رأس الجنين ومدخل الحوض في أوضاع معينة للرأس مرورها عبر الحوض العظمى للأم مما يجبر الجمجمة على الإستطالة بسبب دخول عظام الجمجمة تحت بعضها ، وهذه الإستطالة تتسبب في شد أغلفة المخ ، وما بها من أوعية دموية ، وإذا إستطال هذا الشد أدى إلى حدوث تمزق بالأوعية الدموية وحدوث النزيف داخل الجمجمة . وأيضاً من جفت الولادة والآثار السيئة لهذه الحالة على المدى البعيد هي الإضطرابات الحركية وتشـمل الشلل المخي والتخلف العقلي ، وأحيانا يوجد نوع من الصرع بدون أسباب .
    العلاج – الوقاية :
1)    الإبتعاد عن التوليد بالجفت الصلب .
2)    اللجوء للولادة بالقيصرية عند وجود عدم تناسب بين الرأس ومدخل الحوض .
3)    التوليد الجيد للحالات المعقدة .
4)    الإبتعاد عن عملية تحويل الجنين داخل الرحم والشد عليه .
    العلاج فور حدوث النزيف :
1)    إعطاء الأكسجين للمولود لعلاج ضيق التنفس وزرقة اللون .
2)    إعطاء الأدوية المهدئة للتحكم في التشنجات .
3)    بذل النخاع العمود الفقري إذا ظهر إنتفاخ في النافوخ الأمامي للرأس للتقليل من أثر زيادة الضغط داخل الجمجمة على المخ .
4)    إعطاء فيتامين ( ك ) في العضل .
•    تمزق إحدى عضلات الرقبة الأمامية :
تتمزق إحدى هذه العضلات عندما يحدث شد زائد عليها في حالة توليد المعقدة Torticollis .
وتصاب العضلة إما بالتمزق المباشر لأليافها ، أو تمزق الغلاف المحيط بها ، وهذا يؤدي إلى حدوث نزيف وتكوين جلطة دموية وهذه بدورها تتحول إلى تليف ينتج عنه ضمور هذه العضلة وتقلصها . ومع النمو الطبيعي لرقبة الطفل لا تنمو هذه العضلة المتليفة بالسرعة المماثلة لنمو العضلة الأخرى المماثلة في الرقبة حيث أن تكوينها المتليف أصبح أقل مرونة من العضلة الأخرى السليمة ، وينتج عن ذلك أن يتجه وجه الطفل لناحية العضلة السليمة ، وذلك بصفة مستمرة الأمر الذي يشوه منظره ويشل من حركة الرقبة وهذه الحالة تلازم صاحبها طوال عمره بما بها من إعاقة .
    العلاج :
1)    وقائى :   بضرورة أن يلتزم المسئول عن التوليد بعدم الشد الزائد على هذه العضلة في حالة توليد المقعدة في حالة إنثناء الرقبة للجهة الأخرى المقابلة .
2)    العلاج الطبيعي .
3)    العلاج الجراحي .
•    تمزق أعصاب الرقبة والوجه وحدوث الشلل
تتعرض جذور مجموعة أعصاب الرقبة الرقبة للشد عليها وإحداث التمزقات بها مما يؤدي إلى حدوث شلل في العضلات التي تغذيها هذه الأعصاب وتحدث هذه الحالات :
    شلل ERB :
ويحدث هذا الشلل من الشد المتلف لجذور الأعصاب 5 ، 6 الرقبية ويكون ذلك بواسطة الشد أو التمزق لهذه الجذور ، وينتج ذلك عن الشد الزائد على هذه الجذور بسبب الشد المائل على الرأس عليها تميل بشدة بإتجاه أحد الأكتاف .
والشد على الرأس في هذا الإتجاه يتم أثناء التوليد في حالة المجئ بالرأس وأثناء محاولة توليد الكتف وخاصة إذا حدث تعثر في توليد الكتف نفسها ، أو حتى في حالات التوليد الطبيعية .
ومظاهر الشلل هي :
1)    شلل بعضلة الكتف Deltoidm .
2)    شلل بعضلة تحت شوكة لوح الكتف Inpraspinatus m .
3)    شلل العضلات التي تثني الزراع .
والنتيجة :  هي تدلي الزراع بجوار الجسم والزراع مفرودة ومدارة للداخل ، وتبقى وظيفة الأصابع طبيعية مما يؤدي لمنظر اليد المنطبقة خلف الظهر .
والشفاء من هذه الحالة يتم بالعلاج الطبيعي . ولكن أحيانا هذا العلاج لا يفيد ويبقى الشلل مستديما على هذه الصورة .
 شلل KLVMPKE :
وهذا يحدث من الشد على جذور الأعصاب 7 ، 8 الرقبية ، وإصابتها بسبب الإبعاد الذائد للزراع عند توليد المقعدة ، ويؤدي هذا إلى سقوط المعصم وشلل عضلات اليد ، وعلاج هذه الحالة بتعليق اليد والعلاج الطبيعي . ولكن بإهمال العلاج تبقى الحالة محدثة لصاحبها الإعاقة .
شلل الوجه :
ويحدث هذا بسبب إستعمال جفت الولادة وضغط نصل الجفت على عصب الوجه بعد خروجه من فتحته بالجمجمة ، ويؤدي ذلك إلى عدم مقدرة قفل العين في الناحية المصاب فيها عصب الوجه . وعادة تزول هذه الحالة تدريجيا بمساعدة العلاج الطبيعي . وربما تتبقى إذا أهمل العلاج أو كانت إصابة العصب شديدة .